أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

معركة الأقصى ….غزة هي الهدف

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

أدى المصلون اليوم صلاة الجمعة في المسجد الأقصى بأمان ،وهتفوا للقسام وغادروا دون أن تحرك قوات الإحتلال ساكنا،في حين أن قطاع غزة ما يزال تحت القصف العشوائي المجرم يطارد المدنيين ويهدم البيوت والتجمعات السكنية المدنية،كما أن جيش الإحتلال وقطعان المستدمرين يجوبون المدن المختلطة في الساحل المحتل عام 1948 للتنكيل بأهلنا هناك،بعد أن طلب النتن ياهو من عباس أن تتولة قوات التنسيق الأمني التابعة للسلطة ،حراسة الحواجز العسكرية الإسرائيلية لإضطرارهم لسحب قواتهم إلى الساحل.
قلنا منذ البداية أن الخطة الجهنمية التي وضعها النتن ياهو ومبز ومبس وآخرون في المنطقة تقضي بالتحرش بالفلسطينيين في الأقصى،كي ترد مقاومة غزة ،ومن ثم يتحول العدوان الحقيقي على غزة ،لإنهاكها وطرد المقاومة منها وبعد ذلك تسليمها إلى مصر،والبدء بتنيذ خطة الكونفدرالية الأردنية –الفلسطينية،بحيث يدخل الجيش الأردني المرابط على الحدود منذ اليوم الأول إلى الضفة الفلسطينية ،ويستقبله الفلسطينيون بالورود كمنقذ لهم كونهم منهكين من قبل الإحتلال وسلطة أوسلو،وبعد ذلك تبدأ مرحلة جديدة “مؤقتة” وستنهال المساعدات وفق برنامج مارشال الأمريكي والأوروبي والكوري الجنوبي والياباني والخليجي على المنطقة ،وستكون حصة الصهاينة هي حصة الأسد،وسيتم بطبيعة الحال شطب سلطة التنسيق الأمني نهائيا غير مأسوف عليها بطبيعة الحال.
هذا هو فحوى ما جرى ،وسنستعرض معا الرابحون والخاسرون في هذه المرحلة التي تمهد لما بعدها ،وفقا لصفقة القرن التي ظننا إنها إنتهت بتغييب المقاول ترمب عن المشهد،ذلك أن قطاريز ترمب أمثال مبز في الإمارات ومبس في السعودية يخوضون معركة حياة أو موت دعما لحليفتهم مستدمرة الخزر.
الرابحون
أول الرابحين هي المقاومة التي كانت وعلى ما يبدو حذرة من الغوص في العملية لعلمها بالمخطط ،ولذلك صمتت ثلاثة أيام والمعركة في الأقصى محتدمة ،لكنها وتحت ضغط الجماهير وإنتقاد الجميع لها ،وبسبب دموية وإجرام الإحتلال، قلبت المشهد وحولت فلسطين بمجملها إلى ساحة معركة،ووصلت صواريخها القدس أولا وبعد ذلك إنهمرت على بقية أرجاء فلسطين تذيق الصهاينة رعبا ما بعده رعب،وتجبر”كيس النجاسة “النتن ياهو على اللجوء إلى الملجأ طلبا للنجاة ،ومن الرابحين إيران التي دعمت المقاومة في غزة بالسلاح والمال.
أما الخاسرون في هذه المرحلة فهم كثر ،وتتضمن القائمة الأمتين العربية والإسلامية،والرئيس التركي أردوغان الذي عالج المسألة من منطلق عجيب غريب وهو اللجوء للمجتمع الدولي والدعوة لإرسال قوات دولية لحماية المدنيين الفلسطينيين،وكذلك فإن حزب الله يعد من الخاسرين لأن موقفه كان سلبيا ،وأعلن في البداية انه على اهبة الإستعداد ورهن طلب فصائل المقاومة ،وسرّب معلومات أنه سيتدخل ،لكنه قام بإعتقال من أطلقوا ثلاثة صواريخ من الجنوب ،
ولا ننسى بطبيعة الحال أن أكبر الخاسرين الذين لن يتم تعويضهم هم أراجوزات سلطة التنسيق الأمني بقيادة الأصفهاني الأصبهاني ،الذي أعطى صورة مغايرة لواقع الشعب الفلسطيني وتحالف مع النتن ياهو ضد الشعب الفلسطيني ،دون أن يعي أنه سيختفي عن المشهد بطريقة أو بأخرى عند تنفيذ الكونفدرالية مع الأردن.
أما الخاسر –الرابح في هذه المرحلة فهو النتن ياهو الذي تعهد بتنفيذ مقاولة مبز ومبس للقضاء على المقاومة في غزة،للعمل في مشروع الشرق الأوسط الجديد،وقد واجه الإنتقادات من قبل مجتمع المستدمرين ومبز ومبس لعجزه عن إنهاء المسألة في يومين،وقد أحدثت مقاولته شرخا متفتقا بين الفلسطينيين من أهل الأرض والمستدمرين في مستدمرة الخزر،ولكنه حقق ربحا في زاوية معينة عندما أعلن منافسه نفتالي أنه سينسحب من عملية محاولة تشكيل حكومة وإسقاط النتن ياهو ،بمعنى أن النتن ياهو سيعود رئيسا للوزراء ..ولكن إلى متى؟
ومن أوجه خسارات النتن ياهو أن تمردا ما حصل داخل جيش الإحتلال ،وكذلك قيام العديد من المستدمرين بالمغادرة ،وظهور مفكرين وكتاب يهود أمثال فراكليشتاين وآري شبيط، يدعون إلى مغادرة فلسطين إلى بلدانهم الأصلية وقبولهم كلاجئين،وهذا يعني تفككا مبدئيا لمستدمرة الخزر وفشلا ذريعا للمشروع الصهيوني في عمر ال 72 ل”إسرائيل”،ناهيك عن الفرز مجددا بين الفلسطينيين واليهود في المستدمرة.
أما بالنسبة للأردن فلا نستطيع أن نقول إنه خاسر أو رابح ،لأنه لا يستطيع خوض المعركة منفردا في ظل التمزق العربي ،وإنضمام مراكز القوة والمال في الوطن العربي إلى مستدمرة الخزر،لكن ما نستطيع قوله أن الأردن يفتقد لناطقين رسميين يعبرون عن الموقف الأردني.
عموما فإن الفرز على الساحة قد بات واضحا وهو تصميم الشعب الفلسطيني على نيل حقوقه رغم أنف المحتلين وحلفائهم،وكذلك إصرار الصهاينة ومن يتحالف معهم على إجبار الفلسطينيين على قبول الأمر الواقع ،وهذا من سابع المستحيلاتـ لذلك نقول أن المنازلة ستستمر وإن إتخذت شكل التموّج إلى أن يقضي الله بإنهاء مملكة الخزر الجديدة مع كل من يدعمونها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى