أحدث الأخبارشؤون امريكية

مستقبل الولايات المتحدة الامريكية رؤية من الداخل

مجلة تحليلات العصر - صالح الصيرفي

لم تشهد الساحة الاعلامية والفضاء الرقمي ومراكز الدراسات والابحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية الامريكية فضلا عن الصحف والمجلات والمتخصصين والخبراء والمحللين الامريكيين منذ الحرب العالمية الثانية والى يومنا ، إجماع كما تشهده اليوم ( فمنذ ان تولى ترامب السلطة بدأت ديناميات الصراع تتدحرج وتظهر على العلن بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري وقد اتسعت وتضخمت هذه الديناميات بعدما تجدد الصراع حول نزاهة الانتخابات الامريكية بين الرئيس السابق دونالد ترامب والرئيس الحالي جو بايدن) حيث تشكل إجماع شبه قطعي بالاستناد الى جملة أدلة قطعية تثبت ان الولايات المتحدة الامريكية قد دخلت طور الانحلال والتفكك والتلاشي كدولة فدرالية ومجتمع موحد رغم تنوعه الاثني والطائفي ، وانحسار وتقوقع وتراجع كقوة عالمية عظمى تمتلك أول أكبر اقتصاد عالمي ورائدة في التكنولوجيا والذكاء الصناعي على مستوى العالم .
وقد تعزز وتوسع هذا الاجماع بمئات المقالات من المصادر أعلاه بعد الهجوم على الكابيتول ( الكونغرس الامريكي) ، اما الادلة القطعية للاجماع فقد تمحورت حول :
١- الانقسام المجتمعي
٢- الاستقطاب السياسي والحزبي
٣-تهديد الديمقراطية والحريات
٤- تفكك المؤسسة الفدرالية
٥- التمرد على النظام الامريكي
٦- العنصرية وتصاعد العنف
٧- عصابات البيض المسلحة
٨- الاستيلاء على السلطة بالقوة
٩- الظاهرة الترامبية
١٠ تراجع الاقتصاد وانتشار الفقر والبطالة
١١- فشل السياسات الصحية وعدم السيطرة على فيروس كورونا
١٢-أزمة الهوية
ولايسعنا في هذا البحث المختصر تناول كافة الموضوعات المعززة بأدلة ووقائع ومعطيات قطعية ولكننا سنأخذ ثلاث عينات ستكون ربما كافية للقارئ للخروج برؤية واضحة عن مستقبل امريكا .
الـولايـات الـمـتـحـدة مــا بـعـد الـتــمرد

عندما نقول اجماع نعني بذلك ان هذه الموضوعات وغيرها تشكل مجتمعة تهديد جدي وخطر فضلا عن دلالتها الواضحة على ان الولايات المتحدة الامريكية قد دخلت مسارا خطرا يصعب الخروج منه مستقبلا ! كما تقول ( كاترينا موليجان ) نائب رئيس الأمن القومي والسياسة الدولية في مركز التقدم الأمريكي. وتضيف الكاتبة …

عندما تتم الدعوة والتحريض الى القتال واستخدام العنف من اجل استعادة البلاد والسلطة والانتخابات المسروقة هذه سابقة خطرة وتشكل مصدر قلق دائم ، وعندما يصبح التمرد زخما عندها يصعب إيقافه وبالتالي من غير المألوف ان تقلل حكومة بايدن من أهمية تهديد الحركات المتطرفة ولا ان تقلل من شأن خطورة تهديداتها ، ولكن فما عسى الحكومة فاعلة عندما تنظم هذه الجماعات المتطرفة الموالية لترامب اعمال عنف وتنفذها ؟ وكيف ستتحرك الامة الى الامام اذا لم تجد الحكومة حلاً ؟ فهل نحن امام تمرد مفتوح يتميز بالعنف المستمر والتهديدات المتواصلة ، ثم تواصل الكاتبة الحديث بالقول …
على الرغم من أن الهجوم على مبنى الكابيتول قد فشل في تعطيل التصديق على الانتخابات ، إلا إن هناك مؤشرات مقلقة من التشكي والتظلم المشترك لهذه المجموعات وكذلك قلق من تحول هذا المجموعات الى حركة سياسية ذات هوية عنفية مسلحة بعد رحيل ترامب ؟ خصوصا وانها تتكون من مجموعات حصلت على تدريب وتجنيد عسكري عالي وتشترك في ايديولوجية واحدة وهي تضم مجموعات مختلفة من القوميين المسيحيين وانصار النازية وانصار تفوق العنصر الابيض والجماعات القومية المتطرفة مثل Proud Boys التي اتخذت من ترامب رمزا لها والذي يشاركها في نفس المظالم العرقية وسرقة السلطة وتزوير الانتخابات .

الـتعطـيــل الـدســتـوري

وعن التعطيل الدستوري في الاربع سنوات القادمة بسبب تقاسم مجلس الشيوخ بين الديمقراطيين والجمهوريين 50 مقعد مقابل 50 مقعد ودوره وتأثيره في تعطيل صنع السياسات الفيدرالية الداخلية كتب أليكس توسانوفيتش وسام بيرغر ايضا دراسة مطولة ملخصها

( من الحقائق الأساسية في عملية سن القوانين الأمريكية الحديثة على المستوى الفيدرالي أنه لا يمكن تمرير معظم مشاريع القوانين إلا إذا كان لديها 60 صوتًا أو أكثر في مجلس الشيوخ – ما لم يكن مشروع القانون خاضعًا لإجراءات خاصة. وبدون وجود 60 صوتًا ، يمكن لأي عضو في مجلس الشيوخ منع معظم مشاريع القوانين باستخدام إجراء خاص يُعرف باسم “المعطل” .
ثم يتحدث الكاتبان عن استخدام التعطيل كسلاح بيد شريحة صغيره ودوره في تعطيلهم القوانين التشريعية الخاصة بالولايات ويتسائل الكاتب عن اي مستقبل لامريكا في ظل انقسام المجتمع على اسس حزبية واستقطاب حزبي وسياسي حاد وشديد بين الجمهوريين المصرين على افشال حكومة بايدن والديمقراطيين المصريين على تشويه صورة الجمهوريين في نظر الناخب الامريكي ، ثم يضيف الكاتبان بالقول عن اي مستقبل لامريكا نتحدث في ظل كونجرس منقسمًا على نفسه و غير قادر على تمرير مشاريع قوانين وصناعة سياسات ! للاسف ينظر الى هكذا كونجرس على انه كونجرس حزبي وليس شعبي ، خصوصا ان بعض النواب الجمهوريون المتطرفون سيستمرون في استغلال ” الاجراء المعطل ” لتحقيق غاياتهم السياسية الضيقة .

مـســتـقـبــل الـديـمـقـراطـيــة

وعن مستقبل الديمقراطية الامريكية كتبت راشيل كلاينفيلد الرئيس التنفيذي المؤسس لمشروع ترومان للأمن القومي وزميل أقدم في برنامج الديمقراطية والصراع والحوكمة.

لقد تضررت الديمقراطية الأمريكية بشدة بسبب رفض الرئيس التنازل عن السلطة واستخدام مؤيديه العنف والترهيب للضغط على المسؤولين السياسيين – وهي مشاكل يغذيها الاستقطاب الحزبي والسياسي والفصيل المناهض للديمقراطية الذي سيطر على الحزب الجمهوري والقصة لاتنتهي بهذا الحد بل تتعداها الى وصول الولايات المتحدة الى حالة ما تشبه الانهيار لاسباب عديدة منها ؛ أولا : المنافسة الشديدة بين الديمقراطيين والجمهوريين وثانيا : الاستقطاب الهائل في البلاد وثالثا : أدجلة الانتماء الحزبي والناخبين حيث وجد مركز بيو للابحاث ان نسبة العلاقة بين الأيديولوجية والانتماء الحزبي تضاعفت عشرات المرات من عام 1972 إلى عام 2021 رابعا: ان تصنيف الناخبين جغرافيا وأيديولوجيا ينتج مرشحين ايديولوجيين ( ويقصد بذلك الانجيليون المتعصبون والمسيحيون الاصوليون وهم الفصيل الذين لديهم استعداد لتقويض الديمقراطية نفسها كما يعرب عنهم الكاتبة ) ، وينتهي الكاتبة الى نتيجة ملخصها ان الامة في ظل الاستقطاب الحاد بين الحزبين ستلجأ الى تأسيس احزاب رديفة وبديلة وغير مؤدلجة تؤمن في الديمقراطية والعدالة والمساواة والفيدرالية وهذا ماسنشهده في انتخابات عام 2024

ان مستقبل الولايات المتحدة الامريكية مابعد 2020 التي يجمع ويتفق الامريكيون على القول ان التاريخ سيعيد نفسه وان التاريخ يتكرر ( اذا كانت الولايات المتحدة الامريكية ماقبل 2020 هي نتاج تمرد مسلح وعنيف وحرب الانفصال الاهلية ، كذلك امريكا مابعد 2020 ستكون نتاج تمرد مسلح وحرب انفصالية اهلية جديدة ).

الــجــزء الــثــــانــي :

( إن اول مفكر وكاتب وسياسي امريكي اطلق على الولايات المتحدة اسم “الدولة الارهابية القائدة ” ، هو نعومي تشومسكي )

كتب احدهم يقول ( لقد بات مايسمونه في بلداننا ومناطق اخرى في العالم مثل روسيا والصين وفنزويلا نشر الديمقراطية والدفاع عن الحريات وحقوق الانسان … في امريكا الان يسمونه ارهاب داخلي ) .
أزمــة الــهــويــة
نشرت مجلة «فورين بوليسي» الامريكية مقالا للكاتب ستيفن كوك كبير الباحثين في دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا، صدَّره بعبارة صادمة مفادها أنه بمجرد أن يفقد بلد ما إحساسه بهويته الوطنية، يصبح تفككه القومي على الأغلب أمرًا غير مستبعد
يقول الكاتب: «خلال رحلتي إلى العراق قبل بضع سنوات، قضيتُ بعض الوقت في محافظة السليمانية، حيث التقيتُ بمجموعة من طلاب الجامعات الأكراد، من بين مجموعة متنوعة من الأشخاص المثيرين للاهتمام. وفي مرحلة ما من حديثنا سألتُ الطلاب: ما هي مجموعة الأفكار، والمبادئ، والتاريخ، والرواية الوطنية، التي تشاركونها مع طلاب الجامعات في بغداد أو البصرة؟ وكانت إجابتهم الجماعية: لا شيء».
يضيف الكاتب: «أدهشني أن هذا الأمر كان لب مشكلة العراق. وإذا لم يتمكن العراقيون من الاتفاق على مجموعة مشتركة من الأفكار حول ما يعنيه أن تكون عراقيًّا، فإن مصير البلاد المحتوم يتلخص في أنها ستظل في حالة ممتدة من الانهيار الشديد الذي لا يُرجى الشفاء منه».

واستطرد كوك: «هذا المقال ليس هدفه إثبات أن حال الولايات المتحدة مثل حال العراق. لكن الأمريكيين لم يكونوا أبدًا مختلفين عن بقية العالم كما يعتقدون في لاوعيهم. ومثل عدد من البلدان الأخرى، في الشرق الأوسط وأماكن أخرى، يجب على الولايات المتحدة أن تواجه الحالة المرضية التي أصابت هويتها».

وأشار الكاتب في هذا الصدد إلى الهوية الوطنية قائلًا: «أعني بها الطرق التي يعرِّف بها الأمريكيون أنفسهم، وعلاقتهم بالدولة، وعلاقاتهم ببعضهم البعض. وبالطبع لدينا جميعًا ما يُسمِّيه علماء الاجتماع (مخزن الهوية)، والتي نؤكد على أجزاء منها في أوقات مختلفة بناءً على الظروف.

ويضرب مثالًا على ذلك فيقول: «زميل لي من منطقة الغرب الأوسط العليا. في البداية، كانت وسيلتنا الوحيدة للاتصال هي المحاور الثقافية لكوننا مراهقين في الثمانينات من القرن الماضي – وهي ما يمثل جزءًا من مخزن هويتنا. ومع ذلك، وبمرور الوقت، اكتشفنا أننا نؤمن بعديد من المبادئ والأفكار الأساسية نفسها التي تدعم هويتنا بصفتنا أمريكيين – مثل الحرية وسيادة القانون وتكافؤ الفرص، على سبيل المثال لا الحصر – على الرغم من أننا نصوِّت في الانتخابات بطرق مختلفة للغاية».

ويختتم الكاتب مقاله مؤكدًا على أن هناك أوجه تشابه مقلقة مع طريقة تفكير من تحدث إليهم في السليمانية بشأن بلدهم، مضيفًا: «لقد عانوا هم ومواطنوهم في أماكن أخرى من البلاد عواقب وخيمة نتيجة عدم قدرتهم على الاتفاق على ما يعنيه أن تكون عراقيًّا، لدرجة رفض الفكرة نفسها لدى عديد من الأكراد. من ثم تجلت الهوية المتنازع عليها في الشرق الأوسط في حالة عدم الاستقرار السياسي والعنف والصراع الأهلي. والأمريكيون – على الرغم مما نحدِّث به أنفسنا عن وضعنا الاستثنائي – ليسوا بمنأى عن الانتهاء إلى مصير مماثل».

الانـتـخـابـات الامـريـكـيـة وتـسـيـيـس الـعنـف والـتـطـرف
توقّفت صحيفة “نيويورك تايمز” عند تحذير وزارة الأمن الداخلي الأميركية من أن الولايات المتحدة تواجه تهديدًا متناميًا من “المتطرفين المحليين العنيفين” الذين أصبحوا أكثر جرأة بعد اقتحام مبنى الكونغرس”.
ونبهت الصحيفة الى أنها المرة الأولى التي توجه الوزارة فيها تحذيرًا من هذا النوع، ولفتت الى أن مثل هذه التحذيرات قليلًا ما تصدر، إذ كان الأخير قبل حوالي عام في أعقاب اغتيال قائد فيلق القدس السابق في حرس الثورة اللواء قاسم سليماني.
ولفتت الصحيفة الى أنه عادة ما تصدر الوزارة تقارير حول “تهديدات إرهابية خارجية” ، وأشارت الى أن ميشال شيرتوف الذي شغل منصب وزير الأمن الداخلي خلال حقبة جورج بوش الابن، أعرب عن اعتقاده بأن ما دفع بالوزارة  الى إصدار التحذير الجديد هو “الإرهاب الذي يرتكبه المتطرفون اليمينيون وجماعات النازيين الجدد”

وفي هذا السياق ايضا ، نشرت العديد من المواقع والمجلات تقارير استقصائية عن الخلفيات الايديولوجية للذين اقتحموا مبنى الكونغرس وأكدت التقارير بأنهم خليط من أشخاص عاديين وآخريين منظمين وعسكرين سابقين ، حيث كتب كل من روبرت بايب وكيفين روبي مقالة نشرتها مجلة “ذا اتلانتيك” الأميركية أشارا الى أبحاث عديدة أجريت في الآونة الأخيرة أظهرت أن بعض المشتبه بهم باقتحام مبنى “الكونغرس” هم أشخاص “عاديون” من أنصار ترامب، وهم من الطبقة الوسطى وفي متوسط العمر وليس لديهم أي ارتباط واضح بالجماعات اليمينية.
ولكن الكاتبان الباحثان في جامعة “شيكاغو” الأميركية حذّرا من أن “ذلك يشكل مشكلة “أكثر خطورة بكثير”، خصوصًا أن هذه الفئة انضمت إلى المتطرفين في محاولة لإسقاط الانتخابات الرئاسية الأميركية” ، وهذا ما أكده موقع “بروبابليكا” في تقريره حيث أشار إلى أن مجموعة تطلق على نفسها اسم “Last Sons of Liberty” (آخر أبناء الحرية) قامت بتحميل مشاهد مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي بعد ساعات من حادثة اقتحام مبنى الكونغرس الشهر الماضي، حيث بيّنت المشاهد كيف لعب أتباع هذه المجموعة دورا مباشرا في التخطيط للاقتحام.
ولفت موقع بروبابليكا إلى أن هذه المجموعة تابعة لجماعة “Boogaloo Bois”، والتي ترتكز مخططات أتباعها على استهداف عناصر إنفاذ القانون والإطاحة بالحكومة الأميركية من خلال العنف.
ولكن اللافت في الامر ان جميع هذه الصحف والمجلات والمواقع الامريكية والعالمية أجمعت على ان الهجوم على مبنى “الكونغرس” كان عنفا سياسيا ولم يكن مجرد عمل تخريبي أو عبارة عن مظاهرة خرجت عن السيطرة، وأن السبب الأساس للتحرك كما تبيّن المستندات القضائية هو أن المعتقلين كانوا يستجيبون لتعليمات ترامب بمنع “الكونغرس” من المصادقة على فوز الرئيس الأميركي جو بايدن بالانتخابات ، وأن “اقتحام مبنى “الكونغرس” كشف عن قوة جديدة في السياسة الأميركية، والتي هي ليست مجرد عبارة عن خليط من المنظمات اليمينية، وإنما حركة سياسية ضخمة تؤمن بالعنف وموجودة حتى في المناطق التي يشكل فيها أنصار ترامب الأقلية”.

الــجــزء الــثــــالــــث :

الــخــلاصــة
١- ان مستقبل الولايات المتحدة الامريكية مابعد 2020 الذي يجمع ويتفق الامريكيون على القول ان التاريخ سيعيد نفسه وان التاريخ يتكرر ( اذا كانت الولايات المتحدة الامريكية ماقبل 2020 هي نتاج تمرد مسلح وعنيف لحرب الانفصال الاهلية ، كذلك امريكا مابعد 2020 ستكون نتاج تمرد مسلح وحرب انفصالية اهلية جديدة ) ، ولكن هذا لايعني ان الولايات المتحدة الامريكية ستنهار أو ان الحرب الاهلية ستقع بين ليلة وضحاها ، بل نقصد من ذلك انها دخلت في مسار خطير من الاستقطاب السياسي الشديد والانقسام المجتمعي الحاد وبالتالي سيكون من الصعب جدا اصلاح هذا المسار في ظل حكومة ضعيفة وكونغرس معطِل( بكسر الطاء) واستفحال جائحة الكورونا وخروجها من دائرة السيطرة فضلا عن تداعياتها الكارثية على الاقتصاد الامريكي وإزدياد البطالة وانتشار الفقر اللذان وصلا الى ارقام قياسية ، والتهديدات الداخليةالمتنامية للتطرف والعنف الداخلي
٢- ان الولايات المتحدة الامريكية والارهاب توأمان سياميان منذ الولادة والتأسيس تميزا بوحدة الحياة و وحدانية التفكير والعقيدة والحركة وأزدواجية المواقف والسلوك والممارسة ، ووفقا لاجماع الفلاسفة والمفكرين والكتّاب والصحفيين والسياسيين والمنظرين الامريكيين على ان الولايات المتحدة الامريكية دخلت طور الانفصال والانشطار والتفكك ، وهذا يعني بالضرورة ان التوأمان السياميان الارهاب وامريكا سوف ينفصلا ويرتدا على بعضهما البعض وينهيا وحدة الحياة ووحدانية التفكير والعقيدة والحركة وهذا ماأكدته مجموعة من التقارير والابحاث الامريكية والدولية حيث
تناولت مجموعة “صوفان” للاستشارات الأمنية والاستخباراتية إدراج وزارة الأمن العام في كندا 13 منظمة جديدة على قائمة المنظمات الإرهابية.
ومن بين قائمة المنظمات الإرهابية في كندا تأتي جماعة “براود بويز” (Proud Boys) و “Atomwaffen Division” و”The Base التي تنتشر في كندا والولايات المتحدة، والتي قامت بدور محوري في اقتحام مقر الكونغرس للاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. وتابعت المجموعة أن جماعة “Proud Boys” تدّعي أن لديها فروعا في أكثر من أربعين بلدا، وأن جماعة “Atomwaffen” لديها منظمات تابعة لها أو مقربة منها في أكثر من اثني عشر بلدا، كما نبهت إلى أن عددا من أتباع “Atomwaffen” هددوا أو خططوا لتنفيذ أعمال عنف، بما في ذلك أتباع هذه الجماعة في كل من ألمانيا وبريطانيا.
أما جماعة “The Base” فأوضحت المجموعة أنها أنشأت الخلايا في عدد من الدول والمناطق حول العالم مثل كندا والدول الاسكندنافية وجنوب إفريقيا.
أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن متطرفين ألمان سافروا الى الولايات المتحدة من أجل المشاركة في منافسات القناصة، وإلى أميركيين من النازيين الجدد قاموا بدورهم بزيارة نظرائهم في أوروبا، وذلك في تقرير حول التطرف اليميني العالمي. ولفتت الصحيفة إلى مخاوف متزايدة لدى المسؤولين من وجود شبكة علاقات دولية للمعسكر اليميني الذي بات أكثر تصميمًا بعد اقتحام مبنى الكونغرس. ا وذكّرت “نيويورك تايمز” بأن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي كان قد حذّر عام 2019 من أن مواطنين أميركيين من البيض العنصريين يسافرون إلى الخارج من أجل التدريب مع جماعات “قومية” خارجية.

٣- ان الولايات المتحدة مازالت تشعر بوجود تهديد متنامي وخطر وحقيقي للعاصمة واشنطن وبعض المدن الرئيسية الاخرى ولعل مايفسر هذا الشعور هو اعلان البنتاغون بقاء الاف الجنود من قوات الحرس الوطني في واشنطن الى شهر ابريل القادم وربما الى مابعد بعد ابريل لحماية الاماكن والمباني السيادية الحساسة ،. لكن المثير للاهتمام في هذا السياق هو ما أكدته النائبة والدبلوماسية الاسرائيلية الكبيرة السابقة كوليت فيتال ، أن موجات العنف التي تعصف بالولايات المتحدة الأمريكية، من شأنها أن تؤثر على العالم بأسره، خاصة مع وجــــود تــنـَظيــم ســــري يعمل ضد الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته الجديدة ، وأوضحت كوليت أفيتال من حزب “ميرتس” الإسرائيلي المعارض، وهي عضو لجنة التوجيه في مبادرة جنيف، أن “المسافة والانشغال بالمشاكل الداخلية، يمنعنا من أن ندرك حتى النهاية عمق المأساة الأمريكية وحجم المخاطر التي تواجه الولايات المتحدة والمجتمع الأمريكي هذه الأيام” ، وأكدت أن “الرفض الثابت للرئيس المنصرف دونالد ترامب قبول نتائج الانتخابات، ومئات الرسائل الكاذبة والتحريضية التي نشرها كل يوم في الشبكات الاجتماعية، وبالأساس حملة التحريض التي دفعت الجماهير للكابيتول؛ كل هذا سيبقى يؤثر على المجتمع الأمريكي، حتى في الأيام ما بعد تنصيب الرئيس جو بايدن” ، وذكرت أفيتال، أن “مصادر موثوقة في الولايات المتحدة، كشفت عن وجود تنظيم سري منظم جيدا يواصل العمل تحت السطح والتخطيط لخطواته التالية، وهذا العنف يهدد مجرد الديمقراطية في الولايات المتحدة، ويبدو أن ثمة من يخشى هذه الأيام على حياة الرئيس المنتخب وفريقه، وأيضا على حياة أعضاء الكونغرس ممن يساعدون في محاولات محاكمة الرئيس المنتهية ولايته ترامب”.
٤- وفقا لما نسب للامام السيد القائد الخامنئي في تغريدة على موقعه يوم امس الاحد “لقد بدأ عصر ما بعد اميركا..” فإن هناك كلام من الاوربيين مايؤكد ويوثق قول السيد الخامنئي ، حيث نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الجمعة الماضي 5 فبراير 2021 مقالا للصحفي إيشان ثارور قال فيه؛ وقال بايدن في كلمة قصيرة هناك: “عادت أمريكا .. وعادت الدبلوماسية”.
وقال بايدن؛ إنه عقب مكالمات مع العديد من قادة العالم، يأمل هو وإدارته “البدء في إعادة تشكيل عادات التعاون وإعادة بناء عضلات التحالفات الديمقراطية التي انهارت بعد أربع سنوات من الإهمال وسوء التعامل”.واضاف الكاتب إيشان ثارو وما من شك أن معظم القادة الأوروبيين مرتاحون لرؤية والتزامات الإدارة الأمريكية الجديدة، لــــكــــن هذا لا يعني أنهم سوف يحذون حذو بايدن على المسرح العالمي.
إن النزعة القومية المتطرفة للرئيس السابق دونالد ترامب، والتجربة المؤلمة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أقنعت المسؤولين في برلين وباريس وبروكسل بالحاجة إلى اتباع نهج أوروبي أكثر استقلالية، وبناء قدرة أكبر من الاعتماد على الذات بعد أكثر من نصف قرن من الاحتماء تحت المظلة الأمنية الأمريكية.
إن تجربة سنوات ترامب غيرت التفكير الاستراتيجي في أوروبا. ولم يعكس الاقتحام الدراماتيكي لمبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني/ يناير تقلب السياسة الأمريكية فحسب، بل عكس أيضا المدى الذي يمكن أن يؤثر فيه الاستقطاب المحلي على السياسة الخارجية المستقبلية.
وقالت آنا ستال، المحللة في برلين، لمجلة نيويورك: “لقد أظهر مدى هشاشة الديمقراطية، ليس فقط في أمريكا ولكن هنا أيضا.. ويمكن أن يكون أحد الدروس المستفادة من ذلك، بالإضافة إلى حقيقة أن أمريكا منقسمة، أننا بحاجة إلى التركيز أكثر على التضامن الأوروبي”.
ونقلت الصحيفة تصريح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمام المنتدى الاقتصادي العالمي الأسبوع الماضي: “أتمنى بشدة تجنب بناء التكتلات.. لا أعتقد أنه سيكون من العدل للعديد من المجتمعات إذا قلنا؛ إن هذه هي أمريكا وهناك الصين ونحن نتكتل حول هذا أو ذاك”.
واختتمت صحيفة الواشنطن بوست بــ استهزاء بعض المحللين بصفقة الاستثمار التي وقعها الاتحاد الأوروبي مؤخرا مع الصين، وتم ذلك دون التشاور مع إدارة بايدن .
فكتب كاتب العمود في وول ستريت جورنال، والتر راسل ميد: “لقد جعلت أوروبا وجهات نظرها جلية.. الإيغور وهونغ كونغ والتهديدات العسكرية المتزايدة في بحر الصين الجنوبي وحوله، لا تحظى بأهمية أقل لدى صناع السياسة الأوروبيين من مصالحهم التجارية”.

كتب توم ماكتاغيو من مجلة أتلانتيك أن “هذه الصفقة مع الصين تخفي مشكلة أكثر عمقا لبايدن: لــيــســت الــقــوة الأوروبــيــة، بــل الــضــعــف الامــريــكي “.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى