أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

مــــا لم يــقــــال عــــن …

مجلة تحليلات العصر الدولية - صالح الصريفي

في رسالتي بالامس 7Jun2021 الى الدكتور حيدر العبادي لم أشر الى أسس ومبادىء المبادرة ، اجتهادا مني في قدح الأذهان ودعوة القارىء الى المشاركة في البحث عن المبادرة وقرائتها وتحليلها على ضوء ذاكرة المواقف والممارسات والسلوك اتجاه الحشد الشعبي ، ولكن إنتشار الرسالة على وسائل التواصل الاجتماعي ، إضطرني الى شيء من التوضيح والتحليل للمبادرة بشكل عام دون الدخول في التفاصيل ، حتى لا أَظــلــــم ولا أُظــلــــم .

عن … دعوة الدكتور حيدر العبادي الى طاولة حوار وطني لمناقشة تبني مبادرة “الحشد الوطني”
أقول ؛ إن توقيتها مريب ، أسسها مفخخة ، طاولتها بلا أرجل !!
الطاولة يعني حضور ظافر العاني وقاسم الأعرجي وعمار الحكيم والحلبوسي وبرهم صالح ومقتدى الصدر وآل النجيفي وآل البارزاني والكرابلة وخميس الخنجر وآل الطالباني والحزب الاسلامي والتشارنة ( فائق الشيخ علي ) والجوكرية ( عدنان الزرفي )
والامم المتحدة ( الشريك السياسي غير الرسمي في العملية السياسية) !؟
وهؤلاء معظمهم ان لم يكن جميعهم إما أعداء للحشد وإما مناوئين أو منافسين ولكن القاسم المشترك بينهم هو المطالبة أو الرغبة في حل الحشد الشعبي !؟ أو عدم جدوائيته وضرورته في الحد الأدنى !؟
وحضور بعض من هؤلاء يعني بالضرورة والقرينة والواقع حضور السفارة الامريكية والبريطانية والسعودية والاماراتية والتركية والقطرية والاردنية واسرائيل والناتو ، فضلا عن رغد بنت صدام والدواعش في المؤتمر !؟
عندئذ ماذا نتوقع من هؤلاء المؤتمرين ؟؟ الأئتمار أم التآمر ؟؟
ان توقيت الدعوة في فترة الاعداد والاستعداد للانتخابات تعني بالضرورة خضوع الحشد الشعبي الى المزايادات الانتخابية بين الاطراف والمكونات السياسية المختلفة
ان المبادرة تحتوي على مقترحات أسس غير ملزمة وغير ثابتة ، ربما تعني ” ثوابت” لصاحب المبادرة ولكنها في الوقت ذاته هي متغيرات للطرف الآخر وبالتالي مناقشة هذه الاسس فوق طاولة الحوار يعني بالضرورة قابليتها للتعديل والتبديل والاضافة أو الحذف وهنا تكمن الخطورة !؟
اما المفاوضات في الفهم والممارسة السياسية بشكل عام ، لحل مشكل ومعضل وطني ومكوناتي تعني بالضرورة تقديم التنازلات من اصحاب القضية ( محور الحشد الشعبي ) للتوصل الى حلول ترضي الاطراف المناوئة !! ، وهذا يعني خضوع الحشد الشعبي الى الابتزاز السياسي والاجندات الدولية والاقليمية !
طاولة الحوار ان عقدت يجب ان تخرج بمخرجات تتطلب انشاء لجان متابعة وتنفيذ هذه المخرجات ، ومعلوم في النظر والتجربة ان تشكيل اللجان في العراق الجديد يجب ان يخضع بالضرورة للمحاصصات الطائفية والمكوناتية وهذا يعني خضوع الحشد الشعبي الى الابتزاز المحاصصاتي والاستقطاب الطائفي والمكوناتي
الدعوة تعني وبوضوح ترسيخ ( فريّة) أو “بدعة” ، فكرة أو مفهوم بان الحشد الشعبي يشكل مشكلة ومعضلة في الدولة والوطن وللشعب في أوساط الرأي العام العراقي وترسيخها في المزاج العام والذاكرة العراقية وبالتالي لما كانت هذه المشكلة بهذا العمق وهذا التعقيد وهذه السعة التي تتطلب طاولة حوار وطني فهذا يعني تعريض تقرير مصير الحشد الى الخطر ، لأنها تنقل بالضرورة القضية من أيدي أصحابها الى أيدي من هو الخصم وهو الحكم
وأخيرا وليس آخرا عقد مؤتمر أو لقاء أو طاولة حوار وطني على “فريّة” أو “بدعة”، تعني بالضرورة في الذاكرة الشيعية ” سقيفة بني ساعدة” .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى