أحدث الأخبارشؤون امريكيةلبنانمحور المقاومة

مستقبل عملاء أميركا.. القوات اللبنانية مثالاً

مجلة تحليلات العصر الدولية

ليس خفياً على أحد أن ما جرى من أحداث إجرامية في منطقة الطيونة يوم الخميس الفائت، جرى تحضيرها والتحريض عليها داخل الغرف السوداء في السفارة الأمريكية في عوكر، فبالرغم من أن التحقيقات التي قيل بأنها “قائمة” لم تفض حتى اليوم إلى نتيجة، إلا أن التصريحات التي أطلقها رئيس حزب القوات اللبنانية في مقابلة أجراها مع وليد عبود في اليوم التالي من الجريمة، توضح التبني الكامل لكمين الطيونة الغادر.

يمتاز اليوم “جعجع” عن باقي حلفاء أميركا في لبنان بأنه لا يزال محل ثقتهم، ذلك بعد تخليهم والسعوديين عن أبرز قوى 14 آذار لفشلهم في تحقيق خططهم الهادفة لعرقلة مسارات حزب الله الداخلية والخارجية والتحضير لإحداث شرخ كبير بين فئات المجتمع اللبناني والدفع نحو حرب أهلية تحقيقاً لمخططهم الساعي لكبح جماح حزب الله، هذا الفشل جعل من رئيس القوات اللبنانية وحزبه الحليف رقم واحد بالنسبة لهم إلى أن يفشل كغيره ممن حمسوا لمواجهة حزب الله.

كما يجري الحال في أية دولة تشهد تدخلاً أميركياً ينال من سيادة تلك الدولة فإن العلاقة التي تربط الولايات المتحدة الأمريكية وعملائها الداخليين ضمن الدولة المشار إليها، هي علاقة السيد مع عبده، فالحليف الداخلي للأمريكيين هو مجرد “مخبر”، مهمته إيصال المعلومات وتقديم تقييم للوضع الداخلي في البلد المعين وعليه ينتظر رد أسياده لتنفيذ أوامرهم، هكذا هو الحال مع القوات اللبنانية التي لا توفر مناسبة أو حادثة إلا وتسعى جاهدةً خلالها إلى مهاجمة حزب الله وتحميله مسؤولية أي حدث قد يشهده لبنان والمنطقة أيضاً.

لطالما وجّهت القوات اللبنانية أصابعها الاتهامية نحو حزب الله في العديد من الأحداث التي جرت على الساحة اللبنانية، ففي السابق أرادت القوات اللبنانية وصقور 14 آذار إلباس حزب الله قضية اغتيال رفيق الحريري، والتي شكلت منعطفاً هاماً على الساحة اللبنانية وانشقاقاً ضخماً بين اللبنانيين ما كان ليحدث لولا الاتهام العشوائي الحاقد من قبل القوات وحلفائها لحزب الله باغتيالهم الحريري، إلا أن حكمة الحزب وما يدور في فلكه من أحزاب وقوى وطنية، استطاعوا تفكيك اللغم الكبير آنذاك الرامي إلى تحويل الساحة اللبنانية إلى ساحة صراع بين القوى اللبنانية وإضعاف حزب الله، وكل ذلك كان مبني على دعم خليجي- أمريكي، وبتقييم لقوى داخلية للوضع يقضي بأنها الفرصة السانحة للانقضاض على الحزب، ليتضح أن كل تقييماتهم كانت مبنية على أوهام وأحلام تسيطر على عقولهم.

“حمسوني”، هذا ما قاله جنبلاط تعليقاً على أحداث 7 أيار حينما كان المخطط مصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة لدى حزب الله، ظناً من “جنبلاط” بأنه قادر على تحقيق المخطط، لكن مجريات المواجهة آنذاك سارت عكس ما خطط له، واكتشف جميع أفرقاء الداخل أكانوا أصدقاء أم خصوم للحزب أن الحال في لبنان قد تغير وأن حزب الله بات قوة إقليمية تعدت الحدود اللبنانية خاصةً بعد الانتصار الذي حققه الحزب في حرب تموز 2006 وبهذا يكون الأخير قد استطاع تفكيك لغم آخر يهدف إلى إحداث حرب داخلية لبنانية.

جميع هذه التجارب السابقة أثبتت مدى الفهم الخاطىء لدى حلفاء أميركا السابقين للتغير الحاصل على الساحة اللبنانية والذي يعود سببه الأول للدعم الخيالي الذي قد حصلوا عليه من الخارج ومن أميركا بشكل خاص إن كان على الصعيد الياسي والمعنوي والمادي، والذي أدى- أي الدعم- إلى الاعتقاد بأنهم قادرين على إلحاق الهزيمة بحزب الله إلى أن وصلوا إلى النقطة التي تخلت عنهم القوى الخارجية وجرى استبدالهم بمنظمات المجتمع المدني التي يقودها حزب القوات اللبنانية ورئيسه.

وجود منظمات المجتمع المدني “NGOs” في لبنان قديم، ليس وليد تحركات 17 تشرين الأول من عام 2019، لكنه جرى تفعيل دورها في ذلك الوقت، فالولايات المتحدة الأمريكية حينما تفشل في تحقيق أهدافها في بلد ما تبقى في مسار السعي لإنجاح مخططها لكن بتغيير الخطة، وهكذا جاء القرار الأمريكية بتنشيط حركة منظمات المجتمع الدولي في لبنان ليكونوا رأس حربة تحركات السابع عشر من تشرين، التي تهدف إلى إسقاط الطبقة الفاسدة في لبنان، والتي حولت أهداف التظاهر إلى نزع سلاح حزب الله، ومنذ انطلاق ذلك الحراك تدهور الوضع الاقتصادي في لبنان واشتد الحصار عليه من قبل دول الخارج وأميركا بالتحديد والهدف الأول الوحيد من جميع هذه التحركات، هو تضييق الخناق على حزب الله وحلفاءه لتقويض قوته التي باتت تهدد الوجود الاسرائيلي في المنطقة والتي أصبحت تعد قوةً إقليمية قادرة على إنهاء التواجد الأمريكي في المنطقة أيضاً. انقضت سنتان على الحراك لكن…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى