أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

معهد دراسات الأمن القوميّ: الزمن يعمل ضدّ إسرائيل ونصر الله لا يُهدِّد دون أنْ ينفّذ ورئيس مركز ديّان: تصريحات نتنياهو دقّ ناقوس الخطر للدول العربيّة السُنيّة من تهديدات إيران

مجلة تحليلات العصر

من زهير أندراوس:
في خطوةٍ تؤكِّد الاهتمام الإسرائيليّ لكلّ ما يصدر عن الأمين العّام لحزب الله اللبنانيّ، السيّد حسن نصر الله، قامت وسائل الإعلام العبريّة بتغطية كلمة نصر الله ليلة أمس الثلاثاء، وذك على الرغم من أنّ الأجندة الطاغية في الدولة العبريّة تتعلّق بتفشّي وباء الـ(كورونا)، حيث أشار تقرير شعبة الاستخبارات العسكريّة في جيش الاحتلال أمس إلى أنّ إسرائيل تخطّت الولايات المتحدة في عدد الوفيات اليوم مقارنةً بعدد سكانها، علمًا أنّ دولة الاحتلال، هي الأولى عالميًا التي فرضت عليه حكومة بنيامين نتنياهو الإغلاق الكامل للمرّة الثانية خلال أقّل من نصف عامٍ.
وعلى سبيل الذكر لا الحصر، تناول مراسل الشؤون العربيّة في القناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ، حيزي سيمانطوف، أقوال نتنياهو عن وجود منشأة في إحدى ضواحي بيروت والتي يستخدِمها حزب الله لإخفاء الصواريخ، وقال المُراسل، قبل خطاب نصر الله، إنّه من المتوقّع أنْ يرُدّ زعيم حزب الله في الثامنة والنصف، وفق التوقيت المحليّ في فلسطين، على مزاعم نتنياهو، وهو ما حصل فعلاً. أمّا محلل الشؤون السياسيّة في القناة عينها، رافيف دروكر، فأشار إلى أنّه حتى اللحظة لا يُعرَف فيما إذا كان نتنياهو يستغِّل المعلومات الأمنيّة الحساسّة التي تجمعها المخابرات الإسرائيليّة لأهدافٍ سياسيّةٍ خالصةٍ، مُضيفًا أنّ هذه ليست المرّة الأولى التي يُقدِم فيها رئيس الوزراء الإسرائيليّ على استخدام معلومات من جهاز الموساد حول الأسلحة الـ”نوويّة” الإيرانيّة وتسلّح حزب الله بصواريخ كاسرة للتوازن.
أمّا صحيفة (يسرائيل هايوم)، المُقرّبة جدًا من نتنياهو فقد اكتفت بنقل أقوال نصر الله بشكلٍ حرفيٍّ دون التعقيب عليها، في حين زعمت صحيفة (يديعوت أحرونوت)، نقلاً عن “إعلاميّةٍ لبنانيّةٍ” (!) أنّ المنشأة التي تحدّث عنها نتنياهو معروفة للجميع، وأنّ حزب الله لم يسمح للصحافيين بالتجوّل في المنشأة كاملةً، إنمّا في قسمٍ واحدٍ فقط، وبهدف تأليب الرأي العّام أوضحت الصحيفة أنّ المنطقة التي تتواجد فيها المنشأة يسكنها الشيعة وأيضًا المسيحيين على حدٍّ سواء.
إلى ذلك، قال البروفيسور عوزي رابي، رئيس معهد دايّان للدراسات الإستراتيجيّة بجامعة تل أبيب، صباح الأربعاء في مقابلةٍ مع الإذاعة العبريّة (كان)، قال إنّ تصريحات نتنياهو أمس في كلمته للأمم المُتحدّة فيما يتعلّق بإيران وحزب الله هي بمثابة دقّ ناقوس الخطر للدول العربيّة السُنيّة، وإيقاظها للاستعداد للتهديدات الإيرانيّة.
ولفت البروفيسور رابي، المُختّص بالشأن الإيرانيّ، إلى أنّ نتنياهو شدّدّ على هذه القضية باعتبارها تهديدًا مُوجهًا لكلٍّ من إسرائيل، والولايات المُتحدّة والدول التي أسماها بالعربيّة-السُنيّة، والتي ترى في التهديد الإيرانيّ، تمامًا كما إسرائيل، تهديدًا إستراتيجيًا ووجوديًا، كما قال.
في سياق ذي صلةٍ، قال غال بيرل فينكل، وهو باحث في معهد دراسات الأمن القوميّ في تل أبيب، في مقالٍ نشره قبل خطاب نصر الله ليلة الثلاثاء بصحيفة (ماكور ريشون)، العبريّة-اليمينيّة-المُتطرّفة، قال إنّه كما في الحرب، حزب الله يلعب على عامل الزمن، مؤكِّدًا أنّ الزمن يعمل ضدّ إسرائيل التي ترغب في العودة إلى الحياة الطبيعيّة على الحدود الشماليّة في أسرع وقتٍ ممكن، بينما يعمل لمصلحة حزب الله الذي تزداد هيبته كلما صمد وقتًا أطول، وفقًا لأقواله.
وأضاف الباحِث أنّه بين عدم القيام بشيءٍ وبين الحرب هناك نطاق واسع من العمليات، وعلى الرغم من أنّ نصر الله لا يريد حربًا، إلّا أنّه يستمِّر في المضي قدمًا حتى النهاية، وذلك على الرغم من معرفته بأنّ النتيجة يمكن أنْ تكون تصعيدًا أوْ حتى حربًا، لافِتًا إلى أنّ هذا هو أسلوب الأمين العّام لحزب الله في ردع إسرائيل والحفاظ على مكانته كدرع لبنان، كما أكّد.
ورأى الباحث الإسرائيليّ أنّ السؤال المطروح هو كيف ننهي هذه التوترات من دون أنْ تتحول إلى معركةٍ، ومن دون التنازل عن الخطوط الحمراء لإسرائيل. وتابع قائلاً إنّ نصر الله لا يهدد دون أنْ ينفّذ، وما دام الأمر منوط به هو يريد استمرار التوترات بقدر استطاعته، وفي النهاية تحقيق معادلة الردع التي وضعها ومهاجمة جندي. عندما يحدث التصعيد يتعين على الجيش الإسرائيلي استغلاله.
واختتم الباحث جازمًا إنّ هذا سيعطي شرعية لضرب الحزب، ويجب أنْ نقوم بذلك بصورة ترسم معادلة جديدة تردع الحزب، وتوضح قواعد اللعبة على طول الحدود، على حدّ تعبيره.
وكان المحلل العسكريّ، ران إدليست، قد أكّد مؤخرًا في مقالٍ نشره بصحيفة (معاريف) العبريّة، أنّه كلّما زادت احتمالات فوز المرشح الديمقراطيّ جو بايدن وتصاعد اليأس في صفوف معسكر ترامب تصاعد الخطر بأنْ تسحب الولايات المتحدة من الدرج خطة قصف قواعد إيرانيّةٍ على طول منطقة الشاطئ في الخليج الـ”فارسيّ”، مع احتمال أنْ تقوم إسرائيل بتقديم مساهمةٍ من طرفها، طبقًا لأقواله.
ومضى قائلاً إنّه قبل عدّة أسابيع تمّ تعيين إليوت أبرامز ليكون المُنسِّق في مقابل إيران من طرف ترامب، وكما هي العادة في كلّ التعيينات التي يُقدِم عليها الرئيس الأمريكيّ، يُعتبر تعيين أبرامز بمثابة خطوة في مقابل أجهزة الاستخبارات الأمريكيّة التي تقدّر أنّ إيران تقوم بكبح أيّ عمليات ردٍّ في انتظار نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة. واختتم المُحلّل الإسرائيليّ تحليله بالقول إنّ أبرامز هو من قدامى الجمهوريين ومصاب باستحواذ العداء لإيران، ويبدو أنّه اليهوديّ الأكثر تطرفًا الذي يسرح ويمرح في واشنطن الآن، على حدّ قوله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى