أحدث الأخبارتونسشمال أفريقيا

مقاربة توضح: ما يحصل في تونس اليوم…

مجلة تحليلات العصر الدولية - حبيب مقدم

وتقريبا لقراءتنا للواقع نذكر المثال التالي:

وطننا تونس اليوم بات كالجسد، وهذا الجسد أصيب بنحو من الشلل، فخرج الشعب التونسي عموما وشبابه خصوصا من خلال ثورة سنة 2011 لتنقضه من حالة الشلل…

ولكن للأسف وبعد أن نهض هذا الجسد من شلله، كثر حوله الأطباء والمعنيين بمساعدته على النهوض، والجميع يدعي أنه الأقدر على تأدية هذه المهمة…

وخلال 10 سنوات كثرت أرائهم وتجاربهم في علاج هذا الجسد …

مما أوجد اختلافا بينهم في التشخيص والطرق المناسبة لمساعدته، حتى بلغ بهم الأمر لمرحلة الصراع المقيت بينهم، مما فاقم مرض هذا الجسد…

فتحولت مجهوداتهم من مساعدة الجسد ( الوطن) إلى استهداف بعضهم البعض، وذالك يتم طبعا عبر هذا الجسد المسمى وطن …

وهذا شارف بالجسد إلى الوقوع في حالة الموت السريري، وللأسف بقي الأطباء وهؤلاء المعنيين منشغلين بصراعاتهم وتصفيت حساباتهم على حساب ومن خلال هذا الجسد…

وغالبية الشعب المتفرج يصرخ وينادي بألم لكونه مصيريا متعلقا بهذا الجسد، ويدعوا الجميع إلى ضرورة الخروج من الصراع والإلتاف لمصلحة هذا الجسد ( الوطن)…

فجاء رجل اسمه قيس سعيد وقال أنا الطبيب الذي يمكنني أن أعالج هذا الجسد، وأنا من يتحمل المسؤولية كاملة…

وبعد ما يقارب السنتين من العمل وصل لنتيجة قد شاركه فيها قسم كبير من الشعب المرتبط مصيريا بهذا الجسد…

ثم قال: أن علاج هذا الجسد يحتاج لعملية جراحية مستعجلة لانعاشه ومساعدته على النهوض…

وبعد تهيأة الظروف قدر الإمكان بدأ في اجراء هذه العملية الجراحية وفتح الشق…

ونحن اليوم مازلنا في مرحلة اجراء العملية…

ومن هنا تحديدا:

انقسم الأطباء والمعنيين المتجمهرين حول الجسد، وكذالك خرجت بعض أفراد الشعب المتفرج والمرتبط مصلحيا بأولئك الأطباء العبثيين…

وعليه فأقول:

أولا:
لا معنى لمعارضة الأطباء والمعنيين بعد أن قضوا 10 سنوات وهم يجربون، وخاصة تلك الشريحة التي غرقت أثناء ادعاءها العلاج للجسد في صراعات مع غيرها، بحيث أصبحت حركاتها منصبة ومستهدفة فقط نحو ضرب المقابل لها، بدل التركيز على علاج الجسد قربة لله وحرصا على الوطن…

ثانيا:
على المتفرجين من الشعب عدم الاستعجال في التقييم والتحليل، فكل عملية جراحية تكون مفتوحة على نتائج مختلفة منها الإيجابي ومنها السلبي…

وبدل اظهار التخوف والخشية، واكثار العويل أو التحليل….

ندعوكم كمواطنين للإنخراط في المساعدة في اجراء هذه العملية…

فالتراجع بعد فتح الشق هو خذلان للجسد لا للطبيب والمعنيين معه…

وثقوا بالله أن انخراطكم سيساعد في اتمام العملية بأفضل نتيجة، وكذالك يضمن بأن لا تكون هناك آثار جانبية كارثية…

خاصَّة أن فشل العملية أو انحراف مسارها يعني ضياعنا كلنا…
وكذالك أي مسار سلبي تتجه نحوه العملية سنتحمل نحن الشعب نتائجه السلبية…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى