Uncategorized

مسرحية حرب أوكرانيا والفصل الأخير للسيستم وخدمة دولة إسرائيل

مجلة تحليلات العصر الدولية - نـاجي أمهـز

الحمد لله أن العرب تطوروا كثيرا، بعد أن كانوا يعبدون الأحجار والهة من تمر، اليوم أصبحوا يعبدون الأشخاص، لكن للمفارقة، أن العقل العربي لا يريد أن يستوعب ان الغالبية التي تسمى زعماء الدول الخمس، ليسوا إلا أعضاء في السيستم العالمي، يدارون من قبل شخص واحد يحركهم كأحجار على رقعة شطرنج.
مثلا جميعا نقرا عن هتلر أنه كان ضد اليهود، بينما لو قرا بتجرد عن هتلر، ونتائج حربه العالمية الثانية، لوجدناه مجرد عبد من عبيد الصهيونية العالمية، فما قام به هتلر بخمس سنوات، كانت الصهيونية تحتاج إلى ألف سنة للقيام به، فحرب هتلر التي ضربت حيثما كان اليهود متواجدين، جعلت اليهود يجتمعون في أماكن محددة سهلت فيما بعد نقلهم إلى فلسطين كي يحتلوها.
ومن المفارقات أن الكيان الغاصب الإسرائيلي منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1990 وهو يسعى لجذب اليهود الوكران وعددهم يتجاوز “المئتي ألف” بينهم نسبة كبيرة من المتمولين، تفوق ثرواتهم ال 150 مليار دولار، إلى فلسطين المحتلة، وبالرغم أنه منحهم الجنسيات الإسرائيلية وأغراهم بالكثير من الوعود والمناصب الرسمية والحكومية إلا أنه فشل، لذلك من يقرا تصريح حكومة العدو بالأمس أنها “قلقة بشأن رفاهية آلاف المواطنين الإسرائيليين الذين يعيشون في أوكرانيا ورفاهية الجالية اليهودية الكبيرة في البلاد”
يفهم أنه كيف لمواطنين يعيشون في كل هذه الرفاهية والثراء أن يتركوا أوكرانيا، ويعودون إلى فلسطين المحتلة التي تعيش تحت هاجس صواريخ المقاومة الإسلامية (حماس فلسطين– الحزب لبنان) مع العلم أنه في عام 2014 نشرت صحيفة جيروزاليم بوست أنه يوجد مجموعة إسرائيلية كانوا في الخطوط الأمامية للاحتجاجات ضد الرئيس الأوكراني “ياموكوفيتش”، وهو ما كشفت عنه صحيفة “هاآرتس” حين أكدت مشاركة جندي سابق في الجيش الإسرائيلي بقيادة ميليشيات شاركت في الاضطرابات الأوكرانية، فإسرائيل تعمل على وصول اليمين المتطرف إلى الحكم في “كييف” لسبب استراتيجي، وهو جلب عشرات آلاف اليهود الأوكرانيين إلى فلسطين المحتلة، للتأكيد على يهودية الدولة، ولعل دفع هؤلاء نحو الهجرة إلى فلسطين، يشكل مكسباً استراتيجياً للكيان الصهيوني، في ظل الفراغ الديموغرافي الذي تشهده إسرائيل، وتزايد معدلات هجرة اليهود العكسية من داخل الكيان إلى الخارج.
وبالفعل من يقرا ما نشرته هآرتس في 25 – 2-2022 “إنه منذ يوم الخميس،” غمرت “الوكالة اليهودية بطلبات من يهود يحاولون الفرار من أوكرانيا إلى إسرائيل، معظمهم أكملوا طلبات الهجرة لكن لم يتلقوا تأشيراتهم.
إذا ما عجزت إسرائيل عن تحقيقه طيلة ثلاثون عاما حققه لها بوتين في 30 ساعة، لذلك لا تستغربوا أن أقامت إسرائيل تمثالا لبوتين.
لا علينا أنا أعرف أنكم تعرفون كل هذه الأمور إنما مدحكم لبوتين هو من باب السخرية لأنه لا يعقل أن تمر مثل هذه الأمور التافهة على عقولكم الفذة.
لذلك دعونا نكمل غاية لسيستم مما ما يجري في أوكرانيا، بعد أن تفرغ أوكرانيا من اليهود وبعض الأجانب، ويدخل الروس إليها، وبينما العرب يقومون بالتهليل والتطبيل والتزمير لقد فاز بوتين، تبدأ في أوكرانيا حرب استنزاف تحاكي تماما ما حصل بأفغنستان إبان الاتحاد السوفياتي، لكن المفارقة هنا، أن الوكران سيقاومون الروس إسلام ومسيحيين ويهود، جنبا إلى جنب، ويبدأ الضخ الإعلامي العالمي، وستشاهد الناس عبر الفضائيات والمواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، كيف الروس يغتصبون الأوكرانيات، وكيف الوكران يقاومون باللحم العاري، يعني ستتحول الاخبار الى افلام سينمائية حتى ينقسم غالبية العالم الى قسميين، قسم حمير بتفهم، وقسم حمير لا تفهم، وتبدا التظاهرات في روسيا الاتحادية، ويتحرك الغرب والناتو، ومع العقوبات التي ستفرض على روسيا الاتحادية والتي ستكون اضعاف مضاعفة عن اي عقوبات شهدتها اي دولة بالعالم، يبدا اليهود الروس باخراج اموالهم من روسيا الى اسرائيل، وما ان يخرج اليهود اموالهم خارج روسيا، تنهار روسيا الاتحادية كما انهار الاتحاد السوفياتي، وحينها يقسم المقسم.
ومع انهيار روسيا الاتحادية، يفرض عليها تعويضات بعشرات ترليونات الدولارات، فقصة أوكرانيا مثل قصة العراق عندما قام بغزو الكويت، وبما أن روسيا لا تمتلك التريولونات من الدولارات فلا باس بان تدفع من الغاز، تماما كما حصل مع العراق، لذلك غرد وليد جنبلاط أن التاريخ يعيد نفسه.
وبين الاستنزاف والانهيار يكون العالم يرسم من جديد كما أخبرتكم قبل سنوات أنه عام 2022 وهو بداية النظام العالمي الجديد.
في النظام العالمي الجديد لا يوجد شيء اسمه النفط، وكما تعلمون يخزي العين عليكم أن النفط ينتهي تقريبا استخدامه في عام 2025، حيث توقفت الشركات الكبيرة عن صناعة المحركات التي تعمل بالنفط، واستبدلتها بالمحركات، التي تعمل على الكهرباء، مما يعني انخفاض في استخدام النفط بنسبة 80 %، يعني غالبية الدول التي تعتمد على النفط ستعود إلى العصر الحجري، لذلك الجميع يبحث عن مصادر الغاز، الذي لا بديل له بالمستقبل القريب، ومن هنا ضرورة أن ينتهي دور روسيا من احتكار الغاز، وأيضا من هنا تعلمون لماذا تدمر المرفأ وانهار لبنان، وسبب زيارات كل الدول إلى لبنان، لان في لبنان يوجد غاز، وكل من يقول لكم إن المقاومة هي سبب الأزمة اللبنانية اضربوه بالأحذية، ليس لأنكم مع المقاومة، بل لأنكم لا تقبلون أن يستغبيكم أحد.
ومع محاصرة روسيا واستنزافها، وانتهاء زمن النفط تتراجع غالبية الدول العربية ويتخلى عنها الغرب، ويتم تجفيف مصادر تمويل الإرهاب، ويتقدم المحور المقاوم، الذي نجح رغم الحصار القاسي على إيران أن يخرج سالما ويتطور صناعيا وعسكريا، وبالرغم من الحرب الكونية على سوريا أن يخرج منتصرا، ستكون إيران هي التي تقود المشرق العربي، ولكن بما أن إيران هي خارج السيستم، ستكون أمام خيارين، اما أن تنضم إلى السيستم واما ستبقى عرضة للاستهداف طيلة عقود، وبما ان الغرب يريد الغاز بالمنطقة وهو يعلم بان ايران لن تنضم الى السيستم، سيتواجد بالمنطقة انما كقوة انتداب، وتدخل المنطقة بحالة من اللاحرب واللاسلم بهدوء لمدة ثلاثة عقود، تكون فيه البشرية تعيش على الاعاشات والبطاقات الممغنطة، مما يعني انقسام وتفكك ايضا في اوروبا وامريكا، ومن لا يملك بطاقة ممغنطة سيموت من الجوع.
ملاحظة لا احد يدخل الموضوع الصيني وقوة صاعدة والى اخر الخبرية، وتذكروا كيف استيقظنا على اختفاء جيش كامل بعدده وعديده ومعداته اسمه الجيش العراقي كان ترتيبه الجيش الثالث عالميا.
وتذكروا لا يوجد شعب يدافع عن ديكتاتورية، بل الشعوب المضطهدة تنتظر اي حرب او فوضى كي تنقلب على حكوماتها، كما حصل مع صدام حسين والقذافي وحسني مبارك وعلي عبد الله صالح وعلي زين العابدي وعمر البشير، وغيرهم بكل العالم.
وتاملوا كيف مات هؤلاء دون ان يمشي بجنازتهم احد، بالمقابل تذكروا كيف سار الملايين في تشييع الامام الخميني، ونيلسون مانديلا، وغاندي وغيرهم كثيرين,
ودائما تذكرو ان صدام ومبارك وصالح وزين العابدين والبشير والقذافي كانوا يملكون مليارات الدولارات، بينما الامام الخميني وغاندي ومانديلا وغيرهم رحلوا عن الدنيا لا يملكون شيئا.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى