أحدث الأخبارشؤون امريكية

منطقة الشرق الأوسط أمام ترتيبات أمنية أمريكية لمواجهة خصومها..

#تقرير_خاص

طبيعة الأحداث الدولية الكبرى تنعكس تداعياتها بشكل أو بآخر على أطراف النزاع مباشرة، وعلى المشهد السياسي الدولي بشكل عام. ومع تفاقم الصراع الروسي – الأطلسي على الأراضي الأوكرانية تعود حسابات القرن التاسع عشر، والحرب الباردة إلى الواجهة،

*وتعود معها التساؤلات حول مخططات الغرب في الشرق الأوسط لإنتاج أزمات أمنية متصاعدة ضمن استراتيجية احتواء المنطقة، مع محاولات الولايات المتحدة تشكيل تحالفات عسكرية لمواجهة روسيا والصين وإيران وكبح نفوذهم في التوغل في المنطقة والعالم، وجعل المنطقة حصريا تحت قبضة الهيمنة الأمريكية، وهو ما سيجعل المنطقة ساخنة في أحداثها القادمة في سياق مستجدات الحاضر،

* وخصوصا بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان. حينها بدأت الولايات المتحدة بإعادة النظر في ترتيب أوراقها الأمنية في سياق هذه التبدلات، الأمر الذي يربك بصورة أكبر عملية التوازنات لإبقاء سياسة الهيمنة الأمريكية في إعادة جدولة حساباتها، لا سيما مع صعود الصين المنافس اقتصاديا، وعودة روسيا إلى المسرح الدولي بقوة، وصياغة تحالفات جديدة لإعادة رسم خارطة التوازنات للحفاظ على السلم والأمن الدوليين.

*أنظار واشنطن تتجه إلى مواجهة هذه المتغيرات بتشكيل تحالفات عسكرية مصغرة جديدة عربية وأجنبية تكون رديفة لحلف الناتو أو امتدادا له، ومنها تحالف “أوكواد” لمواجهة الصين في منطقتي المحيط الهندي والهادئ، ويضم أربع دول هي أمريكا واستراليا واليابان والهند. ومؤخرا مساعيها لتشكيل تحالف عسكري شرق أوسطي يجمع أمريكا وإسرائيل، والدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن”.


* ولهذا فإن التحركات المكوكية لولي العهد السعودي لأكثر من قطر عربي والقمم العربية المصغرة التي عقدت خلال الأسابيع الماضية تشير إلى أن الأطراف المعنية متفقة على إنشائه. ويبدو أن تصريحات العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إيذانا بذلك،

* وخصوصا وأن هذا الإعلان يأتي بالتزامن مع إعلان الإدارة الأمريكية عن زيارة الرئيس بايدن لمنطقة الشرق الأوسط في يوليو القادم التي تثير كثيرا من التساؤلات حول طبيعة وهدف الزيارة في ظل أوضاع أمريكية داخلية مضطربة، وخصوصا الوضع الاقتصادي الذي وصل إلى حالة غير مسبوقة في التضخم، وتكشف استطلاعات الرأي بهبوط شعبية بايدن،

*بالإضافة إلى حالة الإرباك التي تشهدها الساحة السياسية الداخلية لإسرائيل مع احتمالات عودة نتنياهو غير المحبب لدى الرئيس بايدن لرئاسة حكومة جديدة. وتبدو محاذير وتخوفات دول الشرق الأوسط لمثل هذه الزيارة التي لا تخلو من أجندات “مالية” تحت شعارات مكافحة الإرهاب، أو حماية أمن المنطقة…..الخ، إذ مازالت زيارة ترامب في مايو 2017 حاضرة في أذهان القادة العرب الذين وقعوا في مطب الابتزاز المالي لنهب 400 مليار دولار، وما صاحب ذلك لتحقير القادة العرب.

*ولعل إعلان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تأييده إنشاء حلف “ناتو” شرق أوسطي يدعم الفكرة الأمريكية لتشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي مع الدول التي لديها التفكير نفسه. وقد صرح بذلك العاهل الاردني في مقابلة مع شبكة «سي إن بي سي» الأمريكية

* قائلا : «أود أن أرى المزيد من البلدان في المنطقة تنخرط في هذا “المزيج”، مؤكداً أنه سيكون “من أوائل الأشخاص الذين يؤيدون إنشاء (ناتو) في الشرق الأوسط”. واشترط العاهل الأردني أن تكون رؤية هذا التحالف العسكري “واضحة جداً، ودوره يجب أن يكون محدداً بشكل جيد، ويجب أن يكون بيان المهمة واضحاً جداً جداً”.. ويعد هذا أول تصريح رسمي لمسؤول عربي كبير حول ما كان يتردد عن تشكيل تحالف “ناتو” شرق أوسطي.

*هذا المشروع طرح في الكونغرس الامريكي من قبل الديمقراطيين والجمهوريين، وهو مشروع قانون يدعو إلى دمج دفاعات دول المنطقة للتصدي لإيران، ويوجه وزارة الدفاع (البنتاغون) لتحضير استراتيجية للعمل والتنسيق مع دول عدة.

*وهنا يأتي التساؤل هل تصريح العاهل الأردني هو خطوة استباقية للقمة المرتقبة في جدة بين السعودية، ودول الخليج العربي ومصر والعراق والأردن، لإعلان الالتزام، والموافقة لتمهيد فكرة انشاء حلف “ناتو” شرق أوسطي جديد تكون بمثابة نقاش مفتوح لما يمكن أن يكون تحالفا استراتيجيا سعوديا وخليجيا، وأيضاً عربياً مع الولايات المتحدة ؟

*في حال كان الأمر كذلك، فالمنطقة أمام سيناريوهات كبيرة لتغيير قواعد اللعبة في المنطقة، لاسيما بعد إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي عن استعداد دولة الاحتلال للانضمام إليه..!
زيارة بايدن تأتي في سياق الترتيبات الأمنية، ويبدو أن تحركات رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي تأتي في سياق التهدئة ..
*لكي تتفرغ الولايات المتحدة لمواجهة روسيا، وفتح جبهات جديدة في ليتوانيا، وفنلندا والسويد على بحر البلطيق بعد أن فشلت العقوبات ومحاولاتها في أوكرانيا، وأيقنت أن أوكرانيا سقطت عمليا بيد روسيا. لذلك فإن واشنطن ستسعى للنهاية إلى استخدام كل أوراقها، ومن ضمن ذلك التجميد الوقتي لحلفاء روسيا في البؤر الساخنة القريبة من مصالحها الحيوية في منطقة الخليج، وتدفع بحلفائها في المنطقة إلى المسارعة لتهدئة الأوضاع.


*وفي هذا السياق كشفت ايران الاثنين تلقيها عرضا سعوديا جديدا .. يأتي ذلك في ختام زيارة رئيس الوزراء العراقي لطهران بناء على طلب سعودي.
وبحسب الخارجية الإيرانية فإن السعودية عرضت استئناف العلاقات الدبلوماسية ..

*وهذه المرة التي تعلن فيه ايران عرض السعودية استئناف العلاقات بعد أن ظلت طهران تطالب بهذه الخطوة. ولم يتضح دوافع العرض السعودي وما اذا كان محاولة لطمأنة ايران بشان الاجتماع المرتقب للرئيس الأمريكي في الرياض منتصف الشهر المقبل، حيث يتوقع إعلان تحالف جديد في المنطقة لحماية إسرائيل أم لدفع طهران لقيادة وساطة جديدة مع صنعاء ؟

*لكن تزامن الإعلان مع انتهاء رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي زيارته لطهران بعد لقاء بالرئيس إبراهيم رئيسي وحديثه عن مناقشة الملف اليمني والاستقرار في المنطقة يشير إلى تعويل سعودي على طهران للدفع باتجاه تمديد الهدنة في اليمن.. كل هذه المحاولات مجرد مساعي خادعة تخدم أجندات أمريكية لتحييد الخصوم عنها وحلفاءها من الأخطار المحدقة بها.

*وهذا ينبئ أن هناك سيناريوهات معدة للمنطقة تكون إسرائيل على رأس هذا التحالف الشرق أوسطي لمواجهة إيران وحتى مهاجمتها، ودول المقاومة، فيما تنشغل الولايات المتحدة وحلف الأطلسي لمواجهة روسيا. يحتمل مراقبون أن تتوسع فضاءات الحرب إلى مناطق أخرى في أوروبا، لا سيما مع زيادة التصعيد الأمريكي، وجعل منطقة البلطيق هي الأخرى منطقة ملتهبة. وستكشف زيارة بايدن النيات المبيتة في كل هذه السيناريوهات.وإن غد لناظرهـ قريب؛^

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى