أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

مقتدى الصدر كانَ كالنحلة والنملة فأطاح بالشحارير

مجلة تحليلات العصر الدولية - إسماعيل النجار

🔰 أتى الشحرور إلى مسكن النمل يطلب قليلاََ من القمح ليُسكِن بها ألمَ بطنه ويسكِتَ جوعه، [سألته نملة أين كنت أيام الحصاد فلماذا لم تجمع ما يحفظ بطنك من الجوع، فقال الشحرور للنملة عند الحصايد كنت عم غَنٍِي قصايد؟!
هذا ما حصل في العراق تماماََ،
[ تقديرنا هذا نابع من مراقبتنا لعمل القوى والأحزاب جميعاََ في العراق حيث جَدَّ مقتدى الصدر وكَد كما النمل والنحل، في الوقت الذي كانَت شحارير المقاومة تلقي القصائد الشعرية حتى خرجوا من الموسم بِلا قمح ولا حُمُّص،
[وبعد بروز أهم نتائج فرز الصناديق بالأمس آلمتهم بطونهم من الجوع، فتداعوا إلى إجتماعٍ طارئ في منزل نوري المالكي لبحث قضية نتائج الإنتخابات ومحاولة جمع القوى ولو كانت فُتات من إجل تشكيل الكتلة الأكبر وانتزاع الحكومة من التيار الصدري الذي باتَ يُشكِل الأكثرية الساحقة في مجلس النواب العراقي.
المحاولات الحثيثة التي بدأَت تقوم بها الكُتَل المناوئة للتيار الصدري،
[النشاط هذا الذي يشبه نشاط النمل والنحل جاءَ بعد الصدمة التي ألَمَّت بهم بالأمس نتيجة الإسترخاء الذي مارسوه خلال السنوات الماضية لأنهم كانوا واثقين من رد الجميل لهم بعدما ضحوا بالغالي والنفيس لأجل العراق،
[ إنَّ تضحياتهم وسمعتهم ودماء أبنائهم لم تشفع لهم في بلاد الرافدين، لأنهم لم يتعظوا من الإمام الحسين عليه السلام،
فأتخذوا الإسترخاء خليلاََ لهم فآمنوا بالإنجازات التي حققوها ونسوا أن شعباََ يعاني من ضائقة اقتصادية كبيرة ناتجة عن فساد علني مستشري وتزوير في الدوائر الرسمية وتراخي مع البعثيين وانصار الدواعش، جعل اليأس يتغلغل في نفوسهم بعدما أصابهم الإحباط من مقاومة لم تكمل طريق تحريرهم مِن مَن هم أبشع وأخطر من الدواعش والبعثيين وغيرهم،
[ أيضاََ إن عدم التركيز على حضور أصحاب الخبرات الإعلامية والخلل في تنظيم الماكينات الإنتخابية وعدم توجيه الكوادر المتخصصه نحو القيام بنقل الخبرات وتدريب الكوادر كانوا حافزاََ قوياََ لتثبيت الخسارة والفشل،
وبينما كانَ اعلام المقاومة مُسلِّطاََ الضوء على المواجهة مع الأميركيين ، كان مقتدى الصدر وجهازه الإعلامي، يديرون اللعبه السياسية والإعلامية ضد الحشد والفصائل المجاهدة بنشاط واستمرارية من دون الإلتفات الى الوجود الأميركي وانتهاكه سيادة العراق، لأن جُل ما يريدون الوصول اليه وتحقيقه حصل بالأمس وفازوا بشكلٍ غير متوقع.
[ اللعبه الذكية التي مارسها التيار الصدري لم تكن من بنات افكارهم بقدر ما هي بتوجيه خارجي من أصحاب قدرات وخبرات نجحت بالإطاحة بأحلام المعارضين للمشروع الأميركي في العراق!
حتى أن الحلبوسي حقق انجازاََ لَم يكن بالحسبان رغم انه حديث النعمة، ناهيك عن ضعف المشاركة التي كانت ضد مصلحة قوى المحور المقاوم بسبب عدم الجَد في التحشيد للمعركة الفيصلية الأكبر في تاريخ العراق الحديث.
فكيف ستواجه فصائل المقاومة المتراجعة شعبياََ تسونامي مقتدى اذا ما تحالف مع الأكراد والقوى السنية الأخرى وشكلوا الحكومة،
هنا نستطيع القول (للشحارير) ليس لكم إلا أن تتموضعوا في صفوف المعارضة كالنمل والنحل وعليكم أن تغيروا نمط سياستكم ونهجكم في العمل وتوقفوا القاء القصائد عند الحصائد وأن تلتفتوا الى حجم المعركة التي تُدار ضدكم، لكي تشكلوا سداََ منيعاََ بوجه التيار الصدري الذي إن استلم الحكم سيغيير وجه العراق بالتعاون مع الأكراد وبعض السُنَّة ويكسروا حلقة الوصل بين طهران ودمشق بيروت.
[ إن هذا الأمر يحتاج الى حزم ووعي وصلابة لكي لا يتم تحقيق الحلم الأميركي الصهيوني السعودي بتذويب الحشد وحصر السلاح الشريف بيد الجيش المسيطر عليه اميركياََ ونشر الدين الإبراهيمي وانتصار (السيف على الدم) فتنقلب الآية ويصبح العراق على شفير الحرب الأهلية أو في خبر كان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى