أحدث الأخبارمحور المقاومة

محور المقاومة(1)

مجلة تحليلات العصر الدولية - خالد العراسي

تميز محور المقاومة بالمصداقية الكاملة فمثلا نجد انصار الله يعلنون أن سلاحهم منه المحدث والمطور ومنه المصنع محليا وبأنه ليس سلاح ايراني وذلك ليس لأن ايران لا ترغب في دعمنا وانما لأنها غير قادرة على ذلك فاليمن سيقبل أي دعم من أي دولة لكن الحصار الخانق وعوامل اخرى حالت دون ذلك فالعدو درس مكامكن القوة في حربه ضد سوريا واراد استغلال غياب عناصر تلك القوة في اليمن معتقدا ان ذلك سيمكنه من اجتثاث احرار اليمن باسرع وقت ممكن وبأنه سيعيد اليمن الى ما كانت عليه (التبعية) ، فمثلا رأى التحالف الشيطاني أن سر قوة سوريا هي بقاء الرئيس والحكومة بل واشرافهم على سير المعارك بينما في اليمن رئيس وحكومة مشردين من فندق الى اخر ويدعمون ويؤيدون العدوان وبالتالي يشرعنونه وهذا سيجعل العدو يعكس نظره خاطئة للعالم بأن ما يحدث في اليمن هو محاولة انقلاب وان كل هذه القوة وهذا التحالف الكوني جاء لاعادة ما تسمى “الشرعية” ، وفي سوريا جيش واحد بكل طوائفه وفئاته والجميع يقف ضد كل ما يخل بأمن الوطن (باستناء القلة القليلة التي تمكن العدو من شرائهم) اما في اليمن فالجيش (التابع للنظام السابق) مفكفك ومقسم ووجد لحماية بعض الاشخاص وهم تابعون للعدوان ولا يحملون اي ولاء وطني ، كما أن العدو تمكن بمعية النظام اليمني السابق من تدمير منظومة الدفاع الجوي اليمني وبذلك فقد اليمن عنصر التصدي لطيران العدوان المباغت والمفاجئ ، ولدى سوريا حليف دولي قوي (روسيا) ودول مجاورة مساندة لها بقوة وترفدها وتدعمها لوجستيا وماديا ومحور المقاومة قريب من بعضه جغرافيا ويقاتل جنبا الى جنب مع الجيش السوري اما اليمن فهو دولة بعيدة عن محور المقاولة والحصار يحول دون اي دعم ممكن والنظام اليمني السابق التابع للتحالف الغربي الامريكي الصهيوني لم يجعل لهذا البلد اي ارتباطات ومصالح بمحور الضد الروسي الصيني .
كل هذا الى جانب الحصار الخانق والظالم جعل اليمن يخوض تجربة فريدة من نوعها في مواجهة ابشع عدوان كوني شهدته البشرية فهب رجال الرجال الى ميادين العزة والشرف وسطروا اروع ملاحم البطولة وباتت ملاحمهم اسطورة ستدرسها الاكاديميات العسكرية وهب عباقرة الهندسة والتحكم الصناعي والمبدعين وكل من له علاقة ومن بامكانه المساهمة في تطوير وتحديث ما لدينا من سلاح وتصنيع اسلحة جديدة مصنعة محليا وواجهنا التحدي الكبير بثقة بالله عز وجل ثم بقائد الثورة الذي منح جل وقته وليله ونهاره للاشراف المباشر على الجانب العسكري وبالذات التصنيع الحربي .
فرأينا عبارة صنع في اليمن بينما في فلسطين وجدت ايران ثغرات ووسائط لايصال اسلحتها الى فصائل المقاومة الفلسطينية عبر حز ب الله وسوريا (بوركت سواعد الصانع والناقل والمستخدم) فنجدهم يعترفون بذلك ولا يدعون انهم صنعوا اسلحتهم بايديهم (باستثناء بعضها المصنعة محليا) ومع ذلك نجد صهاينة العرب واعداء الانسانية مصممون ان سلاح اليمنيين ايراني الصنع وفي المقابل يدعون غياب دور ايران في دعم فصائل المقاومة الفلسطينية بحربها ضد الكيان الصهيوني وهي مفارقة عجيبة انفرد بها بعران صهاينة العرب .
الجدير بالذكر هو أننا نشهد حاليا تفعيل لاهم احد محاور المقاومة وهي الفصائل الفلسطينية وهو المحور الاهم لانه يخوض معركته بشكل مباشر مع العدو الازلي (الكيان الصهيوني) ونلاحظ أن غضب المقاومة الفلسطينية وانتفاضة الشعب المقدسي اليوم اثبتت هوان العدو وفي المقابل اثبتت شجاعتها وقوتها وصلابتها وحنكتها وتخطيطها المدروس ولهذا هرع صهاينة العرب لتقمص دور الوسط وكأنهم يخشون دمار فلسطين ويرفضون سفك دماء الفلسطينيين وهذا لم يكن يحدث بهذه السرعة سابقا عندما كانت الحجارة هي السلاح الوحيد للمقاومة
بينما في حقيقة الامر لن تكن الوساطات أكثر من اداة لانقاذ الصهاينة من انتقام شعب الجبابرة بعد تغير الموازنة واختلاف المعادلة فالحجارة باتت صواريخ وطائرات مسيرة والانتفاضة تمتد يوما بعد يوم لتشمل مناطق اكثر واوسع والمواجهة احتدث وتعددت ولأول مره نشهد مواجهات للصهاينة فيما بينهم البين بسبب ما يعانيه يهود العرب والافارقة من عنصرية واضطهاد يهود اوروبا ، ونعلم جيدا أن العدو لا يمكنه الصمود والاستمرار لفترات طويلة واستمرار الوضع على هذه الوتيرة يعني زوال الكيان بكل جبروته وهليمانه الزائف .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى