أحدث الأخبارلبنان

مخيمات لبنان تستعيد إرثها الوطني مع حماس

عماد عفانة

حركة حماس حركة وطنية ولدت من رحم معاناة الشعب الفلسطيني؛ وقد نمت وترعرعت واكتمل نموها بالعطاء والتضحيات وبصوابية خياراتها في مقابل ضعف وانزواء منظمة التحرير التي اثبتت الأحداث فشل خياراتها وبوار رهاناتها على عملية التسوية لاستعادة الحقوق فبات من الطبيعي ونتيجة حركة التدافع التاريخية أن تحدث حركة انزياح وطنية من المنظمة الهرمة شحوصا وبرامج وخيارات لصالح حركة حماس التي باتت تعبر عن تيار وخيار عريض في طول الأمة وعرضها

وقد مثل تخلي منطمة التحرير عن فلسطينيي المخيمات والشتاب في اعقاب خيانة اوسلو؛ مثل مفصل تاريخي افسح المجال لحركات المقاومة التي ما زالت تشرع بنادقها في وجه المحتل لتبسط اجنحتها في خدمة أهلنا في مخيمات لبنان وكل المخيمات في الدول المحيطة، خاصة وان حماس ذات ماضي نظيف لم تلوثه بالصراعات لا البينية ولا مع أو ضد الانظمة كما هو واقع الحال مع فصائل المنظمة الذاوية

فحماس لم تكسب مخيمات الداخل في غزة فقط بل باتت تكسب تأييد ومحبة أهلنا في مخيمات الضفة الغربية ومدنها أيضا والشواهد أكثر من أن تحصى
وبفضل الله تعالى ثم بفضل سياسة حماس العاقلة والمتزنة استطاعت حماس ان يكون لها حضور محترم ومقدر في دول مؤثرة مثل تركيا وقطر وتونس والجزائر والمغرب وماليزيا وغيرها من البلدان

حماس جزء أصيل من هذا الشعب ومكون رئيس ومؤثر من مكونات المشهد الفلسطيني وليست كائن هلامي انتهازي غرضه إحلال وتعبئة فراغات ومحطات ضعفت وتراجعت فيها أو عنها فتح ومنظمة التحرير

فحماس أنموذج نجاح وهي وريث طبيعي لنمادج الفشل التي قدمتها فتح والمنظمة وما جولات قيادات حماس في الخارج إلا لحمل عبئ التمثيل الفلسطيني التي تخلت عنه منظمة التحرير في المخيمات الفلسطينية، عبر الانزواء خلف عار اتفاقات اوسلو وعار التعاون الأمني مع العدو

ضعف السلطة ومنظمة التحرير طبيعي ومتوقع وهو نتيجة طبيعية لجركة التدافع التاريخية؛ بين الفشل والنجاح؛ بين الخيانة والشرف؛ بين التراجع والثبات؛ بين الانتهازية والتضحية.

لتتبوأ حماس كحركة فلسطينة وطنية خالصة سدة القيادة عوضا عن منظمة التحرير صنيعة النظام العربي الرسمي التي كان هدفها قطع جذور وامتدادات القضية الفلسطينية واعفاء الامة العربية من اعباء التحرير.

يساعدها حماس في ذلك توازن سياساتها الرسمية الفلسطينية، وإدارته الناجحة في الداخل، والخارج، والحفاظ حتى على الإرث والشعبية والتأييد الوطني كاكبر حركة مقاومة فلسطينية بعد تخلي حركة فتح عن سلاحها وانشغالها بجمع غنائم السلطة ثم اقتتالها على وراثة ابو عمار وانقسامها بين فتح عباس وفتح دحلان المحتمي بالامارات والمستظل بدعمها والمستقوى بتعاونها وتطبيعها مع العدو

حماس يا هؤلاء تنسط نفوذها على المخيمات في لبنان، للنهنوض بواقعها ولاغاثة لاجئيها المسحوقين وليس لان بها مناجم ذهب او ابار بترول

تسيد حماس الحالة العسكرية والسياسية في أي مكان نابع من وطنيتها وحرصها على التمسك بحق العودة الذي داسته فتح والمنظمة في اوسلو وجعلته رهنا بارادة العدو

حماس تذهب الى لقاء الأمناء العامون بقلب و عقل مفتوح لعقد شراكة حقيقية مع الكل الفلسطيني وليس لتزاحم احد او تدافعه لتحل مكانه
فحماس هدفها التحرر وليس الحكم؛ حماس هدفها تحرير الأرض والانسان
وليس لعقد مصالحات صورية مع عباس
حتى وإن كانت دعوة عباس معنونة بالتصدي للإمارات، ولفطع الطريق على دحلان، فان حماس همها التصدي لمخططات العدو وقطع الطريق على صفقة القرن ومخطط الضم ووقف قطار التطبيع مع العدو
دون ان تخسر مصر أو الامارات أوالسعودية،أو القطر أو غيرها من الدول العربية ودون أن تخضع لاملاءاتهم في ذات الوقت؛ فالمصلحة الفلسطينية هي بوصلة حماس دون التصادم او الاضرار بمصالح الآخرين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى