أحدث الأخبارشؤون اوروبيية

ملاحظات حول الانتخابات الفرنسية

غسان اخلاص

أمّا وقد انتهت الجولة الثانية من الرئاسيات الفرنسية كما كنّا نتمنّى وتجنّبت البلاد وصول اليمين المتطرّف إلى الحكم، هنالك أرقام لا يمكن المرور عليها ويجب التوقّف عندها، وهي ذات أهمية كبيرة اليوم وفي السنوات المقبلة :

١- سجّلت تلك الجولة نسبة مقاطعة عالية جدًا وصلت إلى ٢٨٪؜ وهي الاعلى منذ انتخابات عام ١٩٦٩. أكثر ب ١٢ نقطة من عام ٢٠٠٧ وب ٥ نقاط من عام ٢٠١٧. وهذا إن دلّ على شيء فعلى سخط فرنسي عام من الحالة التي وصلت اليها البلاد ومن عدم رضى على السياسة العامّة التي تدير البلاد في السنوات الاخيرة.
٢- نسبة ال ٤٢٪؜ التي حصدتها مارين لوبان نسبة كبيرة جدا وتعني أنّ صعود خطاب اليمين المتطرّف ليس عبثيًا بل يأخد منحى خطير، مؤداه إمكانية نجاحه في أي انتخابات قادمة خاصة اذا ما استمرّ تشتت القوى التي تستطيع طرح أجندة اجتماعية تواجه فيها شعبوية الوعود الاقتصادية التي يحملها اليمين المتطرّف.
٣- حوالي ٤٧٪؜ من الذين صوّتوا للرئيس المنتخب، صوّتوا عن غير قناعة إنما من أجل قطع الطريق على مرشحة اليمين المتطرّف ومنعها من الوصول إلى الاليزيه، ما يعني في مكان ما أنّ فكرة “القوس الجمهوري” التي بدأت سنة ٢٠٠٢ في المواجهة بين شيراك ولوبان الاب لا زالت موجودة، إنما ضعيفة ومترهّلة.
٤- من دون مفاجأة تذكر، صوّتت المدن الكبرى بكثافة لماكرون فسجّل أرقاماً قاربت ال ٨٠٪؜ في مدن كتولوز ومونبيليه وبوردو ورين وستراسبورغ وليون. حتى المدن المتوسّطة أعطته نسبة ٧٠ الى ٧٥٪؜ ككليرمون فيران وليموج وبواتييه.ولم يكن جو الضواحي الباريسية بالبعيد، فحصد ماكرون أصوات ٧٥٪؜ في معاقل الشيوعيين واليسار كأوبيرفيليه ومونتروي وسان دوني مع نسبة مقاطعة كبيرة. قد تكون المفاجأة الوحيدة هي تفوقه في مدن جنوب الشرق كنيس وكان حيث تركّز قواعد اليمين القاسي واليمين المتطرف. وحافظت الخارطة الفرنسية بشكل عام على تصويت الغرب وجنوب الغرب حيث قواعد اليسار للمرشح الذي يواجه اليمين المتطرف، فيما التزم الشمال والشرق بتصويته الكثيف لمرشحة اليمين المتطرّف.


٥- قاطعت نسبة كبيرة من الشباب هذه الجولة (نسبة ٤٧٪؜ وهو رقم قياسي)، وتراجعت نسبت الشباب المؤيدة للرئيس الشاب حيث أصبح على كفة متعادلة مع مارين لوبان عند هذه الفئة. عند كبار السنّ من هم فوق ال ٦٥ سنة، وعلى عكس ما هو شائع، اكتسح ماكرون غريمته وحقّق ٧٥٪؜ من اصوات المقترعين.
٦- صوّت العمّال بنسبة كبيرة لمارين لوبان (٦٣٪؜) فيما أعطت الكادرات ٧٥٪؜ ماكرون.
٧- ٣٨٪؜ من أصوات المقترعين لميلانشون في الدور الاول، صبّت عند ماكرون، فيما صوّت ١٨٪؜ منهم لمارين وامتنع ٤٤٪؜ منهم أو صوتوا بورقة بيضاء.
٨- يمكن القول أنّ فوز ماكرون لما كان ليتحقق لولا أصوات بعض اليمين الجمهوري وأصوات طيف واسع من جمهور اليسار الذي تحرّك لإحباط فوز مارين لوبان، ولهذا دلالات كثيرة قد تترجم في الانتخابات النيابية القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى