أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعوديةشؤون امريكية

مستشرق إسرائيلي: الملك محمد السادس اتخذ القرار بالتطبيع العلني مع “اسرائيل” بعد أن فهم المغاربة أنهم لن ينالوا اعترافاً أمريكياً بضم الصحراء الغربية من بايدن.

مجلة تحليلات العصر الدولية / القناة 12 الإسرائيلية

ما زال الإعلام العبري في كيان الاحتلال يحتفل بالإنجاز الجديد، الذي تمثل بإعادة العلاقات مع المغرب، بعد قطيعة علنية استمرت 18 عاما.
وفي هذا السياق، قال خبراء إسرائيليون، إن الملك المغربي محمد السادس اتخذ خطوة كبيرة تجاه تل أبيب، بعد أن أدرك المغاربة أنهم لن ينالوا اعترافا أمريكيا بضم الصحراء الغربية من الرئيس الأمريكي المقبل جو بايدن.
وذكر المستشرق الإسرائيلي إيهود يعاري، في مقال نشره على الموقع الالكتروني للقناة الـ12 بالتلفزيون الإسرائيلي، ذكر أن المغرب قرر الذهاب مع الرئيس دونالد ترامب في أيامه الأخيرة داخل البيت الأبيض، معتقدا أن الاتفاق مع الرباط لا يشبه الاتفاق مع الإمارات العربية المتحدة والمنامة.
بالإضافة إلى ما ذكر أعلاه، رأى يعاري أن التطبيع مع المغرب يركز على خطوتين في المرحلة الأولى، وهما إعادة العلاقات الرسمية لمستواها قبل عام 2002، وتسيير رحلات جوية مباشرة بين الرباط وتل أبيب، مستبعدا في الوقت عينه عقد اتفاقيات تطبيع وتبادل سفراء في الوقت الراهن.
ولفت المستشرق يعاري إلى أن الديوان الملكي المغربي أعلن أن هذا التقارب مع إسرائيل لا يخل من التزامه بالقضية الفلسطينية وحل الدولتين، مستدركا: “لا ينبغي الاستخفاف الإسرائيلي بهذا الإنجاز السياسي من المغرب، حتى لو جاء بلغة غامضة اختارها المغاربة حاليا”.
وتابع: “لأن المغرب يسعى منذ 45 عاما للحصول على اعتراف أمريكي بضم الصحراء الغربية لأراضيه، ولجأ لمساعدة إسرائيل واللوبي اليهودي في الولايات المتحدة لضمان ذلك”.
وكشف يعاري، محلل الشؤون الشرق أوسطية في القناة الـ12، ووثيق الصلة بأجهزة الأمن الإسرائيلية، والباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، كشف النقاب عن أن “معارك حركة البوليساريو ضد الجيش المغربي وصلت عام 1975 إلى طريق مسدود، بعد أن بنى المغاربة بمساعدة نصيحة ومعدات من إسرائيل جدارا طوله ألف كيلومتر يحيط بمعظم الصحراء الغربية، ويستخدمه لوقف الغارات ضد جيشهم”.
وأشار إلى أن “قرب المغرب من السعودية، والروابط المتفرعة بينهما، يسهل على الرياض إتباع خطوة مماثلة لما قامت به الرباط تجاه إسرائيل، ما يعني شق طريق نحو التطبيع الكامل، ولذلك رحب ولي العهد السعودي محمد ابن سلمان بتطبيعهما، لأنه عندما تتبنى المغرب هذه السياسة، يكون هناك تشجيع كبير، ليس فقط للسعودية، بل للدول الإسلامية بمنطقة الصحراء مثل موريتانيا ومالي والنيجر، ودول القرن الأفريقي مثل جيبوتي وسلطنة عمان”.
وأكد المستشرق الإسرائيلي في ختام مقاله التحليلي أن يتحتم على إسرائيل التذكر بأن تنفيذ التطبيع بدأ بالاتصالات التي سبقت التطور الدراماتيكي من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس مجلس الأمن القومي مائير بن شبات، ورئيس الموساد يوسي كوهين، الذين اعتمدوا على حقيقة أن هناك علاقة شبه مفتوحة بين إسرائيل والمغرب منذ 70 عاما، لا تشمل السياحة المجانية فحسب، بل التعاون الأمني والاستخباراتي، كما قال يعاري، نقلا عن مصادره الوثيقة في المؤسسة الأمنية.
أما محللة الشؤون العربية في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية، سمدار بيري، فقد أكدت اليوم الأحد في مقال نشرته أن الملك محمد السادس كان في السنين الأخيرتين مشغولا في القضايا الإفريقية، أي قضية الصحراء الغربية، ولذا ترك الأمور العربية جانبا، واعتذر عدة مرات عن المشاركة في الاجتماعات العربية، ونادرا ما كان يستقبل الزعماء العرب، ولكنه مع ذلك وجه رسالة عندما اتصل نهاية الأسبوع برئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وامتنع عن مكالمة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأمر الذي يعني أن التطبيع مع إسرائيل لن يكون سريعا، كما قال بيري.
التطبيع المغربي مع اسرائيل يثير تساؤلاً: لماذا لم يقايض الملك المغربي الرئيس ترامب على مدينتي سبتة ومليلة الواقعتان داخل التراب المغربي والمحتلتين من قبل اسبانيا الدولة الاوروبية بهذا الاعتراف بـ “إسرائيل” رغم وجودهما داخل الجغرافية الأم وفضل الاستخفاف بشعب صحراوي عربي مسلم ذنبه الوحيد أنه يريد استرجاع حقوقه التي أعطاها الاستعمار الإسباني ظلما وعدوانا للملكة المغربية؟؟
هل الهدف أن يبقى العرب المسلمون في نزاعات لا متناهية بدلا من ارتكاب هذا الذنب الكبير بالاعتراف بقتلة الأنبياء والرسل الملعونين على لسان داود وسليمان وظلم الأخوة في الدين بالاحتلال المغربي للصحراء الغربية؟؟
لأن الحاكم المطبع في حاجة إلى المواطنين لتنفيذ صفقته الخاسرة على حساب المسجد الأقصى مع اليهود المتطرفين. فهل الشعوب العربية التي طبّع حكامها مع الكيان “الإسرائيلي” قادرة ان تقف ضد هذا التطبيع حتى لا يكون له على الأرض منجز في المجالات التجارية، الاقتصادية، الثقافية وغيرها بامتناعهم المشاركة في هذا الغدر للأمة المحمدية؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى