أحدث الأخبارايرانمحور المقاومة

مفاهيم خمينية الامام الخميني ومفهوم حاكمية الاسلام

مجلة تحليلات العصر الدولية

3/ حزيران عام 1989 هي ذكرى وفاة الامام الخميني، وبهذه المناسبة التي وفد بها هذا الرجل الرباني الى الله نستذكر بعضا من دروس منهجه وتعاليم مدرسته، والدرس الاول هو :

◾الدولة والامام الخميني.

الامام الخميني وبكل اختصار ووضوح، يمكن تعريف شخصه بانه الرجل الذي نقل الاسلام من الكتب والمعاجم والمطولات والرسائل العملية الى كرسي الحكم والدولة؛ لانه يرى ان الاسلام كفكر وعقيدة ومنهج وتنزيل لايمكنه التعايش مع التجارب الوضعية ويرى أيضا انه لاتتم حركة التبليغ للاسلام الا بحاكميته وبوجود رافعة الدولة خصوصا مع وجود الحركات الغربية والاستشراق والمشروع الاستكباري الامريكي والعملاء المحليين والتي تعمل كلها ضد الاسلام، وكما اشار في كتابه: الحكومة الاسلامية ((ان الاسلام في جوهره ووجوده هو الحكم والحاكمية، كما أن التشريع لايمتلك قدرته على الانتشار والتاثيروالتطبيق في الامة مالم تتوفر له فرصة التطبيق)).

ومن يتابع حياة الامام الخميني بعد نجاح الثورة الاسلامية في إيران وهي مرحلة استلام الحكم نجده انه كان يسعى حثيثا لبناء الدولة وترسيخ مفهومها العميق وتاسيس الدستور الذي تستند عليه الموسسات والوزارات والنظام والقانون والتشريعات الفرعية والتي تحمي النهضة والتطور والتصنيع والنهوض في كل المجالات بعقل راسخ وفهم ثابت مستلهما كل التجارب والتفاسير والأدلة .

ولم يتوقف الامام عند مرحلة تغيير الحكم بل حسبما نقلته المصادر: ان الامام رفض عرض الشاه وترويجه بان يشاركه في الحكم مقابل بقاء الدولة العلمانية ذات المنهج الغربي كون هدفه إقامة الحكم الاسلامي ((الدولة )) .

نعم عمل الامام الخميني حثيثا؛ لترسيخ الدولة تاسيسا ووجودا، وقد لازمه هذا الهدف منذ بواكير تحركه، فهو على بينة من امره بوعي عميق جعله هذا الوعي يعمل على تحقيق هذا الهدف الرسالي منذ بواكير الثورة وحتى النصر ثم الحكم باتجه واحد لم يحيد عنه وهو ((اقامة الدولة الاسلامية الحامية للاسلام والتي توفر له اسباب القوة والعزة والتمكين)) .

من يتابع خطابات الامام الخميني يتعرف على عقل الامام الديني والسياسي، ويتاكد له انه يرى ان الاسلام في ظل الصراع الدولي والحروب الكونية والصراع بين الاقطاب الكبرى والمشاريع الاستكبارية وهيمنة الصهيونية ومنهج الاستكبار العالمي الذي يستعبد الشعوب وخصوصا المسلمين وينهب ثرواته ويقتل طاقاتهم ويعدم علمائهم ويعمل على محو هويتهم، ومع تلكم الحقائق فان الاسلام لايمكنه البقاء في هوان وسكون.

وفي ظل تلك المقدمات لاوجود للاسلام الا في ظل الدولة والحكم والحاكمية ﴿وَنُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ- القصص – 5﴾

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى