أحدث الأخبارفلسطين

مقارنة الشعوب العربية بين تطبيع السادات وتطبيع اولاد زايد

مجلة تحليلات العصر الدولية

بقلم السيد هلال الموسوي

في 19/11/ 1977 عقد السادات اتفاقيته مع اسرائيل وذهب شخصيا الى تل ابيب ليعلن عن اتفاقية العار تلك .. وعلى الرغم من الاحتجاجات التي ضج فيها الشارع العربي راحت اميركا ترصد الاحتجاجات المستحية التي اضمحلت بعض الشيء واختلفت في ندائها ونبرتها وتمركزت هذه الهتافات المتحشرجة المبحوحة في بعض بلدان الخليج ..
كانت اميركا ترصد هذه الفعاليات السياسية وتدرك ان بعض الشعوب العربية تسلم الى ان الزعامة الدينية العربية معقودة بالسعوديين الذين باركوا اتفاقية السادات عن بعد ولا نقول ذلك الا بعد ان تأكد لنا وبما لا يقبل مجالا للشك حجم العلاقة والتعاون والتبادل المستمر بين حكومة آل سعود والبيت الابيض ويقينا ان الامارات تدين بولاءئها المطلق لآل سعود وتعمل بنصيحتهم ومشورتهم .
نعم بقيت دول الخليج بين المؤيد المبارك والرافض المستحي باسثناء حكومتي الكويت ومسقط فالاولى تأتمر هي الاخرى بالبيت الملكي السعودي باستثناء مجلس نوابها والثانية لها موقف حيادي دائما ما تعلن عنه في وقت راهن وهو ما يمثل جزءا من حكمتها السياسية ونقصد به عمان .
لقد توجس الاسلام الشيعي في المنطقة خيفة من هذا الامر وراح يثقف مرارا وتكرارا من عدم التطبيع مع اسرائيل ناهيك من موقف قطر ومد جسورها مع اسرائيل وكذلك بعض المباركات الدبلوماسية التي قدمتها حكومة البحرين الى تل ابيب .
ولكن مع انعقاد اتفاقية محمد بن زايد مع الصهاينة في 13-8-2020 تتضح الرؤية الجلية لما ثقف اليه الاسلام الشيعي وما توقعه من حتمية هذا الامر الذي نظن بحدوثة ومقبوليته لدى هؤلاء الساسة الخليجيين منذ عشرين سنة على الاقل . هنا يجب ان نتوقف برهة لنجد حجم التأثير الامريكي على دول الخليج ومنطقته التي اثبتت بحق انها قاعدة سياسية اقتصادية استثمارية ودبلوماسية .. ويتبين ذلك من خلال حجم الزيارات التي تعقدها حكومة البيت الابيض الى دول الخليج فضلا عن الزيارات المستمرة لشركات البترول والتي لم تنقطع حتى في زمن انحسار سفريات الطيران عندما اشتدت جائحة كورونا .
المشكلة والغرابة والذي لم نتوقعه ان شبكة التواصل العراقي امتلأت ولاول مرة بمباركة واضحة لزيارة محمد بن زايد حتى انهم حسبوها زيارة تاريخية فاصلة يجب ان تتم من زمان ولا بأس باشراك العراق بها ! ولا داعي لان يكون العراق رافضا لهذه الزيارة التي ستنقل المنطقة نقلة نوعية وجديدة تختلف عن ما كان يعانية الفرد العربي من جمود وتقولب .. وعلى الرغم من ان بعض ردود رفضت هذا المطلب والامل المشين الا ان دعاة التطبيع من العراقيين وللاسف قد زادوا في هذه المباركة وتلك الزيارة العار .
اذن ، من الواضح ان برنامج السفارات العربية الاجنبية القائم في بغداد وكردستان يعمل على مدار الساعة وله من اللمؤيدين والمحبين والتابعين والمريدين ما يجعلهم يؤلفون جيشا متكاملا يهيمن على هذه الشبكة الملغومة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى