أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

مــا حــدث فـي الـعــراق إنـقــلاب مـســلـح بـلـبـاس أبـيــض

مجلة تحليلات العصر الدولية - صالح الصيرفي

عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إذا كان الزمان زمان جور وأهله أهل غدر فالطمأنينة إلى كل أحد عجز)
هذه الرواية المنسوبة للامام الصادق (ع) هي مصداق لما جرى في الليلة الماضية داخل قبة البرلمان العراقي ، في سياق التنافس والصراع على السلطة بين ثلاثة محاور : حزب البعث العربي الاشتراكي بشقيه السني والشيعي زائد محور الأكراد ، وهما محوران أمريكيان بريطانيان إسرائيليان في التخطيط والاشراف ، وأماراتيان وسعوديان وقطريان وكويتيان في التمويل والتنفيذ ، ضد محور وطني ومقاوم ، ونحن هنا لانوزع الاتهامات ولانزكي أحد من كل الاطراف ولا نوزع صكوك الإستقامة على أحد من الجميع من دون إستثناء .
ولكننا نقصد المسار والتوجه بين الوطنية والمقاومة والعمالة للأجنبي وخيانة الوطن .
كان ينبغي على رئيس السن وزعامات الإطار التنسيقي أن تتعامل مع الجلسة بالدهاء والمكر لا بالنيات الحسنة وطيبة القلب والمهنية الدستورية والقانونية ، لإننا في خضم إتون حرب لاهوادة فيها لكسر الإرادات تقودها السفارات الامريكية والبريطانية والاماراتية وتنفذها عصابات مسلحة ومنظمة ، ولسنا في مرحلة خوض إجراءات عملية ديمقراطية دستورية سليمة داخل قبة برلمان شرعي يحترم نفسه !! .
فمتى نتذكر إننا في العراق ولسنا في سويسرا !؟ ، ومتى نتعض من اللدغ من نفس الجحر الف مرة !؟
ومتى نسيتم تجربة تزوير الانتخابات !؟ ومتى نسيتم مهزلة العدالة والقضاء المتمثل بمؤسسة المحكمة الاتحادية ومجلس القضاء الأعلى الفاقدين للإرادة والعدالة !؟.
كتبنا وحذرنا ونصحنا ولاحياة لمن تنادي ، ولكن التكليف الشرعي يحتم علينا إلقاء الحجة وعليه بناءاً على ماتقدم وجرى : الآن قوى الإطار التنسيقي أمام إختبار صعب وفتنة أكثر قسوة وأشد سطوة من فتنة تزوير الانتخابات ، فطالما الانتخابات قد زورت ومطعون في نزاهتها ، وطالما ماجرى بالأمس من انتخاب رئيس البرلمان ونائبيه يعتبر إنقلاب مسلح بلباس ابيض دبر بليل ومطعون في شرعيته وبالتالي كل ماينبثق من هذا البرلمان اللاشرعي من حكومة ورئاسة جمهورية وقوانين هو باطل ولاشرعي .
إذن فالإطار التنسيقي بين خيارين : إما ترك العملية السياسية برمتها مدة الأربعة سنوات القادمة
وإما السكوت والرضوخ للامر الواقع والرضى بإتخاذ موقف المعارضة ، وكل من يدعوا لغير ذلك إما مريض أو مشبوه فاحذروه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى