أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

محاولات إسرائيلية يائسة… الأسرى الفلسطينيون ورقة الضغط الخاسرة

مجلة تحليلات العصر الدولية / الوقت

في ظل المطالبات الفلسطينيّة والدوليّة بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، عقب ما شهده العالم من مبادرات إنسانية للتبادل وإطلاق الأسرى منذ بداية تفشي فيروس كورونا المستجد، أكّد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلاميّة “حماس”، محمود الزهار، أنّ الكيان الصهيونيّ يريد صفقة تبادل أسرى مقابل الغذاء والدواء، مشدّداً على أنّ مبدأ حماس هو “الأسرى مقابل الاسرى”، حيث إنّ إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الغاصب أصبح يخضع لـ “صفقة تبادل” أكثر منه استجابة مطلبية لواقع الأسرى الصعب.

لا يخفى على أحد أنّ العدو المجرم ينتهك القانون الدوليّ ويغض الطرف عن تنفيذ مطالب الفلسطينيين المحقة، وقد بيّن الزهار أنّ “الكيان الصهيونيّ يعيش أزمة حقيقية بعد هزيمته في المعركة الأخيرة، بعد فشله في تحقيق أيّ إنجاز يمكن أن يفاخر به”، مع استمرار التعنت الإسرائيليّ في ربط قضيّة إعادة إعمار قطاع غزة الذي دمرته آلته العسكريّة الهمجية بتسوية قضية أسرى الجنود الصهاينة الأربعة لدى “حماس”، رغم أنّ العدو تسبب في مايو/ أيار المنصرم، بسقوط أكثر من 275 شهيداً فلسطينيّاً، نصفهم تقريباً من الأطفال والنساء، وإصابة ما يقارب 9000 آخرين، ناهيك عن الخراب الذي خلّفه العدوان الغاشم، حيث تستمر تل أبيب برفض إعادة إعمار ما ألحقته من دمار في غزة، من دون استعادة جنودها وأسراها لدى حركة حماس، وهو ما رفضته الأخيرة.

وفيما يخص تهديدات العدو بشن عملية عسكريّة على القطاع المحاصر، أوضح عضو المكتب السياسي لحماس، أنّ “حكومة الكيان ضعيفة وتمثل أقلية ليس لها برنامج واضح، وتريد أن تعيش على المزايدات وأولها التهديدات الفارغة”، معتبراً أنّ “الصهاينة يدركون عدم فاعلية تلك التهديدات، والدليل ما حدث معهم في المعركة الأخيرة”، والتي تركت تل أبيب في صدمة من نتائجها على مختلف المستويات بعد الرد الحازم للفصائل الفلسطينيّة، والدليل على ذلك ما ذكره الإعلام العبريّ حينها حول أنّ “إسرائيل” فشلت في قتل المئات من مقاتلي المقاومة الإسلاميّة بـ”سلاح سرّي”، وفي تقارير أخرى أشار إعلام العدو إلى أنّ ما فعله رئيس حركة “حماس” في غزة، يحيى السنوار، شكل صفعة قاسية على وجه الكيان، أيضاً نشرت صحيفة “هآرتس” العبريّة صور 67 طفلاً من غزة استشهدوا في هجمات عنيفة من الطائرات الإسرائيليّة، ما أضاف انتصاراً جديداً للفلسطينيين.

وبالتزامن مع محاولات الكيان الصهيونيّ التقليل من أهميّة انتصارات المقاومة أو محاولة التستر على فشله فيما يتعلق بهذه القضايا أو التعامي عنها، ذكر محمود الزهار أن الحركة تعرف أن “الاحتلال يعيش حالة من الضعف والتردد وحالة من فقدان الأمل، وأنه يدرك أن هناك من يستطيع أن ينهي غطرستهم”، لأنّ الحرب الأخيرة على غزة والتي رافقها تضامن عالميّ كبير، لقّنت العدو الصهيونيّ دروساً لن ينساها على مختلف المستويات، حيث بات الصهاينة يعترفون بإجرام وجبروت وطغيان كيانهم بأنفسهم، بعيداً عن التستر والتغطية على قتلة الأطفال والنساء، وكما أصبحت الصورة الوحيدة المرسومة في أذهان العالم عند ذكر “إسرائيل”، هي الموت والدمار دون خداع أو غسيل أدمغة.

وفي هذا الصدد، أشار عضو المكتب السياسي لحركة حماس إلى أنّ الكيان الصهيونيّ ينفذ استحقاقات كسر الحصار لكن باستحياء، وأنه يريد أن ينتقم من المقاومة عبر مسه بالقضايا الإنسانيّة المتعلقة بالغذاء والدواء، لافتا إلى أنه سيتم إيجاد حل عبر قنوات أخرى، وفي الوقت الذي ترفض فيه حماس الشروط الإسرائيليّة، تطالب المقاومة بإبرام صفقة تبادل للأسرى بين الجانبين، وتطالب فصائل المقاومة الفلسطينيّة برفع الحصار بشكل كامل عن غزة، والسماح بعملية إعادة الإعمار، وهذا أقل من حق المدنيين الأبرياء المحاصرين منذ سنوات طويلة، وخاصة أنّ السياسة الإسرائيليّة تدور حول محور الرضوخ لمطالب تل أبيب.

ومن الجدير بالذكر أنّ المعاناة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون داخل سجون العدو الغاشم تتفاقم يوماً بعد آخر، بدءاً من ظروف الاعتقال وليس انتهاء عند مسألة انعدام البيئة الصحية داخل الزنازين المكتظة بالأسرى، إضافة إلى الانتهاكات الجسيمة بحق الأسرى وخاصة منذ بداية انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث يعتقل العدو الصهيونيّ آلاف الفلسطينيين في سجونه، بينهم مئات المرضى والسيدات، ناهيك أنّ عدد المصابين من الأسرى الفلسطينيين بفيروس كورونا داخل سجون الاحتلال يتزايد بشدة، استناداً فقط إلى الأرقام التي تنشرها وسائل الإعلام، ناهيك عن الأرقام الحقيقيّة التي تتكتم عليها إدارة سجون العدو.

وإنّ موقف حركة المقاومة واضح وجليّ في مفاوضات تبادل الأسرى، وقد تحدثت مراراً أنّ الاحتلال يعلم هذا الموقف وأن الوسطاء الأمميين والقطريين والمصريين يدركون ذلك، معتبرة أن ما يتعلق بقضية الأسرى وما لدى المقاومة من أسرى إسرائيليين، هو حق إنسانيّ وقضية سياسيّة وإنسانيّة لا يقابلها إلا الإفراج عن الأسرى في سجون الاحتلال، ولم تمانع المقاومة الفلسطينيّة أبداً في السير ضمن خطين متوازيين، خط تثبيت التهدئة مع الكيان الصهيونيّ وانتزاع مطالب الفلسطينيين وإعمار ما دمره الاحتلال، والخط الآخر ما يتعلق بالصفقة والإفراج عن الأسرى.

ختاماً، لا يمكن لحركة المقاومة الإسلاميّة حماس أن تسمح للكيان الصهيونيّ بربط القضايا ببعضها، بل إنّها تواجه الإسرائيليين بكل ما أوتيت من قوة لمنع فرض إرادتهم على هذا الملف المهم والحساس، لأنّ الأسرى بالنسبة للشعب الفلسطينيّ أهم بكثير من الغذاء وإعادة الإعمار، والصهاينة يريدون وضع الفلسطينيين في مأزق كبير وحرمانهم من أبسط حقوقهم، رغم أنّهم ببساطة يستطيعون حل تلك المسألة من خلال الإفراج عن مئات من الأسرى الفلسطينيين الأبرياء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى