أحدث الأخبارالسعوديةلبنان

مشروع السعودية في لبنان إضعاف الإعتدال السُنِّي لصالح التطرف

إسماعيل النجار

هِيَ سياسة بَني قُرَيضَة في مملكة آل سعود دائماً أبداً لا مجال للوسطية في منهاجها الفكري الوهَّابي الذي تعتنقه وتنشره بشكلٍ أفقي على إمتداد جغرافيا العالم الإسلامي،
لبنان إحدىَ تلك الساحات التي تعتبرها السعودية مرتعاً لمشاريعها المذهبية والدموية، حيث إستثمرت طويلاً على هذه الساحة وفشلَت فشلاً ذريعاً،
الشهيد رفيق الحريري كان أحد أكبر قادة الساحه السُنِّيَة في لبنان، كانت سياساته المعتدلة مَحَط إعجاب العالم، ولكن عندما رفضَ الإنغماس بالمشروع الأميركي الصهيوني الذي يريد فتنة مذهبية سُنِّيَة شيعية، والمطالبة بتجريد حزب الله من سلاحه،
كانَ جزاءهُ القتل من قِبَل السعودية والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، والإستثمار على دمائهِ وإتهام سوريا والمقاومة كانآ من أهم منجزات إغتياله،
خليفة رفيق الحريري ولده سعد إنخرطَ في المشروع السعودي الهدَّام في لبنان لكنه فَشِلَ في تحقيق ما يصبوا إليه محمد بن سلمان وعندما صَرَّحَ عن عجزه القيام بما هو مطلوب سعودياً، كان جزائهُ الإختطاف والإحتجاز والضرب والإهانه وإجباره على الإستقالة من العاصمة الرياض.
في الجزء الثاني من ضرب الطائفة السُنِّيَة في لبنان سعودياً أرغِمَ سعد الحريري على الإعتكاف والإعتزال، وتم تجيير تقديمات المملكة لزعيم ميليشيا القوات اللبنانية المجرمة، وأعلنت الرياض سمير جعجع مرجعاً سياسياً لأهل السُنَّة في لبنان وقامت بتسليمه المصحف الذهبي الذي إعتادت تقديمه إلى دار الفتوَىَ،
سَلَبَ بن سلمان ألطائفة السُنيَّة زعامتها التقليدية فأنكشف الغطاء عنها وأصبحت في حيرة من أمرها، وأن كل الذين تصدروا المشهد السياسي السني في وطن الأرز ليسوا ذات فائدة تُذكَر وأشرسهم لساناً (أشرف ريفي) الذي قدَّم الولاء والطاعة لسمير جعجع من دون مناقشة أو جِدال، بينما تنطَحَ البعض منهم على شاشات التلفزة وقاموا بشتم حزب الله بشراسة على مقولة إشهدوا لي عند الأمير إنني أوَّلَ مَن شَتَم! ولكن هؤلاء ليسوا فالحين ولا يُستفاد منهم سُنِّياََ، ولا ينفعون إلَّا حول مناسف الأرُز المغطاة بلحم الضآن،
لذلك فإن الإنتخابات النيابية القادمة خلال شهرين (إن) حصلت والله أعلم سيكون فيها المرشح السُنّي ملحقاً بلوائح إنتخابية فئة ثانية،
من هنا نَوَد القول للذين لا زالوا متمسكين بعصمَة الدب الداشر السعودي! ألا يكفيكم أن هذا المخلوق هو السبب بشرذمة صفوفكم وإذلالكم على أبواب عوكر ومعراب، ألآ يجب أن تعوا أن لبنانيتكم أفضل من سعوديتهم وما عليكم إلَّا إتخاذ القرار الجريء والإصطفاف مع اللبنانيين وليس مع أصحاب الأجندات الخارجيه؟
نتمنى لو أننا نادينا وأسمعنا،
ولكن الظاهر لا حياةَ لمَن تنادي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى