أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعوديةشؤون امريكية

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. السعودية تحبس أنفاسها

مجلة تحليلات العصر - د. جلال جراغي / مرصد طه الإخباري

▪️مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في أمريكا والإعلان عن نتائج استطلاعات الرأي التي تشير إلى فوز المرشح الديمقراطي “جو بايدن” فيها، السعودية تحبس أنفاسها وتشعر بقلق شديد حيال التطورات المقبلة.
هذه الأيام، أصبحت الانتخابات الرئاسية الأمريكية الشغل الشاغل للصهيوسعودية ووسائل إعلامها حيث تبذل قصارى جهدها للتأثير على الناخبين العرب المقيمين في أمريكا لدفعهم نحو صناديق الرأي لمصلحة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”.

🔸المواد الإخبارية الاستفزازية والتحريضية للإعلام الصهيوسعودي هذه الأيام تعبر عن مدى هواجسها حيال الانتخابات الأمريكية التي في واقع الحال هواجس ومخاوف تعيشها الصهيوسعودية حيال التطورات الانتخابية التي تمر بها أمريكا.

▪️تشعر الصهيوسعودية هذه الأيام وبعبارة أدق ولي عهدها “ملحد بن سلمان”، بقلق عميق وبل برعب شديد من إمكانية فوز المرشح الديمقراطي “جو بايدن” في الانتخابات الرئاسية الأمريكية والسبب في ذلك يرجع من جهة إلى مواقف بايدن من منطقة الشرق الأوسط خاصة السعودية واحتمالية إزالة دعم ترامب للسعودية وبقاء ولي عهدها وحيداً أمام تحديات تواجها المنطقة وتعرض كرسيه الملكي الذي يتطلع إليه، للخطر، ومن جهة أخرى يرجع إلى المواقف الإعلامية لجو بايدن حول السعودية حيث سببت في قلق عميق لها وتصريحات وزير خارجيتها فيصل بن فرحان الأربعاء حيال القضية الفلسطينية قد تفسر هذا القلق واحتمال إعادة النظر في قضية تطبيع علاقاتها مع إسرائيل وعلى هذا اتخذ قرارا بأن تميل في مواقفها إلى مواقف بايدن إذ إن اللجنة الانتخابية لبايدن أعلنت الخامس من تشرين الأول/أكتوبر الجاري أن حكومة بايدن المقبلة ستعيد النظر في العلاقات الأمريكية مع السعودية وبيع الأسلحة لها وستضع حدا للدعم الأمريكي للسعودية في حربها على اليمن وعلى هذا فإنها ستعمل مع السعودية باعتبارها دولة معزولة.

🔸وفي الحقيقة يعود سبب مواجهة بايدن السعودية لموقفه في مجال حقوق الإنسان الذي يمثل أحد الشواغل والهواجس والتحديات الرئيسية لولي العهد الشاب الذي له سجل أسود في هذا المجال حيث يشمل القتل الشنيع والوحشي للصحافي السعودي “جمال خاشقجي” واعتقال نشطاء إعلاميين وسياسيين وسجنهم وانتهاك حقوق المرأة وعقد محاكمات جائرة لنشطاء حقوقيين وشخصيات مؤثرة.

▪️وفي المقلب الآخر، فإن جو بايدن شدد خلال وعوده الانتخابية على قضية حقوق الإنسان معلناً أنه يجب محاسبة السعودية في هذا المجال، مؤكدًا أنّه على الرياض أن تدفع ثمن جريمتها النكراء في قتل الصحافي جمال خاشقجي، جريمة غض ترامب عينيه عنها وأعلن بصفاقة بأنه أنقذ ملحد بن سلمان من هذه الورطة مستخدما فيه (أي بن سلمان) عبارة مهينة، وهنا يجب الإشارة إلى أنه ليس بن سلمان أو أي شخص موضع اهتمام لترامب بقدر ما يهم له حلب السعودية.

كما أن إيران وإمكانية عودة أمريكا إلى الاتفاق النووي هي إحدى القضايا التي تشكل مصدر قلق للسعودية، اتفاق أعلن جو بايدن أنه سيعود إليه في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية ما أثار مزيدًا من مخاوف السعودية.

ولهذه الأسباب الآنفة الذكر، فإن وسائل الإعلام السعودية وعلى رأسها قناة العربية تبذل هذه الأيام قصارى جهدها لتسليط الضوء على عدة محاور قائمة على تضخيم سياسات ومواقف ترامب حيال الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط والتقليل من شأن بايدن ومواقفه وشعاراته حول التطورات الدولية وقضايا سلبية في حياته السياسية وحياة أعضاء أسرته وكذلك تضخيم ادعاءات ضد محور المقاومة وفي مقدمتها إيران.

🔸لا شك أن الجمهور المستهدف لهذا الإعلام هم الجالية العربية والمسلمة في أمريكا حيث يحاول هذا الإعلام من خلال تبييض سجل ترامب في منطقة الشرق الأوسط دفع هذه الجالية نحو صناديق الاقتراع لمصلحة ترامب خاصة أن كثيرًا منها مستاءة من سياسات ترامب حيال منطقة الشرق الأوسط خاصة قضية فلسطين والقدس الشريف، وتميل إلى جو بايدن وسياساته حيال حل الدولتين وإجراء مفاوضات بين الصهاينة والفلسطينيين. وانطلاقًا من هذا، فإن وسائل الإعلام السعودية تحاول تجميل وجه الكيان الصهيوني وشيطنة وجه إيران وترويجها كمصدر تهديد لشعوب المنطقة والقضية الفلسطينية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى