أحدث الأخبارالسعودية

مظفر النواب شرطية الانتماء في فتوى تحرير مكة المكرمة !

حسين فلسطين
٢١ مايو ٢٠٢٢

كغيرهِ من القادةِ ترّجل فارس الشعر الثوري صاحب الكلمةِ الحرّة شاعر المقاومةِ مظفر النواب ، الإنسان والشاعر الذي انفرّد في تصويبِ الشعر العربي وَ فكّ بقلمهِ عُقّد المشانقِ التي عُلّق بها الشعر لعقودٍ طويلة خضع فيه الادب العربي لمزاجيةِ الحاكم العربي المتغطرس العميلِ الذي مارس الدياثةِ بشتى أنواعها انطلاقاً من قاعهِ الطائفي والعنصري اتجاه قضايا الأمة العادلة في مقدمتها القدسُ الشريف ومكة المكرمة كأنموذجين وَجبّ تحريرهما كبداية لتحريرِ الإنسان العربي من سطوة الاحتلالين الصهيوني والوهابي .

الاشتراكي الثوري حد النسغ، كان باحثاً ومفكراً وقارئ عميق ملمُ بالتراثِ العربي والاسلامي نجح في خلق لون ونهج اشتراكي ينتمي له لا يخلو من عقيدته الدينية الثورية إذ نجح إلى حدود غير مؤلوفة في صياغة أيديولوجية تنهل وتغرف حيث منابع الحرية ليدّمج بنجاحٍ كبير اشتراكيته الشيوعية و ثوريتهِ الشيعية تماماً ك(ملمع شعره) الذي مزّج فيه فصاحته العربية وحسجتهِ الريفية .

ومما لا يقبل الشك أن قصائد النواب الظافرة لا زالت تضربُ بسياطِها عبيد البعث الإرهابي وشقيقه الوهابي،فمنذ الساعات الأول لرحيلهِ اظهرت مواقع التواصل الاجتماعي خبثها في نقل سيرة (المظفر) العطرة تارة بأخذِ جانب قصائده العاطفية للتغطيةِ على ارثهِ الثوري وتارة أخرى تناول قصائد مجتزئة متصرف بها كمحاولةٍ لأظهارهِ مظهر العدو للأسلام،لذلك اخترتُ نفس الزاوية التي هوجم من خلالِها شاعر المقاومة والتحررِ مظفر النواب وهي قصيدته الخالدة (انا انتمي) !
تلك القصيدة التي ساقَ فيها الراحل جوّاد الحُريةِ من خلالِ بوّحِهِ و إظهار انتمائهِ بدأ من تفاخرهِ بالانتماءِ للجياعِ ثم المضطهدين وصولاً لأنتمائهِ الإسلامي العميق واشتراطاتهِ العميقة ذوات المعاني الدقيقة التي تُدخلهُ بابِ الرسول محمد ( صل الله عليه واله وسلم ) ، اذ يقول :
انتمي لمحمد شرط الدخول إلى مكة بالسلاحِ
انتمي لعليٌ بغيرِ شروط !
وهو ما اعتبره بعض (الاجلاف الطائفيين) غلوًّ في الإمام علي (عليه السلام) وشركاً فاحشاً يستوجب القتل !


ودون الخوض في غمارِ تطرّفهم فإن ذهنية (النواب) غلبت كالعادةِ التحجر الفكري لمناوئيهِ ، كون سلاح ( الرسول محمد) الذي في قبضتهِ هو (علي) وبالتالي تنتفي جميع شروط الانتماء مع (علي بن أبي طالب) ، مع تشديد الشاعر على مسألةِ التجديد الدائم للوجودِ الضروري لخليفة الرسول امير المؤمنين (عليه السلام) خصوصاً وإن مكة المكرمة تعاني منذُ قرون لأحتلال سلطوي بدأ بالامويين المشركين وصولاً للأحتلال الأكبر من قبل سلطات الكيان السعودي الوهابي الإرهابي.

هنا لزّم علينا بيان ما ندركه من دعوة النواب لضرورةِ تحرير (مكة المكرمة) سواء تطهيرها من الوجودِ المادي الذي يؤمن به وهو الوجود الأمني والسلطوي العسكري لأل سعود لرمزيةِ (مكة) او تطهير الإسلام معنوياً من خلال ديمومة استمرار متلازمة (محمد و علي ) وبالتالي فإن الملايين من المسلمين وغيرهم من المؤمنين يرون ما يراهُ (مظفر) وإن تلك الرؤية فتوى لشرطيةِ الانتماء لمدرسةِ الإسلام العظيم دون شوائب الطائفيين الذين تحكموا في مركز القرار الديني السياسي لاكثرِ من اربعةِ عشر قرن .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى