أحدث الأخبارشؤون آسيويةشؤون امريكية

مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي: الطريق لإنشاء قوّة عسكريّة مشتركة بمشاركة الكيان لا يزال طويلا ومليئا بالعقبات ودول الخليج ستكون معرضة لتهديدات إيرانية حقيقية أخطر من اليوم.. تحقيق الهدف فقط بقيادة أمريكيّة

مجلة تحليلات العصر الدولية - زهير أندراوس

رأت دراسة جديدة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القوميّ التابِع لجماعة تل أبيب، رأت أنّه لإسرائيل مصلحة، بالتأكيد على المدى القصير والمتوسط، في إقامة تحالفٍ عربيٍّ عربيٍّ، والذي سيعتبر الكيان شريكًا موثوقًا فيه، ومنخرط ومؤثر، وربما لاحقًا حتى كشريك كامل، والذي يجب أنْ يُركِّز على محاربة تورط إيران في الشرق الأوسط ونفوذها المتزايد في المنطقة، على حدّ تعبيرها.
وشدّدّت الدراسة على أنّ مثل هذا التحالف الذي من شأنه أنْ ينمو ويتوطّد، أنْ يؤكِّد أنّ التهديد الذي تشكله إيران لا يتعلق فقط بجهودها لامتلاك أسلحةٍ نوويّةٍ، ولكن أيضًا بسعيها الحثيث والعنيف، من بين أمور أخرى، من خلال مبعوثيها، للهيمنة الإقليمية.
ومع ذلك، استدركت الدراسة، وعلى الرغم من توقيع الاتفاقيات الإبراهيميّة وتنامي أهمية التعاون، بما في ذلك الأمن، بين إسرائيل ودول الخليج، فإنّ الطريق لإنشاء قوّةٍ عسكريّةٍ مشتركةٍ بمشاركة إسرائيل لا يزال طويلاً ومليئًا بالعقبات.
وأوضحت الدراسة أنّه “على الرغم من الفوائد التي قد تحصل عليها الدولة الخليجية في تحالفها العسكري مع إسرائيل، والتي يمكن أنْ تقدم مساهمة استخباراتية وعسكرية كبيرة من أجلها، فقد تجِد دول الخليج نفسها معرضة لتهديدات إيرانية حقيقية أكثر من تلك التي تواجهها اليوم”.
كما أنّ أيّ تحركٍ، قالت الدراسة، لمزيدٍ من التقارب مع إسرائيل، وبالتأكيد تشكيل أوْ إصلاح صورة الملاحق كقاعدةٍ بدائيةٍ لإسرائيل يمكن أنْ يضر بها. علاوة على ذلك، من الصعب رؤية احتمال استعداد خليجي لإقامة مثل هذا التحالف العسكري دون تدخل أوْ قيادة أمريكيّة، وهو ما يعني الانضمام إلى مبادرة أمريكية في تحالف وقيادة الولايات المتحدّة.
بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، شدّدّت الدراسة على أنّ لإسرائيل نفسها لا توجد مصلحة في إكراه نفسها من خلال الالتزامات الناشئة عن الانضمام إلى تحالفٍ عسكريٍّ بالمعنى الكلاسيكيّ، أيْ الالتزام بالمشاركة في صراعاتٍ لا علاقة لها بالسعودية.
ولفتت الدراسة أيضًا إلى أنّه بصرف النظر عن الالتزامات التي لن ترغب إسرائيل في تحملها، فإنّ إنشاء تحالفٍ عسكريٍّ سيُقوِّض العلاقة الحميمة اللازمة لمثل هذا التعاون وسيثير ردّ فعلٍ إيرانيٍّ، الردّ الذي دول الخليج وكيان الاحتلال في غنىً عنه.
لذلك، أوضحت الدراسة، إذا كانت إسرائيل تسعى إلى تعزيز تحالفٍ عسكريٍّ إقليميٍّ، حتى لو لم يكن في شراكةٍ كاملةٍ معها، ولكن في تعاون هادف ومؤثر، فعليها أولاً تسخير الولايات المتحدة كقائد، والتصرف بشكل متواضع وإنشاء بنية تحتية صلبة لمنطقة إقليمية واسعة، كما أكّدت.
وأوصى مركز أبحاث الأمن القوميّ في ختام الدراسة بأنْ تتركّز التحرّكات الأولى في هذا الصدد على إقامة تعاونٍ أوليٍّ، على سبيل المثال، في إحباط تهريب الأسلحة الإيرانية أوْ إنشاء صورة استخباراتية موحدة، والتي ستتعامل بشكل أفضل مع التهديدات المشتركة مثل بناء وتشغيل القدرات التكتيكية والطائرات الإيرانيّة بدون طيار، سواء من قبل إيران أوْ من خلال مبعوثيها في المنطقة، وإلى جانب هذه الجهود، سيكون من الصواب الاستمرار في المشاركة في المناورات الإقليمية، لتعزيز التعاون التكنولوجي وخاصة “حشو” المكونات العسكرية بمكونات مدنية، التعاون الاقتصادي والبنيوي والثقافي والبيئي.
وخلُصت الدراسة إلى القول إنّه “نظرًا لأنّ العديد من هذه المكونات مدرجة بالفعل على أجندة العلاقات الدوليّة ولديها القدرة على إنشاء بنية تحتية للتعاون الإقليمي، فسيكون من الأسهل على القادة الخليجيين إنشاء تحالفٍ مدنيٍّ إقليميٍّ من خلال التعاون العسكريّ أيضًا، ومن المرجح أنْ يُسهِم تواضع التعاون العسكريّ، إلى جانب التركيز على التعاون المدنيّ والمشاركة الأمريكية النشطة والفعالّة، في زيادة إمكانية زيادة التعاون العسكريّ بين إسرائيل والدول العربيّة، على حدّ تعبيرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى