أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

“محاولات أمريكية خبيثة لإحراج المرجعية “

مجلة تحليلات العصر الدولية - ماجد الشويلي

كان تشخيص المرجعية الدينية لحل الأزمة السياسية في العراق ؛ ومايترتب عليها من آثار سلبية على الصعيد الامني والاقتصادي والاجتماعي .
يعتمد على دعوتها للاحتكام الى صناديق الاقتراع كآلية مقرة أممياً لفض النزاعات ومعالجة الأزمات في الانظمة الديمقراطية.
وهي خطوة تعد امتدادا لإصرارها على الاستناد للارادة الشعبية في كتابة الدستور العراقي.
وهذه من أبرز سمات منهجية المرجعية الدينية في تعاطيها مع الشأن السياسي العام .
وبذلك قد ألزمت الجميع شعباً وحكومة ومنظمات دولية بما ألزموا به أنفسهم،
لتكون الانتخابات حلبة التنافس التي تفرز الاستحقاقات وأحجام الكتل السياسية بشكل واضح وبين .
وبالفعل وعلى مايبدو أن المرجعية الدينية قد ضغطت على زر تصفير العملية السياسية وإعادة تشغيلها من جديد.
حين لوحت للبرلمان بضرورة إعادة النظر بتشكيل حكومة الدكتور عادل عبد المهدي وفهمها الأخير على أنها دعوة للتنحي وبالفعل قدم استقالته ، وتوالت المساعي التضامنية بين كل الإطراف لتهيئة لولازم انطلاق العملية السياسية من جديد، بنحو ألقيت فيه الحجة على الجميع.
من يقول بأن الاحزاب التقليدية التي حكمت بعد 2003 لم يعد لها تأثير في الشارع ، وبين من يقول من أن الشارع يريد تغيير هذه الوجوه وضخ دماء جديدة وايدلوجيات حديثة ليتسنى لها حكم البلاد وفق منهجية أخرى تنتشله من واقعه المزري بحسبهم
وهنا تدخلت المرجعية بشكل واضح وحازم وأكدت على ضرورة أن يكون هناك قانون انتخابي يضمن تكافؤ الفرص وإزالة العقبات أمام التشكيلات السياسية الفتية الطامحة للوصول الى السلطة.
ومايلزم ذلك من ضرورة إقرار قانون المحكمة الاتحادية وتغيير طواقم المفوضية المستقلة للانتخابات وإقرار الموازنة لتأمين مستحقات العملية الانتخابية.
وفضلا عن ذلك فقد أكد سماحة السيد السيستاني (اعزه الله) على ضرورة أن تضطلع الامم المتحدة بدورها الرقابي لإضاف المصداقية اللازمة على نتائج الانتخابات وحذر سماحته من النتائج الوخيمة لمحاولات التزوير او التلاعب بالنتائج .
ويمكننا أن نفهم من ذلك كله أنها منهجية الزموهم بما الزموا به أنفسهم وأنها نحو من إلقاء الحجة على الجميع .

((لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ )) الأنفال 42
حتى أن أن انطباعاً معتداً به في الشارع العراقي يرى من أن مهندس هذه العملية برمتها للخروج من الأزمة هو المرجعية الدينية.
ولما وجد الأمريكان هم والبريطانيون أن هذا المنحى لايتوافق مع مصالحهم الستراتيجية في العراق والمنطقة بدأوا في محاولات عرقلة هذا المسار المرسوم .
لتيقنهم أن كل هذه الإجراءات ليس بوسعها تنحية القوى المناوئة لسياسات الولايات المتحدة إزاء العراق وشعبه بل وتكرس وجودهم من جديد.
فبدأوا بالضغط على الحكومة ومحاولة إرباك الوضع الأمني وقد تشهد الأيام المقبلة استهدافات وهجومات جوية على مقرات الحشد أو القيام بتصفيات جسدية لبعض قياداته لاسمح الله
والمتوقع أن المرجعية الدينية هنا سيكون لها موقف واضح من طعنات الغدر الامريكي بخاصرة العراق.
وستؤكد على ضرورة المضي باستكمال اجراءات الانتخابات لينال كلٌ استحقاقه منها .
رغم أن أمريكا تعد لسيناريوهات خبيثة قد تضعها في مواجهة مباشرة مع المرجعية الدينية وجهاً لوجه فيما لو أعادت الإنتخابات تأهيل القوى السياسية المناوئة لها من جديد.
فقد تعمد الولايات المتحدة لإذكاء الفتنة والفوضى بشكل أكبر مما سبق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى