أحدث الأخبارشؤون امريكية

مسلمو أميركا قوة قلقة ومقلقة في آن

مجلة تحليلات العصر الدولية / مركز الإسلام الأصيل

▪️شفقنا- ربما يجد البعض أنَّ في طرق أبواب التاريخ القريب والبعيد هروبا من الواقع وتداعياته، فيرتمي بنفسيته المتعبة على أريكة الماضي ليس استذكارا واستعباراً وهو يحملق بعيني الإستطلاع في سقف الحوادث والسوانح، وإنما خلوداً برزخيا بين طيات وسادة الوقائع عن عالم لا يريد تذكراه ويأمل نسيانه.

▪️ولكن أنى له ذلك وأوتاد التاريخ ضاربة بجرانها على أرضية واقعه لا تحول عنه فكاكا قابضة على رقبته كعاقلة البعير، ما له من الأمر إلا أن يقبل التاريخ والواقع معا بحلوه ومرِّه، قبول ناظر فطين، يستعبر من التاريخ حتى يكون على عبور الواقع بمرارته أقدر، على أن التاريخ في سجله صفحات بيض وأخرى سود وما بينهما ألوان قوس قزح، فالتاريخ لوحة تشكيلية متعددة الألوان شكلت خطوطها الدقيقة والعريضة أنامل الزمن بخيار الرعية وأشرارها وأشرار الرعاة وخيارهم.

▪️مع إطلالة العام الميلادي الجديد 2021م صدر في بيروت عن بيت العلم للنابهين في 112 صفحة كتيب (الإسلام في أميركا) للفقيه المحقق آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي، أعده للطبع الأديب العراقي الشيخ محمد فلاح العطار المقيم في لوس أنجلوس منذ ثلاثة عقود بعد أن استقطع الصفحات (377- 420) من الجزء الثاني من كتاب “معجم المشاريع الحسينية” للكرباسي الصادر في لندن عن المركز الحسيني للدراسات سنة 2015م في 638 صفحة من القطع الوزيري

▪️صدور هذا الكتاب ساقنى إلى تحرير هذه المقدمة القصيرة عن التاريخ، لأن ما حرره المؤلف يقود القارئ إلى سبر التاريخ والإرهاصات الأولى إلى تكوين ما يعرف اليوم بالقوة العظمى (الولايات المتحدة الأميركية)، إرهاصات فيها من الصور المظلمة ما تجعل النفس غير قادرة على هضم ما أقدمت عليه ماكنة الحروب الأولى من إبادة جماعية لسكان أميركا الأصليين، وما جاءت بها سفن العبيد من ملايين البشر من أفريقيا إلى هذه القارة البعيدة الواقعة بين المحيط الأطلسي شرقا والهادي غربا.

▪️ولأني كقارئ أولده الزمان في الشرق الأوسط وتحديداً في رئته (العراق)، تراني وبعفوية انتقل ذهني من كتاب (الإسلام في أميركا) للكرباسي المولود في كربلاء المقدسة سنة 1947م إلى كتاب (المثل العليا في الإسلام لا في بحمدون) للمرجع الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء المولود في النجف الأشرف والمتوفى سنة 1954م، وما بين صدور الكتابين ستة عقود هي كل سني حياتي في هذه العاجلة حتى الآن.

▪️عندما انتهيت من الصفحة الأخيرة مما جاد به قلم الكرباسي آلمني ما ناله سكان أميركا من أذى وما حفَّ تاريخ اكتشاف القارة من تزوير وتحريف، وكلما تناهى إلى المسمع إسم أميركا أدرك حجم معاناة الشعب العربي والمسلم من جراء السياسات الأميركية في الشرق الأوسط منذ النصف الأول من القرن العشرين الماضي وحتى اليوم كما وضع إصبعه على جرحها الشيخ كاشف الغطاء في كتابه الذي حرره ردًا على جمعية أصدقاء الشرق الأوسط الأميركية (American Friends of the Middle East) التي تأسست في نيويورك سنة 1951م بخطاب الدعوة الموجه إليه في 15/3/1954م من نائب رئيس الجمعية غارلند إيفانز هوبكنز (Garland Evans Hopkins) المتوفى سنة 1965م لحضور مؤتمر حوار الأديان في بلدة بحمدون بلبنان.

▪️وفي خطاب الرد القاصم أطلق الشيخ كاشف الغطاء على قادة الحروب في واشنطن وصف “شياطين الأبالسة” قبل أن يطلق مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيراني السيد روح الله الخميني على أميركا الشيطان الكبير “شيطان بزرگ” منتقدا بشدة ساسة البيت الأبيض دون الشعب الأميركي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى