أحدث الأخبار

محطات في الفكر الوهابي كتاب العصر ( الانسان والدين )

محطات في الفكر الوهابي

كتاب العصر

( الانسان والدين ) :

أول أنسان وجد على الارض هو نبي من أنبياء الله وهو الخليفة حسب الاديان السماوية . من هنا ندرك مدى متانة العلاقة بين حياة الانسان والدين على هذه الارض وهناك حقيقة مفادها انه لولا وجود المعصوم لساخت الارض بأهلها .والقران يؤكد هذه الحقيقة ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) . فأول الدين معرفة الله .
وحتى في التجمعات البشرية البدائية المنقطعة عن المدنية والتحضر حيث العيش في ظلمات الخرافة والجهل والبدائية نراهم يتخذون اشكال مختلفة من المعتقدات بكيانات يعتبروها مقدسة وقوى وهمية واساطير لسد حاجة الفراغ للدين والعلاقة مع الغيب والذي يبدو انه حاجة فطرية وغريزية ملحة عند الانسان .
فعلماء الاثار يؤكدون من خلال تنقيباتهم فيما تركه السابقون ، انهم وجدوا دورا وأماكن مخصصة للعبادة في كل التجمعات البشرية الغابرة .

( الدين والاقتصاد ) :

مع هذا تكون علاقة العامة من البشر ( وليس الخاصة ) مع الله والدين في حالة مد وجزر على طول التاريخ الانساني .
وهذه العلاقة المتأرجحة لها ارتباط وثيق بحالة الانسان الاقتصادية وكما يقال لولا الخبز ماعبد الله .
هناك ثلاث حالات اقتصادية لها ثلاث تأثيرات مختلفة على حالة التدين لأي مجتمع
1- الفقر المدقع وهو المدمر لكل شئ في العلاقات الانسانية وليس التدين فقط . ويلمس غياب الدين أو ضعفه من كثرة الجريمة المتفشية وانعدام الرحمة والتكافل بين الناس والامثلة كثيرة في المجتمعات المسحوقة والطبقات الفقيرة .
2- حالة الاكتفاء او لنقل الحالة الوسطية الاقتصادية والتي تؤمن للانسان حاجاته الاساسية ومن خلالها يستطيع الحفاظ على تدينه وعلاقاته وروابطه المختلفة في المجتمع المتوازن .
3- حالة الغنى والتي يشعر معها الانسان بالتخلص من قيود الحاجة للاخر ومنها حاجته لقوى اعلى واكبر تحميه وترعاه وهذا جلي بقول الحق ( كلا ان الانسان ليطغى ان راه استغنى ) . وهذا نلمسه في المجتمعات الاوربية الغنية التي تحولت الكنائس فيها الى بيوت للاشباح والطيور بل وحتى في بعض تجمعات الشرق الاسلامي ذات الوضع المادي المريح !


والانكى ان البعض حول بيوت العبادة الى اوكار لنشر الرذيلة والفجور كما نرى من تأييد بعض الكنائس للزواج المثلي وغيره من الموبقات العظيمة وكذلك بعض مساجد الوهابية التي يعملون فيها فاحشة اللواط .
ولكن ومع أي طارئ يذكر الانسان بضعفه وحاجته فأنه يلتفت للسماء مرة أخرى طالبا العون . والامثلة أكثر من أن تعد أو تحصى وأشهرها قول فرعون وتوجهه الى الله عندما أدركه الغرق وكذلك عندما يدرك اي ملحد أو كافر !
وهو شبيه بحالة التدين الطارئة التي مرت بها أوربا بعد جائحة الكورونا !

أما في البوسنة والهرسك فكانت الناس هناك تعيش الحياة الاوربية بكل عجرفتها وقد تناسوا الاسلام بشكل شبه كامل ولايربطهم به سوى بعض الاسماء التي يحملوها وبعض المساجد القديمة شبه المهجورة وكأنها متاحف تذكرهم بمرور الاسلام من هنا يوما ما ولكن اليوم تنتشر المساجد واللحى وحتى بعض النقاب والتوهب كل ذلك بعد الاحداث الدامية التي مروا فيها بالتسعينيات وأستغلها الوهابية للاسف بدعم أمريكي .
فهل كانت صحوتهم هذه أملا بالله حقيقة أم لطلب العون من الكتلة الاكبر التي يعولون عليها لانقاذهم من بطش الغير ؟
على أية حال فالنتيجة واحدة وهذا هو طبع وديدن الانسان منذ خطواته الاولى على تراب هذه المعمورة. . فلافقر حالق للدين ولاغنى فالق له !
فالوسطية والاعتدال هي الانسب لصلاح الانسان واستقامته .

يمكننا القول ان الدين حاجة غريزية فطرية مودعة في نفوسنا وهو مطلب حيوي للانسان لانه يمنحه الشعور بالامان بان هناك قوة اكبر واعظم تحميه وترعى شؤونه في متاهات وقسوة هذه الحياة وهو بحاجة للمعجزة بين الحين والحين حتى يبقى متماسكا وهو يشق طريقه بصعوبة في دروب هذه الدنيا ومزالقها .
بل وان الشعور ايضا بعدم رضا هذه القوة المهيمنة وسخطها من ممارسات وسلوكيات الانسان الخاطئة قد تجلب له المصاعب والمشاكل تكون رادعا مهما ودافعا للعودة الى سبيل الاستقامة وعلى هذا فالايمان والتدين الحقيقي يجعل صاحبه يعيش حالة الامل بالله والخوف منه في نفس الوقت .
وقد لمسنا ايضا من خلال التجربة انه كلما حاولت الانظمة العلمانية أو المعادية طرد الدين من حياة الناس أو تغييره ومحاربته فأنها تفشل وتجربة الشيوعية واضحة للعيان ، فروسيا التي كانت معقل الفكر الالحادي عادت اليوم لتحتضن من جديد أكثر المذاهب المسيحية اصولية .

( الغرض من الدين ) :

الانسان العارف بربه حقيقة وبحقيقة وجوده ، يرى أن أهم وظيفة له في الدنيا هو جعل الناس يعيشون أحرار سعداء بدفع الضيم عنهم والظلم والعبودية للبشر والانا .
وهذا النوع من البشر هم المعصومون الذين اوكل الله اليهم مهمة قيادة المجتمعات حيث وصفهم ﴿ رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ۙ يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ﴾ حيث سبق زقلنا ان اول انسان خطا على الارض كان نبيا ، وليس كالذين قال عنهم ﴿ وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَٰرَةً أَوْ لَهْوًا ٱنفَضُّوٓاْ إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِمًا ۚ قُلْ مَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ ٱللَّهْوِ وَمِنَ ٱلتِّجَٰرَةِ ۚ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلرَّٰزِقِينَ ﴾ .
يقول المصطفى ص ( انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ) وقوله ( هل الدين الا الحب ) وقول أمير المؤمنين ع ( خير الاعمال قتل الاشرار ) ،أي حتى القتل هو رحمة بالمجتمع والناس بتخليصهم من الظالمين والطغاة والمردة وكما ورد في كتاب الله الحكيم ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الالباب ) .
فوظيفة الحاكم العادل العارف الخبير هي توفير كل ما يضمن للناس سعادتهم واستقامتهم في الحياة بدون افراط أو تفريط .

( الدين والسياسة ) :


ادرك الحكام والسياسيون ومنذ بدء الخليقة هذه الحاجة الفطرية القوية لدى الانسان للايمان بالغيب. فكان أن جعلوا منها أشد الاسلحة فتكا ودمارا وحولوها الى غرائز دينية مسيسة لاتتحمل الفكر الاخر ولاتتسامح معه او تتعايش ، وحملوها عقول السذج والبسطاء ليملؤا بهم ساحات المعارك والقتال كلما أقتضت مصالحهم ذلك .
فهذه الغرائز الدينية المسيسة تحول القطيع المؤدلج الى أخطر أداة للقتل وأكثرها ثباتا في ساحات المعارك وأقلها تكلفة عند التعبئة وأشدها اصرارا على الفتك بالاخر واستئصاله .
وهناك امثلة حية اليوم ولعل ابرزها وضوحا الحركة الوهابية في جميع مسمياتها ومشتقاتها الهمجية اللانسانية كالقاعدة وداعش والنصرة وطالبان وبوكو حرام وشباب الصومال وغيرها الكثير والمثير بوحشيته ، ممن عملت المخابرات الامريكية على استزراعهم في محميات الخليج وغيرها والعمل على اكثارهم ونشرهم خدمة للمخططات الامريكية ومشاريعها الاجرامية في كل المعمورة .
هذه المشكلة تسمى بالتطرف حيث نراها تنبثق من الكيانات الدينية السماوية التي طالتها يد التحريف والتلاعب السياسي كالوهابية في الاسلام واليهودية بصورة عامة والبروتستانتية والكاثوليكية في المسيحية. فهذا الثلاثي المشؤوم هو الذي يعمل اليوم على تدمير العالم . بينما نجد ان اتباع الاسلام المحمدي الاصيل وبعض اتباع الكنيسة الارثوذوكسيه يقفون بوحه كل هذا الباطل بالاضافة الى احرار العالم الاخرين.
ساسة أوربا ومنذ العصور الوسطى قادوا قطعان ( المؤمنين ) الى الشرق الاوسط باسم الحروب من أجل الصليب !
تماما كما قادوا قطعان الوهابية بالامس القريب في حروبهم ضد الاتحاد السوفيتي ومن بعدها روسيا باسم التوحيد والشرك والالحاد !
وكما يقودوهم في معاركهم ضد الشيعة بأسم قداسة الصحابة وكرامة أم المؤمنين عائشة !
ولايزالون يقودون قطعان الوهابية الى جميع ساحات حروبهم حيث الحرب الدائرة في اوكرانيا اليوم لتدمير روسيا من قبل الناتو حيث نجد للوهابية موطئ قدم هناك من جديد ولم تتعظ من كل ما جرى .
بل أن الامر يضرب بعيدا و بعمق داخل التاريخ الاسلامي لنرى على سبيل المثال ان المسلمين الاوائل استخدموها في قتال خصومهم لتحقيق مصالح سياسية ولعل ابرزها رفع معاوية ومن معه قميص عثمان لقتال امام الامة الشرعي الامام علي ع وحتى المصحف الشريف لم ينجو من فعلتهم ويسلم حيث رفعوه على رؤوس الرماح ! . وهذه لم تكن حكرا على المسلمين فلاننسى حروب البروتستانت والكاثوليك داخل اوربا نفسها .

( سبل التعرف على الدين الحق ) :

أو بعبارة أخرى كيف نميز بين الدين المسيس لخدمة السلطة ورجالها لاجتنابه وبين الدين الحق الذي يكرم الانسان ويرفعه كي نتبعه أو نحترمه ؟

الضابطة الاولى :

وهي قول النبي ص ( اذا رأيتم العلماء على ابواب الملوك فبئس العلماء وبئس الملوك واذا رايتم الملوك على ابواب العلماء فنعم الملوك ونعم العلماء ) .
حيث ان صلاح الامم والمجتمعات بصلاح امراؤها وعلماؤها .

فمثلا حكام السعودية ، ال سعود ، الذين تأسست مملكتهم بفضل الدعم البريطاني ومن ثم ارتموا بالحضن الامريكي منذ عام 1945 واصبحوا الرعاة للوجود الصهيوني بالمنطقة ومحاربين لاي نهضة للامة والامثلة كثيرة .
فهل يمكن الوثوق بالشلة والطاقم الوهابي المعتق المحيط بهم من عملاء ومتملقين واعتبارهم رجال دين واصحاب ضمائر ومصلحون ؟
هذه الشلة الوهابية والتي هي مجرد حراس متزلفين ومدلسين لظلم وجور وفساد وجرائم ال سعود .
هذه الشلة الوهابية المنافقة التي تقتات على موائد ال سعود والمرتبطة بهم ارتباط عضوي ومتى ما تيبس جذع ال سعود تيبسوا وسقطوا معهم !
هل يمكن اتباع هؤلاء المنافقين واخذ الدين عنهم والوثوق بهم ؟

وهناك ضابطة الثانية :
( الشجرة تعرف من ثمارها ) .


اليوم نرى ثمار الشجرة الوهابية عبارة عن تنظيمات ارهابية كالقاعدة وداعش وشباب الصومال وطالبان وبوكو حرام وغيرها الكثير التي عاثت في الارض فسادا ودمارا وقتلا وتدميرا للاوطان توجهها وتديرها المخابرات الامريكية والصهيونية وكل معاد للاسلام والمسلمين . بل اصبحت الوهابية وفكرها المحرف احد جيوش الناتو التي تخوض حروب النيابة عنه !
بل وجعلت الوهابية من الاسلام علامة فارقة للارهاب وشوهوا صورته في نفوس البشر وجعله اعداؤنا خير دعاية للطعن في الاسلام وأهله .
فهل يمكن اعتبار الوهابية دين اسلامي سماوي ؟
لايمكن لانسان يحترم عقله ان يعتقد بذلك .
بالمقابل انظروا الى ثمرة شجرة التشيع
حزب الله الذي حرر لبنان وحماه من اطماع وطغيان الحركة الصهيونية.
الحشد الشعبي في العراق وفصائل المقاومة العراقية التي اذلت الامريكان وادواتهم الوهابية كالقاعدة وداعش وحافظت على وحدة العراق ومنعته نن الانهيار والتفتت .
الحرس الثوري الايراني الذي ادخل الرعب في قلوب الصهاينة وهو يتوعدهم بالزوال .
انصار الله في اليمن والتي تكالب عليهم ال سعود وكل خونة الخليج مدعومين بالامريكان والصهاينة .

( ملخص الدور التخريبي للحركة الوهابية ) :

تتسم الحركة الوهابية في حركتها الفكرية والعملية :

1- الجمود في فهم الاسلام ونصوصه لابقاء الامة متخلفة تعيش في زوايا الماضي .
2- إثارة الفتن داخل الجسد الاسلامي بتكفير بقية المسلمين ودفعهم للاقتتال الداخلي .
3- وبأسم التوحيد ونبذ الشركيات وعبادة القبور إستطاعت الوهابية الخبيثة من طمس وإزالة أثار ومعالم التاريخ الاسلامي .
فعلى سبيل المثال حولوا بيت السيدة خديحة رض الى حمام عام !
مما ذكر اعلاه نلمس أن تمكن الوهابية من العالم الاسلامي يؤدي الى تحلله وازالته من الوجود
وهذا هو الغرض من ايجاد هذه الحركة الخبيثة ، القضاء على الاسلام من الداخل .

( الوهابية واليهودية ) :

هناك الكثير من المشتركات بين الوهابية واليهودية حتى على مستوى الشكل واللباس الخارجي .
فهم على سبيل المثال لا الحصر الفرقة الوحيدة التي تدعي الاسلام ولاترتدي العمامة بل الغترة الشبيهة بما يرتديه اليهود !
الكل يتذكر كيف حرم حاخام الوهابية ال الشيخ الدعاء لمجاهدي حزب الله عام 2006 في قتالهم للصهاينة !
ولا ننسى ثمار الوهابية الحالقة للاسلام والقاضية على وجوده بأثارتهم الحروب الداخلية والفتن الطائفية .
ويكفينا دليلا انهم الحماة العقائديون لسلطان ال مرخان في الجزيرة ومؤسس دولتهم عبدالعزيز الذي سارع للاعتراف بالكيان الصهيوني وتحالف مع الامريكان وابنائه من بعده على خطاه سائرون .
اليهود يدعون انهم شعب الله المختار ويرون انهم الوحيدون يملكون حق كرامة العيش الانساني وبقية الخلق عبيد لهم وكذلك الوهابية التي ترى انها الموحدة الحقيقية لله والبقية مشركون ويستحقون القتل وهذا مايقومون به فعليا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى