أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

ملاحظات في سياسة الأمن القومي في العراق (ج_١) /٦

مجلة تحليلات العصر

* أن الاصلاح الحقيقى يبدأ بالعراقي, وإقامة ما انهار من بنيانه, ليعيد إليه ثقته بنفسه وبحكامه, فيعود سيرته الأولى فى العمل والانتاج والالتزام والتفانى فى خدمة بلده. والخطوة الواجبة فى هذا السبيل أن يحاط المواطن علماً بالحقائق كاملة حلوها ومرها, حتى ينطلق منها بلا خوف لمناقشة الحاكم ومساءلته إن حاد عن الصواب*

الامن مظلة كل الفعاليات الحياتية في المجتمع، فبدون الامن لا تنمية ولا استقرار سياسي أو اقتصادي.
وبدون توفر المنظومة الامنية التي تحمي المكتسبات والجهود المبذولة للتقدم والازدهارلا عمل ولا انتاج ولا حياة.
والحاجة الى المحيط الآمن حاجة اساسية لدى البشر، فبعد الهواء والماء ، يأتي الامن والذي بدونه يصبح حتى البحث عن الخبز مستحيلا.
وقد وصف رب العباد ، الله عز وجل الامن بالنعمة، كنعمة الرزق «فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف».
وعن نبينا الأكرم (ص) «من بات آمناً في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حِيزت له الدنيا بحذافيرها». ومعنى الحديث: أن الإنسان الذي يشعر بالأمن على نفسه وعلى رزقه في خير ونعمة وسعادة.
ولعل الأمن الوطني في مجتمعاتنا اليوم من اهم انواع الامن. ويقصد به تأمين كيان الدولة والمجتمع ضد الأخطار التي تهدده داخليا وخارجيا، وتأمين مصالحه وتهيئة الظروف المناسبة اقتصاديا واجتماعيا لتحقيق الاهداف والغايات..
وقد تم تعريف الامن الوطني من قبل باحثين اخرين ب «شعور بالاطمئنان توفره الأهداف والبرامج التي تسعى الحكومة من خلالها إلى ضمان أمن الأمة وبقائها».
وتتلخص مهمة الأمن الوطني في النقاط التالية:
• توفير السلامة والطمأنينة للشعب ضد أية اعتداءات من شأنها أن تخلق في المجتمع حالة من الفوضى والاضطراب.
• الاستعداد الدائم لتأمين الإمكانيات البشرية والمادية في كل المجالات لمواجهة أي تهديد عسكري، أو فكري ضد أمنها من أي عناصر دولية معادية،
• يتجلى أمن الدولة الوطني من خلال قدرة الدولة في الظهور على الساحة الدولية كعضو يحترم مصالح المجتمع الدولي وقوانينه.
اما الامن السياسي فيعتبر من أنواع الأمن المهمة بل هو أهم الدعائم الأساسية لمواجهة الأخطار الداخلية والخارجية ويتضح مفهوم الأمن السياسي باعتباره حالة خاصة من الطمأنينة الاجتماعية تتحقق من خلال تشجيع وتنمية مشاركة المواطنين السياسية وانعدام الشعور بالعزلة السياسية.
وقد جاء في بحث لاحد عمداء كليات الامن القومي العربي في تعريف مستويات الامن ما يلي
ان ركائز وأبعاد ومستويات الأمن على ضوء المفهوم الشامل للأمن، يعني تهيئة الظروف المناسبة والمناخ المناسب للانطلاق بالإستراتيجية المخططة للتنمية الشاملة، بهدف تأمين الدولة من الداخل والخارج، بما يدفع التهديدات باختلاف أبعادها، بالقدر الذي يكفل لشعبها حياة مستقرة توفر له أقصى طاقة للنهوض والتقدم.
* من هنا فإن شمولية الأمن تعني أن له أبعادًا متعددة..
أولها: البُعْد السياسي.. ويتمثل في الحفاظ على الكيان السياسي للدولة.
ثانيًا: البُعْد الاقتصادي.. الذي يرمي إلى توفير المناخ المناسب للوفاء باحتياجات الشعب وتوفير سبل التقدم والرفاهية له.
ثالثًا: البُعد الاجتماعي.. الذي يرمي إلى توفير الأمن للمواطنين بالقدر الذي يزيد من تنمية الشعور بالانتماء والولاء.
رابعًا: البُعْد المعنوي أو الأيديولوجي.. الذي يؤمِّن الفكر والمعتقدات ويحافظ على العادات والتقاليد والقيم.
خامسًا: البُعْد البيئي.. الذي يوفِّر التأمين ضد أخطار البيئة خاصة التخلص من النفايات ومسببات التلوث حفاظاً على الأمن.
* هذا ويتم صياغة الأمن على ضوء أربع ركائز أساسية:
أولاً: إدراك التهديدات سواء الخارجية منها أو الداخلية.
ثانيًا: رسم إستراتيجية لتنمية قوى الدولة والحاجة إلى الانطلاق المؤمَّن لها.
ثالثًا: توفير القدرة على مواجهة التهديدات الخارجية والداخلية ببناء القوة المسلحة وقوة الشرطة القادرة على التصدي والمواجهة لهذه التهديدات.
رابعًا: إعداد سيناريوهات واتخاذ إجراءات لمواجهة التهديدات التي تتناسب معها.. وتتصاعد تدريجيًّا مع تصاعد التهديد سواء خارجيًّا أو داخليًّا.
* وللأمن أربعة مستويات:
أولاً: أمن الفرد ضد أية أخطار تهدد حياته أو ممتلكاته أو أسرته.
ثانيًا: أمن الوطن ضد أية أخطار خارجية أو داخلية للدولة وهو ما يُعبَّر عنه “بالأمن الوطني”.
ثالثًا: الأمن القُطري أو الجماعي، ويعني اتفاق عدة دول في إطار إقليم واحد على التخطيط لمواجهة التهديدات التي تواجهها داخليًّا وخارجيًّا، وهو ما يعبر عنه “بالأمن القومي”.
رابعًا: الأمن الدولي.. وهو الذي تتولاه المنظمات الدولية سواء منها الجمعية العامة للأمم المتحدة أو مجلس الأمن الدولي و دورهما في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى