أحدث الأخبارالثقافة

محنة… إختبار… فلسفة… المقاومة بين الأمة والسلطان

مجلة تحليلات العصر الدولية

بقلم: د. سعد عبيد حسين

غرد ايدي كوهين بكل صفاقة وقباحة, مع نشر فيديو لتظاهرة للشباب الفلسطيني – المغرر بهم وعديمي البصيرة- تجاهر بالاساءة لاخوانهم في حماس, بانهم (س ف ل ة) – عذراً لتكرارها- ثم يردفوها بمفردة شيعة, شيعة, شيعة, ثم يضمنها, بان هناك دعوى ضد(قطر) بأنها تمول الارهاب, وهنا خلع جلد الذئب, والبس حديثه وكلماته صورة الحمل الوديع, ليصور ويبعد الارهاب عن اسرائيل الصهاينة ولينسي الشباب العربي والمسلم من غير خط الاسلام المحمدي الأصيل بانهم تحت الإحتلال, فحري به – المتظاهر- ان يهتف ضد المحتل ويحارب ضد منتهك حرماته, ومقدساته, وعرضه, وحسبك الشيعة بقربك من حزب الله وموقفهم من اسرائيل, اذن ما تفسيركم وهتافكم وحربكم هذه ضد حماس والشيعة, أو ضد من حمل السلاح بوجه الكيان الغاصب لأرضكم, بل لم لا تجاهروا بقولكم ضد التطبيع من قبل الدول العربية مع محتلكم, لِمَ لَمْ تخرجوا لتجاهروا بنفس الحماس ضد صفعة القرن, ألا فزنو عقولكم وإخوانكم الشيعة , واخوانكم في حماس.
• ثم أردفها بعض من الشباب الأردني _ للاسف_ بهتافاتهم من أمام السفارة العراقية في اليومين الماضيين, ثم ورود كلمات, كأخوات ما يردده منعدمي البصيرة في وطن الأعراب, ضد من حمل راية الجهاد ضد المحتل, عجيب ما يحصل ذلك في دولة تعرف ما العراق وشعبه, وتعرف ما قوة خط المقاومة, اها نسيت أن رغد صدام حسين هناك ولا زالت تملك الدولار والذهب الذي جمع في يوماً ما في الحرب من جياع الشعب العراقي عنوة بحجٍ واهية وبطرق يعجز الشيطان أن يأتي بمثلها وقد آن الأوان أن يستفيد منها متضاهري السفارة في الأردن- ما قصة السفارات هذه الايام-, نعم أمام سفارة العراق في عَمّان, بيد أن بلدهم مهدد من قبل إسرائيل وأمريكا, بل وحتى من دول الخليج لصالح إسرائيل وصفقة القرن بين ظهرانيهم, … ألا من وعي أو ضمير, أو شرف تعلو صيحاته, أفيقوا , فالثمن اعراض ورقاب يهيء لها المحتل الاسرائيلي,وحينها لا منقذ لكم – إلا الشيعة الصفيون كما تسموهم- إن لم تصححو أو تدركو ما تجترّون به من شعارات صنعها من لا يريد حياتكم, ونحن لكم إخوة في الدين, أو بالعروبة, أو بالإنسانية, أو بالجغرافية, ولا نريد الحديث عن النفط بلا مقابل أو بثمن رمالكم, فتصوروا لو أن العراق يروم قطعه ويغلق الحدود فماذا تفعلون, ألا فأتقو الله وتريثوا؟. إن هتفتم اليوم ضد إخوانكم بإسم وعنوان الكرامة, فان إستمراركم سيؤدي إلى الإستهانة بكرامة سياسيي بلدكم, فكلما أسأتم للعراق سترون تقاطر سياسو الأردن , وشخصيات مهمة من حكوماتكم إلى العراق, لأنهم يعرفون خطورة مواقفكم مواقف الكرامة_ كما تسموها- فزنو عقولكم بميزان الاية (﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ البقرة (120). فسترون حَصْحَصَةِ الحق وشجاعته, فهل ترضى اسرائيل الغاصبة عن حزب الله, وهل ترضى عن الشيعة الباقين في البلدان العربية والاسلامية, بل هل ترضى اسرائيل الغاصبة عن إيران؟… جحدوها واستيقنتها أنفسهم, لكن في ذلك محنة, وإختبار لأخواننا في حماس وفي كل خط المقاومة.
• محنة المقاومون مع الامة: حينما تتسمى خطوط المقاومة – ضد أمريكا وربيبتها اسرائيل- باختلاف جغرافيتها باسم الشيعة, وعندما يكون الداعم والعمق والركيزة والمِقْوَد بيد الجمهورية الاسلامية في إيران, تتشظى المحن وتنطلق من الأمة بوجه المقاوم بلا فرملة أو فلترة, ليكتمها من حمل سلاح العزة والشرف والكرامة والجهاد في قلبه, ويكظم غيضه, وعَفْوِهِ عمَّن أساء إليه من أخوته في الدين, أو اللغة, أو المظلومية, أو الحرمان من الحقوق, وهنا تُكْتَم الآلام ويؤجَّل العَتَب, عَلَّه يورق من أوراق الكلم الطيب ليستظل تحتها كل أبناء هذه الأمة في يوم ما, وسفينة المقاومة تكبر وتبحر فأصبحت أمة المقاومة تتحدث بأكثر من لغة ومذهب ودين, أما رأيت اهل كراكاس كيف رحبو, وكيف صلى أخوتكم الايرانيون المقاومون على ارصفتها البحرية, ففنزولا لم تهتف ضدهم كمسلمين بل أسندتهم, لانها لون وخط من خطوط والوان المقاومة ضد الامبريالية عبر الاطلسي, فما السر في عدائكم لحماس والشيعة وخط المقاومة, ألا تفرحكم صولاتهم ضد المحتل؟…لا أدري, ربما السلطان ووعاظه ألْقَوْ في قلوبكم ما يأفكون.
**إختبار: أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)العنكبوت) , لا أريد أن أكرر – فانتم أكثر معرفة بها- مافي هذه الاية من تفاسير, تشير باشارات للمؤمنون الذين يمرّون, ويُخْتَبَرَوْنَ , ويُفْتَنَوْنَ بأشد الفتن والبلاءات, والاختبارات, نعم أنهم كالكبريت الأحمر , والذهب المصفى – المؤمنون المقاومون-كلما زادوا النار عليه زاد صفاء, ففي نفوسهم , وقلوبهم وضمائرهم الآية( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139)ال عمران)) فهنيئا لكم.
• موقع ومكان المؤمنون بين الشعب والسلطة.
نقصد بالمؤمنين- في موضوعنا هذا_ هنا كل من رفع السلاح بوجه المحتل وانظم لخط المقاومة, وفقاً لمنهج الإسلام المحمدي الأصيل, أو من وعى ذلك من غير المسلمين, من أنصارهم ومؤيديهم بفطرتهم السليمة من أحرار العالم ضد كل طاغية ومتجبر وناهبي ثروات العالم وقتلة الشعوب بعد إحتلالها, ولعل مايحصل لخط المقاومة, في العراق , ولبنان , واليمن , وفلسطين, وسوريا والبحرين, بل وفي أغلب شعوب دول مغرب ومشرق الوطن العربي,- لكنهم في يقضة وترقب قابضي بدينهم كالجمرة بين أيديهم_ إلا أنهم صابرون بين ناري الامة والحكام, إذ أنهم أصحاب فكر وفلسفة وروحية, قد ذاقو حلاوة معناها الذي يوصلهم الى الحقيقة التي ترنو اليها نفوس من إشتاقت لتعاليم وحي السماء فهي لا ترعوي أو تخشى من شيء أو أحد الاّ الله, إلا أنها صابرة محتسبة تبكي على شعوبها, بل منهم من يعيش في عائلته وهو يحمل فكر وهدف المقاومة وحب محمد وآل محمد الاّ أنه يكتم ذلك, لانه يعيش المحنة والاختبار لما يراه في بعض من شعوبنا من إنحدار وضياع قد تطبعوا وانصاعوا لما يريده المحتل دون أن يشعروا, لأن العالم والسلطان والشعوب العربية, أصبح كل منهم – الا القلة _ من وعّاَضِ الآخر, حقاً أنها محنة , فمحنة الحشد, وحزب الله, وأنصار الله, وحماس, ووو في شعبهم وأهليهم محنة لا تضاهيهيا محنة, فهم بين نارين نار العدو , ونار ألْسِنَة – من لسان_ أخوة يوسف, فمن يحمي ظهورهم لو توجهوا نحو العدو وتكون ظهورهم لأبناء جلدتهم, والجلدة هذه لا تفقه, لكن الله الحامي والمعين والرقيب, وما النصر الا من عند الله.
*فلسفة المقاومة.
فلسفة لا تدرك الشعوب والا السياسات حلاوتها, إنها فلسفة غابت عن فلاسفة الغرب قرون, وغابت عن فلسفة وفهم وإدراك _ مايسمون_ المتنورين, إنها فلسفة الفطرة والضمير والوحي, لها حبل قد إعتصمت به ايديهم, قد وثقوه بطريقة الشجاعة العلوية,والجهاد الحسيني, وصبره حسني, وعلمه باقري, وكل ماجاء به الائمة الاطهار ليأخذه القائد المؤمل لكل اهل الارض, وهو إمتداد لمحمد وعيسى وموسى وابراهيم ونوح وآدم جاء به جبريل, من الله, تلكم حلاوة فلسفتهم فلا فرق لديهم بين الموت والحياة, فمجنون من يقف بوجههم, لأنهم جُنّو بعشق الله, فهم خافوا من الله, فأخاف اللهُ منهم كل شئ, فيا أمة العرب, والله لإنها السنين الأخيرة من الوصول الى النصر, … ألا من أوّاب, ألا من متفكر, ألا من راجع إلى سجل ودفتر خط المقاومة ليسجل أسمه في صفحاته الأخيرة, بل في أسطره الأخيرة.
ربي رحماك, ضعني كلمة أو حرفاً في هامش سجل المقاومة, لأني أحبهم , أحب شهدائهم, ابكي لبكاء, ودموع امهاتهم , وأزواجهم , وأبنائهم , وبناتهم, وأطفالهم, وأجداده , وأحفادهم, فيامن تهتفون ضدنا, سنغفر لكم وندعو لكم لاننا نعشق الله وانتم خلق الله, ويا ليت قومي يعلمون ما غفر ربي …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى