أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

مناورة الركن الشديد

مجلة تحليلات العصر - جلال الاغا

تأتي المناورة الدفاعيةالاولى للغرفة المشتركة تحت عنوان الركن الشديد وهي تحمل في طياتها أبعاداً عسكرية وسياسية، خصوصاً مع تزامنها مع الذكرى الثانية عشر لعدوان عام 2009 م، وتأتي في ظل ارهاصات ما يسمى صفقة القرن والتي تستهدف القضية الفلسطينية العادلة.
فمن خلال هذه المناورة التي تنفذها الفصائل الوطنية المسلحة في قطاع غزة أرادت ايصال رسائل عدة:
أولها وأهمها لجبهتها الداخلية وحاضنتها الشعبية وهي محور اهتمامها، مضمون الرسالة طمأنة أبناء شعبنا الفلسطيني وبالأخص في قطاع غزة، بأن المقاومة باقية على الدرب وموحدة في المصير ومتماسكة في التشكيل ومتعاونة في الميدان وبوصلتها نحو التحرير والعودة لم تحيد عن الطريق ولن تخطئ الهدف.
كما أحيت الأمل من جديد في التجمع تحت سقف واحد والتوحد خلف لواء واحد بعد أن تراجع دور منظمة التحرير في هذا السياق عقب توقيع اتفاق أوسلو وانكفاء الكفاح المسلح في ردع اعتداءات المحتل والاكتفاء بالرد السياسي والتظلم الدبلوماسي. فالحق لن يعود إلا بقوة خلفه تحميه وتنتزعه من أنياب الخاصبين.

الرسالة الثانية التي توجهها هي للعدو الأول لامتنا المتمثل في الكيان الصهيوني، مفادها تحذره من مغبّة الاعتداء على أبناء شعبنا وارتكاب حماقة جديدة لأنه سيواجه رد موحد وموجع فالمناورة المشتركة تعكس قوة وتماسك جبهتنا ولا تسمح للعدو باللعب والعبث وضرب الاستقرار الداخلي ، كما أنها رسالة مُبطّنة أن سلاح المقاومة ليس للتفاوض والمساومة وعلى الحصار الظالم أن ينكسر ولو بالقوة، فالفصائل وبرغم الامكانيات المحدودة فهي تراكم القوة فوق القوة ليوم النزال الحقيقي؛ دفاعاً عن حقوقنا ومقدساتنا، فهي تأتي كرد وتحدي على المناورات الأخيرة لجيش الاحتلال وزيادة وتيرة التهديدات ضد شعبنا، وعليه أن يشعر بالخوف الحقيقي على جبهته الداخلية وبالخطر الفعلي على قطاعاته العسكرية.

الرسالة الثالثة للمُطَبِعين والمُفَرِطين اللاهثين وراء سراب السلام ووعود يهود، بأنهم في تيهٍ وأن مؤامراتهم وصفقاتهم ستفشل ولن تمر وستتحطم على جدار وحدة شعبنا وأمتنا، فبهذه الوحدة الميدانية يتعزز صمود شعبنا على أرضه ويزداد تمسكاً بحقوقه وثوابته ومقدساته وبذلك تكون رد عملي على حالة الهرولة والخنوع للمحتل ضاربة سياسات العدو وحلفائه الرامية الى اطفاء شرعية للمحتل على الأرض وتحصيل اعتراف وهمي للكيان الصهيوني.
سر قوة غزة بإيمانها الشديد بربها وارتكانها على صمود ووحدة شعبنا وأمتنا، فبفضل الله اصبحت فصائل غزة نواة جيش التحرير لليوم الموعود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى