أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

مشروع حضرموت الكبير

مجلة تحليلات العصر الدولية - دكتور حسن زيد بن عقيل

يواجه اليمن لحظة حرجة ، في ظل حرب استمرت سبع سنوات ، تعطل خلالها النسيج الاجتماعي والسياسي للمجتمع اليمني . واليوم ، تخاطر البلاد بدخول في حلقة من الانقسامات المتزايدة باستمرار ، تؤدي الصراعات المريرة إلى تفاقم الانقسامات القائمة أو ظهور انقسامات جديدة . رغم المحاولات البائسة لأصحاب   المصلحة الدوليون واليمنيون إحياء دور الحكومة المركزية وإعادة بناء قدرات مؤسسات الدولة . لحسن الحظ ، هناك مناطق دون الوطنية أي جهوية  في اليمن حظيت بقليل من النجاح والتماسك ، حتى أثناء الحرب ، والتي يمكن لدولة مزقتها الحرب  مثل  اليمن أن تستخدمها نموذج لإحلال السلام وبناء دولة ديمقراطية . هي دولة حضرموت الكبرى (تتكون من : سلطنة القعيطي ، سلطنة الكثيري ، سلطنة المهرة ، سلطنة الواحدي ، كيانات قبل عام 1967). لكن معرفة مضاعفات وآثار التدخل الإقليمي والدولي على المشهد الحضرمي بشكل مباشر أو غير مباشر ضروري . هذه المعرفة سيساعد الحضارم على إنشاء إطار وطني حضرمي يحفظ السيادة الوطنية لحضرموت الكبرى من الانزلاق الى مسارات غير مرغوب فيها . من أجل إنشاء منطقة حكم ذاتي في حضرموت على أن تمتلك قواتها المسلحة الخاصة ( بإعادة بناء جيش البدو الحضرمي السابق ) ، وإنشاء شرطة محلية ، وبرلمان وحكومة لإدارة الاقليم الحضرمي مع الحفاظ على علاقات إيجابية مع جميع الأطراف. يتم تحقيق ذلك من خلال دراسة محورين رئيسيين:

المحور الأول ــ تحليل دور القوى الإقليمية ، وهنا سيكون التركيز على أدوار : إيران ، السعودية ، قطر ، الإمارات ، سلطنة عمان.

المحور الثاني ــ يتعلق بدور القوى الدولية ، مع التركيز على أدوار: الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى بشكل أساسي ، ثم روسيا والصين.

المحور الأول: في أعقاب صراع القوى الإقليمية في الخليج الفارسي ، تعثرت عملية التحول الديمقراطي في اليمن ، وهذا له جذور وثوابت تاريخية ، من بينها تدهور أوضاع اليمن التنموية والسياسية والاقتصادية وانتشار الاضطرابات الداخلية التي ساهمت فيها دول مجلس التعاون الخليجي و حذر منها الرئيس صالح والعديد من القادة اليمنيين دول مجلس التعاون الخليجي من وجود مشكلة خطيرة في اليمن : اقتصادية واجتماعية وثقافية وأمنية. لا يمكن تجاهلها ويجب حلها ، وإلا فإن المشكلة ستخرج عن نطاق السيطرة (ثورة أو حرب أهلية). لكن الموقف السلبي لمجلس التعاون الخليجي الذي عبر عنه الدكتور عبد العزيز العويشق ، مدير عام العلاقات الاقتصادية لدول مجلس التعاون الخليجي ، خلال الاجتماع الذي عقد في الرياض يومي 27 و 28 فبراير 2010 ، والذي رفض تقديم مساعدات ملموسة لليمن . لكن الرئيس صالح تمكن من إقناع الملك عبد الله خلال لقائه به في 23 فبراير 2010 ، أي قبل الاجتماع ، معربًا عن أمل اليمنيين في أن يتدخل الملك وأن يؤدي الاجتماع إلى بعض القرارات الملموسة للإسراع في تمويل اليمن . أثار موقف الملك عبد الله الإيجابي غضب أعضاء مجلس التعاون الخليجي ، ودفع الدكتور عبد العزيز العويشق  في 24 فبراير 2010 ، إلى إبلاغ المستشار الاقتصادي في السفارة الأمريكية بالرياض بأن الاجتماع الفني الخاص بمساعدة اليمن قد طرأ عليه تغييرات ، وهذا الإجراء سيعرقل خطط أمريكا وحلفائها في الخليج الفارسي في حالة تقديم مساعدات محددة لليمن. والهدف الأساسي من هذا الاجتماع هو وضع اليمن في حالة من الفوضى ثم تصنيفها على أنها “دولة فاشلة”. ويؤكد هذا العمل النوايا السيئة لدول الخليج منذ عدة سنوات واستعدادها لفرض هيمنتها على اليمن. تحققت رغبة دول مجلس التعاون الخليجي في تصنيف اليمن على أنها “دولة فاشلة”. لكن نسيت بنيتها الاجتماعية والسياسية القبلية وغياب الثقافة الديمقراطية مع “الدولة الفاشلة” جعلت من الممكن نقل هذا المناخ اليمني الفوضوي إلى بقية دول النظام الإقليمي الخليجي ، الأمر الذي جعل اليمن تشكل تهديدًا خطيرًا لدول مجلس التعاون الخليجي المجاورة . بالإضافة إلى ذلك ، أدت الضغوط الأمريكية والتحديات التي فرضتها التغيرات في المشهد الإقليمي والدولي إلى دق أجراس الإنذار إلى الرياض وأبو ظبي ، مما أجبرهما على تغيير خريطة توجهاتهما وتحالفاتهما ، لمواجهة التحديات الكبرى و حلف طهران الذي يتسع نفوذه يوما بعد يوم . لكن دخولهم في مأزق حقيقي ، كان إثر فشل الإستقواء بالنفوذ العسكري والمالي والسياسي و الإسرائيلي في تحقيق طموحاتهم و هو تغيير قواعد اللعبة على المستوى الإقليمي . و ازداد الوضع صعوبة  في دول الخليجية ، كان مع تغير موقف الحليف الأمريكي مع فشل دونالد ترامب في الانتخابات وهروب بايدن من أفغانستان وافتقارهم الخبرة والثقة في الحليفين الجديدين روسيا والصين. لذلك ، كان التقارب السعودي – القطري – الإماراتي مستساغاً سياسيًا في ظل المتغيرات الأخيرة في المنطقة.

دور إيران : إيران عامل مهم في الشؤون اليمنية أظهر الدعم الإيراني السياسي والعسكري والدبلوماسي والإعلامي والمالي أنصار الله كسلطة فعلية في صنعاء ، ولا يزال هذا الدعم مستمراً. الدوافع والأسباب التي دفعت إيران للتدخل في اليمن ، قرب اليمن من السعودية ، وكذلك تدخل الأخيرة في شؤون الأول ليس عسكريًا أو سياسيًا أو اقتصاديًا فحسب ، بل التدخل السعودي قد لمس الجانب الأيديولوجي ــ المذهب  الزيدي في اليمن. ووزعت السعودية المطبوعات ومولت الدعوة الوهابية في المناطق الزيدية. كما أنشأت النخبة السعودية شبكات محسوبية لصالح الوهابيين والسلفيين الذين هددوا الطائفة الزيدية ، الأمر الذي اعتبره الحوثيون انتهاكًا لسيادتهم. أثارت هذه الممارسات السعودية في اليمن قلق إيران وخوفها من نقل تلك التصرفات السعودية إلى مناطق أخرى في المنطقة ، لذا جاء التدخل الإيراني أولاً لإفشال المملكة العربية السعودية وجعلها غير قادرة على التدخل في مناطق أخرى مثل سوريا والعراق. بالإضافة إلى موقع اليمن الاستراتيجي المطل على باب المندب.

الدور السعودي : سيطرت السعودية على المشهد اليمني لعقود من الزمن من خلال دعمها المالي لشبكة من الزعماء القبليين والدينيين والسياسيين ، لكن نفوذها بدأ يتراجع منذ عام 2011 ، بعد أن تحول بعض حلفائها الى قطر وإيران . بعد ثورة الشباب عام 2011 ، أصبح من الصعب على المملكة العربية السعودية الحفاظ على نفوذها التقليدي في اليمن . تعقد المشهد أكثر على السعوديين عندما أطاح تحالف أنصار الله والرئيس صالح بالمرشح السعودي الرئيس هادي 2014 ، وأدى ذلك إلى رد إقليمي بقيادة السعودية في 26 مارس 2015 عاصفة الحزم ضد الجمهورية اليمنية .

دور الإمارات : العلاقات بين الإمارات واليمن دائماً في حالة عدم استقرار حتى في عهد الرئيس صالح . ولم تشهد استقرارًا نسبيًا إلا بعد توقيع اتفاقية إيجار ميناء عدن لشركة موانئ دبي في عام 2008 لمدة 25 عامًا قابلة للتمديد إلى 10 سنوات. أي على ميناء عدن التخلي عن أنشطته لصالح ميناء جبل علي ، لكن الصفقة المهينة باطلة و الغيت . دخلت الإمارات حرب اليمن منذ البداية وانتشرت قوتها إلى جميع المحافظات الجنوبية ، وبعد الخلافات مع الرئيس هادي ، أنشأت الإمارات المجلس الانتقالي كبديل لهادي . فيما بعد  تحول الخلاف مع هادي إلى خلاف بين السعودية والإمارات . ثم انتقل الاستياء من سلوك أبو ظبي المخزي وانغماس الإمارات في مستنقع اليمن إلى الإمارات الست الأخرى داخل الاتحاد الإماراتي. ثم دخل الخوف إلى أبوظبي من أن تتحول الإمارات إلى ساحة معركة بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة وإيران وميليشياتها من جهة أخرى. إعلان الإمارات عن انسحابها التكتيكي من اليمن هو بمثابة فتح باب الحوار مع إيران . لكن أسلحته المحلية موجودة.

دور قطر : في البداية كان دور قطر إيجابياً في الوساطة بين الحوثيين والرئيس صالح (2004-2010). تمكنت الدوحة من إقامة علاقات مع مختلف أطراف الصراع ، ولهذا اتهمتها السعودية بأنها مرتبطة بالحوثيين. دعمت الدوحة ثورة الشباب في 2011 ودعمت الدوحة حزب الإصلاح وشاركت في البداية في عاصفة الحزم 2015 ثم أنهت قوات التحالف مشاركتها في حرب 2017.

دور سلطنة عمان : دور عمان في اليمن مرتبط بحدود ، بطول 288 كم ووجود تراث ثقافي مشترك ، لذلك فإن السلطنة مهتمة بسياسة احترازية وتوازن تهدف إلى الحفاظ على الهدوء بين البلدين . وبالفعل تشعر السلطنة بالخطر القادم من المحافظة الشرقية ، لذلك ظلت محافظة المهرة محط أنظار السلطنة ، حيث أن حضور عمان واضح في المحافظة واهتمام المسؤولين العمانيين بشيوخ المهرة المؤثرين . ومن بين أعمال السلطنة المحمودة في مايو 2015 ، استضافت مسقط اجتماعا بين وزير الخارجية الإيراني ظريف وممثلي الحوثيين. كما التقى ممثلو الحوثيين بمسؤولين سعوديين وأمريكيين في مسقط . النفوذ القوي لعمان مع قبائل المهرة حفز الوجود العسكري للحكومة السعودية والإماراتية في المهرة .

المحور الثاني : التحولات الجارية في ميزان القوى العالمية والتحول التدريجي لمركز الثقل من الغرب إلى الشرق ، أدى إلى زيادة وتيرة الصراعات والتنافس بين القوى الدولية الكبرى في المحيط الهندي الذي هو مفتاح السيطرة على آسيا و على أكبر مخزون من احتياطيات النفط والطاقة على مستوى العالم ، وهو الرابط بين قارات ومحيطات العالم . لكن هذه ليست ظاهرة طارئة وغير معروفة ، الا ان الجديد هو طبيعة المنافسة  وأهدافها والموضوعات التي تدخل فيها وفداحة المخاطر التي تنطوي عليها ، خاصة في حال تحولت المنافسة إلى مرحلة الصراع والمواجهة المسلحة . في سياق هذه التحولات ، ترى مجموعة كبيرة من النخبة السياسية الأمريكية أن الصين هي أهم وأقوى المرشحين المحتملين لخلافة الولايات المتحدة ولعب دورها ومكانتها العالمية ، لكن الفجوة لا تزال واسعة بين القدرات. ولكي لا يحدث هذا السيناريو المزعج ، كما وصفه كبار المفكرين الاستراتيجيين الأمريكيين ، من الضروري العمل على تحقيق التوازن وتعزيز دور الولايات المتحدة ووجودها العسكري في المحيط الهندي و بحر العرب و السيطرة على ممراته و مضائقة (مضيق هرمز و باب المندب) .

المحيط الهندي و بحر العرب هما مفتاح السيطرة  على آسيا والشرق الأوسط وشرق إفريقيا. هنا صعب عزل اليمن عن المنافسة الدولية ، بسبب موقعها الجغرافي ، وثروتها النفطية والغازية والمعادن ، وكذا سكانها وصلابة  شعبها.

دور الولايات المتحدة : انعكس دور الولايات المتحدة في دعم الانتقال السلمي للسلطة ودعم جماعة الحوثي في المشهد السياسي اليمني في بيان السفير الأمريكي آنذاك السيد جيرالد فاير شتاين ، الذي قال: “جماعة الحوثي فصيل سياسي يمني ويجب أن تشارك في الحياة السياسية كأي تيار سياسي”. ويعتبر هذا السلوك الأمريكي تنازلاً من إدارة أوباما لتحفيز إيران على استكمال الاتفاق النووي. بمجرد فشل و انهيار الفترة الانتقالية في اليمن ، وجد أوباما نفسه في موقف حرج للمشاركة في حرب لم يختارها. ثم تبعه الرئيس الجديد ترامب ودعم التحالف السعودي دون أي قيود. كما أن هناك مخاوف من أن محاولة ترامب تصنيف الحوثيين كإرهابيين كبيرة بين العديد من المحللين السياسيين ،لان هذا التصنيف لن يكون لها أي تأثير مادي عليهم ، حيث ليس لديهم أصول معروفة في الخارج يمكن أن تكون عرضة للمصادر . بدلاً من ذلك ، سوف يصبحون أكثر شراسة ، مما قد يؤدي إلى تجميد الجهود لإنهاء الصراع . ثم جاء الرئيس بايدن وحدد موقفه ، المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن ، تيموثي ليندركينغ ، الذي قال: لم أر مثل هذا المستوى من التوافق بين الإدارة والكونغرس. إنها لحظة مهمة للغاية بالنسبة لنا ، ويواصل الحديث ليقول إنه لن يكون هناك اتفاق سلام بدون الدعم القوي من الحوثيين. ونضغط على أنفسنا في الولايات المتحدة ، أولاً عن طريق الغاء تصنيف المنظمة ، وثانيًا ، من خلال وضع بعض القيود على دعم القدرة الهجومية للتحالف الذي تقوده السعودية. كانت هذه إشارات قوية على أن الولايات المتحدة تريد أن تفعل الأشياء في اليمن بشكل مختلف. لكن يجب أن يكون هناك شركاء متاحون من جميع الأطراف للمشاركة. ولهذا فإن للولايات المتحدة أهدافًا واضحة وإصرارها على البقاء في اليمن و نلمس هذا مما قاله  المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ ، قال: إننا منزعجون من حقيقة أن الحوثيين يواصلون القتال في مأرب ، والتي لم تسقط في شهر رمضان كما توقعوا و لن تسقط الآن ولن تسقط في أي وقت في المستقبل القريب. لذلك لم ينتصر الحوثيون في مأرب ، لكنهم بدلاً من ذلك يمارسون ضغوطًا هائلة على الوضع الإنساني الهش هناك بالفعل.

دور أوروبا وروسيا والصين :  لم يكن هناك دوراً أوروبياً أو روسياً أو صينياً يذكر بتلك الأهمية في حضرموت على الاقل . تعمل إستراتيجية هذه الدول على ثلاثة مستويات: محلي وإقليمي ودولي. يرون أن الصراع في اليمن محلي ذو أبعاد إقليمية.

من خلال العرض السريع نرى أدوار القوى الإقليمية والدولية تتجه نحو إقامت علاقات و تحالفات مع قوى محلية تتجاوز السيادة الوطنية ، مثل علاقة بعض القبائل اليمنية وحكومة هادي بالسعودية ، و علاقة المجلس الانتقالي مع الإمارات و كذا الحوثيين ورموز الحراك الجنوبي تنسج العلاقات مع القوى الإقليمية والدولية من منطق الحفاظ على استمرارية الدولة ، مع عدم الاعتراف بدولة مركزية أصلاً. أدى تشابك العلاقات إلى تأجيج النزاعات المسلحة في اليمن ، و الى :

1 إنشاء سلطة الأمر الواقع في صنعاء.

2 ـ إقامة سلطة فضفاضة (شرعية) بأمر من الرياض.

3 – إنشاء سلطة فضفاضة ( الدولة الجنوبية) للمجلس الانتقالي بأمر من أبو ظبي.

4 – كيانات قبلية و ميليشياوية دون الوطنية و تأتمر إما من الرياض أو أبوظبي .

الآن اصبح اليمن مختلف عما كان عليه قبل سبع سنوات: في الماضي كان هناك جانبان للأزمة في اليمن ، جماعة الحوثي (أنصار الله) من جهة والشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته الجانب الآخر. بعد مرور الوقت تحول الطرفان إلى أطراف عدة ،  وتحولت أهداف السعودية والإمارات من إعادة الشرعية في اليمن إلى تقسيم البلاد عن طريق تأسيس الميليشيات ، فبات مجلس الانتقال الجنوبي وميليشياته يسيطرون على بعض المناطق و يخضع للنفوذ الإماراتي ، وهناك قوى شرعية وميليشياته تسيطر على مناطق اخرى وتخضع للنفوذ السعودي ، وهناك الشمال الغربي من اليمن يخضع لسيطرة الحوثيين.

قال القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام ياسر اليماني (شهد شاهد من اهله )  إن الأهداف التي أعلنتها السعودية في بداية “عاصفة الحزم” لم تكن قط  تعبر عن أهداف حقيقية ، فأعلنوا أنهم سيعيدون الشرعية لليمن وهم الآن يعيقون عمل الرئيس هادي وحكومته ، كما أنهم أكدوا مرارا على وحدة التراب اليمني وتراهم حاليا يدعمون أطرافا تمزق اليمن إلى دويلات متناحرة .

لحسن الحظ هناك مناطق دون الوطنية في اليمن ، أي إقليمية ، كما أشرنا اعلاه ، والتي لم تحظ سوى بالقليل من النجاح والتماسك ، حتى أثناء الحرب الأهلية ، رغم توفر جميع  عناصر قيام الدولة فيها ، مساحة الارض الواسعة  ، و كثافة السكان ، ووحدة الانتماء الاجتماعي وثقافي و الروحي . اضف الى ذلك ميل الحضارم إلى السلام والتعايش مع الآخرين ، والسرعة والقدرة على التكيف والاندماج مع الحداثة ، وهذه الصفات الحسنة للحضارمة يشهد عليها جميع المهاجرين الذين استقروا في مختلف دول العالم ، وللعلم هناك 25 مليون حضرمي الآن في الشتات راغبين في العودة الى وطنهم التاريخي و بناء دولة ديمقراطية في اليمن. تكون نموذج لإحلال السلام وبناء دولة ديمقراطية مسالمة  في اليمن .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى