أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

معيارنا في الانتخابات القادمة ..!

مجلة تحليلات العصر الدولية - د.علي الطويل

معلوم ان في كل دورة انتخابية هناك معايير معينة لانتخاب نواب البرلمان العراقي ،بعضها قد يتكرر كالنزاهة ، والسعي في الخدمة العامة ،وتشريع القوانين ، والحفاظ على الدستور ، وحماية الوطن ، هي مما يميز به المرشح الصالح عن غيره ، واختلاف المعايير الانتخابية للمرشح تختلف باختلاف الدورات الانتخابية ، والسب ان أزمات البلد ومشاكله تختلف من دورة إلى أخرى ، فكانت كتابة الدستور والاستفتاء عليه ، معيارا للمرشح القادر على هذه المهمة في الدورة الأولى ،كما كان تقديم الخدمات واقرار القوانين التي تهم حياة المواطنين وتوفير الوظائف معايير بارزه للناخبين في اختيارهم للمرشح في الدورات التي تلتها. اما في انتخابات الدورتين الأخيرتين فكان الخيار لمن يحافظ على الوطن ، ومن لديه استعداد للعطاء وبذل الدماء لأجل الحفاظ عليه ، فأصبح ذلك معيار للناخب في الاختيار ،
اما في انتخاباتنا القادمة فإن المعايير تبدو مختلفة تماما ،وذلك لأسباب عديدة، منها الحرب الناعمة التي شنتها القوى المعادية لتشوية القيم والمعتقدات من جهة ،وماخلفته فتنة تشرين من شوائب الأفكار في عقول الشباب من جهة أخرى ،ومنها ايضا الحملة الظالمة على من حفظوا الوطن من الانهيار ،وصانوا الأعراض والكرامة ،وبدفع أمريكي صهيوني سعودي إماراتي واضح ، وذلك استمرارا لمنهجهم الأساس في تدمير العراق والقضاء على مكامن القوة فيه ،لذلك كانت حربهم ضد العقول لاسقاط الحشد الشعبي وإيجاد الفجوه بينه وبين الظهير الجماهيري الداعم ،ولازال المحور الصهيوامريكي يسعى لتحقيق ماعجزت عن تحقيقه مخططاته السابقة وبكل قوة في الانتخابات القادمة فهو يسعى لكشف الغطاء السياسي عن الحشد الشعبي ، والغرض هو اذابته او تشتيته او حله او اي اسلوب اخر تستطيع فيه سلب قوته واضعافه ، ولكن عبر صناديق الانتخابات هذه المرة ،الامر الذي تراه بعض القوى الشيعية أيضا ، ينسجم مع مصالحها ، إذ ترى في الحشد الشعبي ند سياسي وخصم يقف في وجه طموحاتهم .
ومع كل تلك المساعي والمؤامرات التي حيكت وتحاك ضد هذا الساتر المانع للوطن من الانزلاق نحو الهاوية او الذوبان في مهالك أمريكا ومحورها ،الا ان الحشد الشعبي لازال يحتفظ بظهير شعبي قوي ومتماسك، ولكن للحفاظ على هذه القوة التي اسست بفتوى مرجعية وحفظت العراق ووحدته ، لابد للناخب العراقي من وقفة جادة وحازمة لاسناده وتعزيز قوته ،عبر اختيار من يمثل الحشد في الانتخابات القادمة اولا ،ولا يفرط في المكتسبات التي حصل عليها العراق بوجود الحشد الشعبي ثانيا ،ولايخضع للشروط الأمريكية والسائرين في ركبها ويستمع لاملائاتها بخصوص اضعاف هذه القوة العقائدية التي تعد مكسبا وطنيا استراتيجيا ثالثا ، لذلك فالحفاظ على الغطاء السياسي للحشد يجب أن تكون من أولويات الناخب في اختياره للمرشح ،ومعيارا مهما للمفاضلة بين المرشحين للانتخابات القادمة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى