أحدث الأخبارالبحرين

محلل سياسي لبناني : تعاون دول الخليج مع كيان الإحتلال الصهيوني سيكتب نهاية انظمة الحكم فيها

مجلة تحليلات العصر الدولية

في تعليقه على البيان رقم “1” للقيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية قال “انيس النقاش” المحلل السياسي ومنسّق شبكة الأمان للبحوث والدراسات الإستراتيجية في مقابلة على قناة الميادين مساء أمس الأحد أن هذا البيان هو رد فلسطيني على ما يجري في المنطقة لما وصفه بالتعاون لأن ما سيجري وما نشاهده في المستقبل ليس تطبيعاً بمعنى الكلمة و لكن هو تعاون عربي مع الإحتلال الإسرائيلي ضد القضية الفلسطينية وضد مصالح شعوب المنطقة.
واضاف أن هذا البيان لقراءة دقيقة له هو الحد الأدنى الذي تمكنت منه القيادات الفلسطينية للإتفاق عليه وهو ليس خارج أوسلو وأنما لتحسين شروط أوسلو إذا قرأنا أن اوسلو مفاوضان فلسكينية مع الكيان بإشراف أمريكي من اجل اقامة دولة فلسطينية في الضفة وغزة وعامتها القدس, بمعنى ان هذا الشعار وهذه الإنتفاضات لن تتعدى هذه الأماني بإقامة هذه الدولة على جزء من فلسطين, ولذلك هب لا تعدو اجباراً للعدو للعودة إلى مفاوضات أوسلو بعد أن هجرها وأسقطها واعتبر أن علاقاته بالدول العربية تسمح له بأن لا ينفذ ما اتفق عليه مع الفلسطيني.
ولفت النق!اش ‘لى أنه لا يجب أن نؤمّل شعبنا في فلسطين أو شعوبنا في الأمة العربية والإسلامية على أن ما اتُفق عليه أو ان هذه القيادة شيء جديد يمكن أن يهز الكيان الصهيوني أو أن يهدد وجوده.
وتابع: أقول ذلك صراحة لأن هذا يدل مرة أخرى بعد عشرات المرات على أن جزء من القيادة الفلسطينية لم يقرأ بعد حقيقة التحولات ومواقع القوى في الإقليم لأنني اعتقد و بكل بساطة على أن تحرير فلسطين وليس إقامة الدولة الفلسطينية سيبدأ شمالاً جنوباً و جنوباً شمالاً, بما يعني انه والكلام للقيادة الفلسطينية قبل أن تستطيعوا اقامة ولو جزء من دولة فلسطين على الضفة و غزة سيتحرر الجليل وسيتحرر جنوب فلسطين وستكون اخر الهدايا هي القدس على عكس ما تعتقدون فيما اتفق عليعه في القيادة الفلسطينية.
وأضاف هذا قد لا يعجب البعض و لكن ما نملك من وقائع من امكانات من حقائق من تحالفات ومن تجاذبات في المنطقة في المستقبل لن تجدوا حليفاً وقدرةً ‘لا من يقرر تحرير فلسطين كل فلسطين وهو المخلص لكم والمخلص لقضيتكم.

وتابع: نحن مسرورون ان هناك قرار وحدوي فلسطيني اليوم تحت قيادة مشتركة يعلن بياناً أقول للأسف قبل الحراك و كنت اتمنى ان يبدأ الحراك ثم تصدر البيانات, ولكن يعلن معنى الحراك وأبعاده و حدوده وهذا لا يرعب اسرائيلي ولا الدول العربية التي وقعت اتفاقاً معها وختماً لا يرعب الولايات المتحدة.
وأضاف: علينا ان ننظر في المستقبل إلى أين تتصاعد هذه الإنتفاضات والتي هي ضرورية و مرحب بها جداُ وسندعمها بكل قوة معنوياً و مادياً من أجل ان تسمح للشعب الفلسطيني ان بعبر عن نفسه, ولكن اعود و اقول اياكم والضبابية في المواقف فهذا البيان ليس فوق أوسلو ولاضرباً لأوسلو وإنما تحسين أوسلو إذ ما زال يعتقد العض ان جل ما قد يحصل عليه هو جزء من فلسطين كما قال لي مرة الرئيس محمود عباس “أن ما يعطيني إياه شارون أو الإسرائيلي سابكي من أجل أن يحسّن أوضاعي بها”, فهذا الحراك اليوم سيكون كما يعتقد البعض نوع من تحسين الأوضاع بعد ان سقطت كلها وانهارت لأن العدو لم يعير لها اي اهتمام.
ولفت النقاش إلى ان ما وصلنا غب=ليه مع بعض الدول العربية و يقصد مسار التطبيع الآن هو بسبب تخلي البعض عن فكرة تحرير فلسطين كل فلسطين والمهادنة في التسويات, ونحن يجب ان نعترف ان منظمة التحرير هي التي فتحت أبواب العالم للصهاينة من خلال توقيع الإتفاقيات السلمية التي سمحت لها ان تعيد علاقاتها الدبلوماسية مع معظم الدول التي لم يكن لها علاقات, وهذا كان تبجحاً من القيادة الفلسطينية التي كانت تقول للصهيوني “إن وقعت معي وأعطيتني شيئاً سأعطيك العالم” وكانت المصيبة ان الكيان أعطي العالم و أخذت منه وعود بالفتات وحتى هذا الفتات لم يسلمه, لذلك فإن تصحيح البوصلة الحقيقية يكون بالتمسك بتحرير فلسطين كمشروع اقليمي قومي عربي إسلامي يلتزم به الجميع, هنا تكون الجبهة الإقليمية العريضة مع فلسطين لأن المعركة المقبلة ستشهد حروباً عسكرية بين اسرائيل و حلفائها من العرب ضد المقاومين في فلسطين وخارجها أو في الإقليم.
هذا ما نراه مستقبلاً وما يجب أن نبني عليه برفع شعار تحرير فلسطين و بناء الجبهة الحقيقية للتحرير والتصدي لجبهة الخيانة والعمالة والإنبطاح للصهيونية التي تتشكل والتي اخذت قراراً بمحاربة المقاومة بكل الوسائل.
وأضاف ان السعودية والإمارات والبحرين و كل دولة ستطبع مع اسرائيل ستحارب المقاومة فهي قد حاربت المقاومة في الحروب البديلة “بروكسي” ودفعت مليارات الدولارات في سوريا وهذه كانت حرباً من البترودولار العربي على المقاومة,
وتابع: ما يحصل في العراق ألم يكن تمويلا خليجياً من أجل تدمير العراق لكي لا يكون مصطفّاً مع المقاومة, دفع الأموال من اجل شراء الذمم في القيادات الفلسطينية وشق الصف الفلسطيني وأخذ بعض المرتزقة إلى الغمارات ألم يكن تآمراً وحرباً على المقاومة؟؟
وبعد أن فشلوا في هذه الحروب ألم يكتشفوا اليوم خطأً ووهما ان تحالفهم مع اسرائيل يمكن ان يعينهم على الصمود بعد ان كشفتهم شعوب المنطقة وأصبحت عروشهم مهددة ؟؟.. هؤلاء لا يطبعون من اجل فتح سفارة أو دعما لإنتخابات ترامب و لكن ما في عقول عرب الخليج هو أنهم يستبدلون القواعد الأمريكية التي لا تريد أن تحارب , اذ يعتقدون اليوم انهم يستبدلونها بإسرائيل لتدافع عنهم مما يعني ان انتشار العسكرية الإستراتيجية والأمنية الإسرائيلية سيكون في هذه الدول , ولذلط فإن التصريحات التي خرجت بجدية ووعي من إيران تقول ان ما يحصل اليوم بين بعض العرب و إسرائيل سيهدد أمن الخليج وأمن المنطقة وسيكون وبالاً على هذه الدول التي ستذهب عروشها.
وأضاف ان مسار هذه الدول العميلة التي خلقت على ايدي الإنجليز ودُعمت و كانت حمايتها من الولايات المتحدة لا يمكن ان تكون عربية ولا إسلامية وإنما هي دول وظيفية .
منذ اغتيال الملك الأردني عبدالله الأردني في القدس لأنه خان فلسطين مع جولدامائير وهذه الأنظمة الوظيفية التي زرعتها بريطانيا ما هي إلا أدوات في يد الغرب والإستعمار .
وأضاف إذا أمريكا لم تستطع و قالت انها لا تريد حماية دول الخليح فهل تعتقدون ان اسرائيل التي تقف على “إجر و نص” في الجنوب خوفاً من المقاومة هي قادرة على حمايتكم؟؟
سأقول ما الذي يحصل.. ستأخذ اسرائيل منهم المليارات من اجل الإستثمارات , سيفتحوا السياحة, سيفتحوا الأسواق الخليجية لبضائعهم وسيبادلوا التقنيات ويأخذوا الإمكانات منهم ويبيعوهم الأسلحة ثم عندما تقع الواقعة فلن يجدوا جندياً اسرائيلياً واحداً يقاتل على ارض عربية لحمايتهم .
وأضاف هؤلاء ليس الصفة الأساسية لهم بأنهم فقط جبناء و عملاء بل إنهم في الأساس اغبياء في قراءة التاريخ و قراءة الصراع, فهذه ورطتهم في اليمن وعما قريب سيكملون الفي يوم في حربهم على اليمن وظنوا أنهم خلال أسابيع يمكن ان يحسموا و لكن كل حساباتهم كانت خاطئة , وحساباتهم ايضاً مع العدو الصهيوني سيثبت خطأها ونهاية هذاه المعادلات سيكون ذهاب هذه الأنظمة و ليس تأديبها وليس إخافتها فالنتيجة الوحيدة للتعامل مع العدو هي زوال هذه الأنظمة تماماً.
وستكون هناك جبهة حقيقة و ليس فقط الفلسطينية الت أُعلن عنها بل جبهة حقيقية أكثر شراسة من محور المقاومة لمواجهة هذه التحولات وسيكون بأسنا اشد عليهم وعلى الصهيونية والولايات المتحدة في الأشهر القادمة ان شاء الله.

المصدر: الواقع السعودي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى