أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعوديةاليمنمحور المقاومة

منع الحج جريمةٌ نكراء

مجلة تحليلات العصر الدولية - فاطمة حسين

تتوالى السنون والأعوام ، ويزداد معها جُرم آل سعود في قتل الحجاج ، والتضييق عليهم ، فمنذ أن تولى يهودُ بني قريضة “آل سعود” الإشراف على قضية الحج ، ازداد القتل والإجرام بحق الحجاج من مختلف الدول الإسلامية ؛ سجلٌ حافلٌ بالإجرام والقتل والمجازر ؛ منها مجزرة تنومة التي كُشف عنها مؤخرا ، والتي كان ضحيتها أكثر من ثلاثة ألآف حاجٍ يمني في جريمةٍ نكراء تندى لها كل الشرائع الإسلامية والإنسانية.

يهودٌ بلباس الإسلام ؛ فبدايةً قاموا بارتكاب أبشع الجرائم بحق الحجاج ، ومؤخرا أعطوا لأنفسهم الحق بمنع فريضة الحج ؛ تدريجياً حيثُ بدأوا بمنع الحج على اليمنيين ، وكذلك بعض الدول الإسلامية ، والآن هاهو العام الثاني على التوالي يقومون بمنع الحج نهائيا عن جميع المسلمين بحجة وباء كورونا ، معطين لأنفسهم الحق بمنع المسلمين من أداء أعظم فريضة ، في سياسةٍ يهودية خُطط لها منذ زمن ، حيثُ كشفها السيد حسين بدر الدين الحوثي سلام عليه منذ عقدين من الزمن في العام 2003 في أحد الدروس التي ألقاها ، قال: «فيما يتعلق بالكعبة يقولون حصل وباء من كثرة الازدحام ، إذن قللوا العدد “عدد الحجاج” حتى يصبح الحج قضية لا تُعد محط اهتمام عند المسلمين أو في الأخير يوقفوه “يعطلون فريضة الحج تماماً “» .

وفي ظل منع فريضة الحج ، يقوم يهود “آل سعود” بافتتاح البارات الغنائية والمراقص بحجة الترفية ، وتقديم الدعوات إلى جميع الدول للمشاركة والحضور ، هذا مايدعو للتساؤل لماذا تم منع فريضة الحج ، فيما هم يقومون بافتتاح البارات والمراقص ، ويدعون للمشاركة والحضور ؟!

في هذا السياق قمنا بعمل استطلاع لقراءة رأي بعض الشخصيات الصحافية والأكاديمية اليمنية والعربية:

برأيكم لماذا تمنع السعودية فريضة الحج على المسلمين، بالمقابل تقوم بفتح المراقص وحفلات الغناء وتدعو الدول للمشاركة في ذلك؟

هل قرار منع الحج له علاقة بالتقارب الإسرائيلي السعودي ؟

ماواجب الدول العربية والإسلامية تجاه هذه الجريمة ؟

بدايةً مع الدكتور حميد عبدالقادر عنتر مستشار رئاسة الوزراء اليمنية ، تحدث قائلاً : أولاً النظام السعودي نظام ملكي استبدادي قمعي وراثي انفرد بالسلطة ، والثورة ، واقصاء المخالفين له بالفكر والرأي ، لأنّ هذا النظام القمعي يرتكز على الفكر الوهابي التكفيري ؛ وماهذا الانفتاح الذي حصل في السعودية ما هو إلا تطبيق لمطالب الإدارة الأمريكية من أجل بقاء آل سعود في السلطة.

وأضاف الدكتور حميد قائلاً : قرار منع الحج هو بسبب التقارب والتطبيع مع الكيان الصهيوني ، والتفريط في المقدسات والتآمر على دول محور المقاومة ؛ حيث يجب التحضير لمعركة كبرى فاصلة لتحرير المقدسات ، وتحرير الأقصى ، وتوجيه ضربه عسكرية للنظام السعودي ، وكل الأنظمة الخليجية المطبعة مع الكيان الصهيوني، لأنّ النظام السعودي نظام عميل أوجده الاستعمار البريطاني ، من أجل أن يكون غدة سرطانية في جسم الأمة العربية ؛ لذلك يجب استئصاله من أجل أن تستقر المنطقة.

واختتم المستشار بتوجيه رسالته للدول العربية والإسلامية : يجب على الدول العربية والإسلامية عقد مؤتمر إسلامي من جميع الدول ، خصوصا دول محور المقاومة وعزل سلطات بني سعود عن المقدسات كونهم خونة وعملاء ومتآمرين على كل شعوب وأحرار العالم.

الصحافية اللبنانية الأستاذة سندس الأسعد أشارت قائلة: السعودية كيان لقيط لا يمثل هوية الأمة ، وقيمها ، وعروبتها ؛ فهو صنيعة الاستعمار ، وكل مشاريعه مشاريع استعمارية لم ولن تصب في مصلحة الأمة، فمن الجور الحديث عن أن السعودية تمت للإسلام والمسلمين بصلة، والتاريخ يشهد على أنها لم تتوانى يومًا عن معاداة الأمة وشعوبها؛ ففي الوقت الذي تمتلك فيه كل المقدرات لتتصدى لوباء كورونا، لو كانت هذه الحجة صادقة، كما فعلت الكثير من الدول، وجدت الوباء فرصةً سانحة لتحارب فريضةً مقدسة من فرائض الدين أي الحج؛ وذلك لأن محاربة الدين تعني محاربة قيمه التي تنهى عن قبول الذل والهوان لأعداء الله وتحث على مجابهة الاستكبار بكل أشكاله.

وتابعت الأسعد قائلة : محاربة فريضة الحج له بلا شك علاقة بالتقارب مع الصهاينة أعداء الأمة الإسلامية ؛ فإذا تأملنا في فلسفة الحج ، والتي تشدد على محاربة الشياطين ، وعدم الاستسلام لمكائدهم سنجد بلا ريب أن للحج أبعاد عميقة في فكر ووجدان الأمة. من هنا يتضح أن للصهاينة أدوات متعددة ومشاريع متنوعة هدفها الأساس الحط من الدين الأصيل ، وشعائره، وتوهين الأمة ، وتضعيفها حتى يتمكن من السيطرة على مقدراتها وخيراتها وحضارتها وقيمها.

ونوّهت سندس قائلة : على الشعوب العربية والإسلامية التصدي لهذه المؤامرة التي يحيكها الصهاينة ، والقوى الإمبريالية العالمية ؛ وذلك برفض وصاية بيت الحكم السعودي على الحرمين الشريفين ، وأن تكون إدارة هذه الشعائر بالتشارك بين عدة دول إسلامية تحرص على حرمة هذه الأماكن ، وعلى شعيرة الحج ، والعمرة ، وكذلك على قضايا المسلمين ومصالحهم. من غير المقبول لمن يصالح قتلة الأنبياء بأن يدعي حماية مصالح المسلمين؛ الصحوة ضرورية قبل فوات الأوان وإلا ضاع الدين وضاعت المقدسات وشُوِّهت هوية الأمة.

بدورها الدكتورة تقية فضائل أستاذ مساعد في جامعة صنعاء عبرت قائلة: ما تفعله السعودية هو مؤامرة مدبرة لتعطيل شعيرة الحج ، لما لهذه الشعيرة من أهمية كبيرة في توحيد المسلمين ، وجمع كلمتهم ، وتعارفهم ، وتلمس بعضهم مشاكل بعض.وغير ذلك كثير ، لأن الحج يعد مؤتمرا إسلاميا موسعا يجد المسلمون أنفسهم في حالة روحانية راقية جدا ، وصلة عظيمة بالله ، وتقارب ، وألفة ، ويحرص كل منهم على الإحسان لأخوته المسلمين ، ويتعرف على قضاياهم وغير ذلك ، كما أن الحج والأعداد الكبيرة التي تحضر لأداء هذه الفريضة ترسل رسالة للأعداء فحواها مهما فعلتم مازلنا متمسكين بديننا الإسلامي ، وسيأتي اليوم الذي نواجهكم وننتصر للمسلمين والبشرية جمعاء مما فعلتموه ، وتفعلونه على الدوام من قهر وظلم ونهب وغيرها من جرائم . هذا رغم أن كثيرا من الأمور المهمة التي تتعلق بالحج قد عطلها آل سعود ولكن تعطيل الحج كليا يعد سابقة خطيرة جدا ، لأن هذا دليل على أن التمادي يرتكز على اطمئنانهم إلى أنه لن يقف أحد في وجه مؤامراتهم المدبرة في البيت الأبيض ، أو في تل أبيب.

وأكملت فضائل موضحة علاقة منع الحج بالتقارب الصهيوني السعودي : بالتأكيد هذا أمر لا خلاف عليه ، لأن السعودية تتلقى الأوامر من أسرائيل ، وأمريكا من قبل ، وما زالت الأمور تمرر من تحت الطاولة أما اليوم ؛ فقد ظهرت أشياء كثيرة للعيان ولم يعودوا حريصين على إخفائها ، وكأنهم اطمأنوا وركنوا إلى حماية أمريكا و إسرائيل وأصبح وﻻؤهم لهم جهارا نهارا، ولم يعد يهمها أن تخالف أمر رب العزة والجلال ، أو أن تستعدي المسلمين جميع المسلمين ، لأنها عطلت ركنا من أركان الإسلام.

وتضيف الدكتورة تقية في رسالتها للدول العربية والإسلامية : ينبغي على الجميع الوقوف بقوة في وجه السعودية ، ومن وراءها ، للحفاظ على أركان الدين وعدم المساس بها ، فلابد من أن ترتفع الأصوات برفض هذه الممارسات الهادفة إلى إضعاف الدين والسعي الى محو ركن أساسي من أركان الدين شيئا فشيئا. ..وعلى الساسة والمثقفين والعلماء والجماهير الإسلامية التصدي لهذه المؤامرة كل في مجاله وبقدر ما يتاح له بيانات رفض وتنديد و مؤتمرات ومظاهرات ، و ندوات توعوية لخطورة هذه الخطوة الخطيرة وفعاليات مختلفة ومتنوعة للوقوف ضد تعطيل الحج والعمرة.

فيما أشار الكاتب الصحفي والإعلامي في قناة المسيرة الأستاذ طالب الحسني قائلاً : مامن شك أن هناك أسئلة كثيرة تُطرح على السعودية حول مشروعية منعها للحج والعمرة، وزيارة بيت الله الحرام للعام الثاني على التوالي تحت مبرر مواجهة منع تفشي فيروس كورونا ، واختيار الاغلاق والحجب كخيار وحيد ودون إجراءات كان يمنع اتخاذها !
وتدور أسئلة كثيرة حول جواز ذلك دينيا ، خاصة أنها أي السعودية فتحت الابواب للفعاليات والأمسيات الغنائية دون أن تلتفت إلى المخاطر من تفشي آل كوفيد مثلما فعلت بالنسبة للحج.

وتابع الحسني قائلاً : ثمة نقاش مكثف في العالم العربي والإسلامي عن أن أقل ما كان يوجب على السلطات السعودية أن تقوم به لجهة استشارة الدول الاسلامية ، وعقد اجتماع والخروج بقرار جماعي ، باعتبار أن الحج إلى بيت الله هو حق من حقوق المسلمين جميعا وليس من حق آل سعود وحدهم.ولقد بقيت مسألة إدارة الحج إحدى النقاط الخلافية طوال العقود الماضية ، وهناك من طالب بأن تكون الإدارة مشتركة والأحدث هذا عندما سقط ألآلاف من الحجاج شهداء في عمليات تدافعٍ موسمية ، ولكن السعودية بقيت مستمرة في التجاهل ، لكي تنفرد السعودية بذلك .

وأشار الأستاذ طالب قائلا: في عهد التقارب السعودي الاسرائيلي ، وانجرار آل سعود في دفع المنطقة إلى الصهينة والأسرلة ، ودعمها للتطبيع والتقارب مع اليهود ، وفتح المنطقة العربية لعودة انشاء المعابد كما فعلت الامارات ، فإن المخاوف من استهداف الحج وبيت الله يأتي ضمن مخطط يهودي إسرائيلي، بعد أن تم منع المسلمين من ترديد شعارات ضد اسرائيل خلال موسم الحج ، على الرغم أن واحد من مقاصد، وأهداف الحج هو البراءة من أعداء الله ورسوله والإسلام.

وضمن الرسالة التي وجهها الحسني للدول العربية والإسلامية: واجب الدول العربية والإسلامية ينصب في الدرجة الأولى على العلماء المسلمين في كل هذه البلدان ، وللأسف الشديد كان ذلك غائب باستثناء بعض العلماء في فلسطين وسوريا والعراق وايران ، ولقد كان موقف اليمن وعلماء اليمن مشرفا ، ومتقدما حين أدانوا الإغلاق والاستهداف ، وهذا أيضا يحسب للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي ، ومفتي الجمهورية اليمنية العلامة السيد شمس الدين شرف الدين.

الباحثة الاجتماعية والناشطة الإعلامية الفلسطينية الأستاذة عريب أبو صالحه تحدثت قائلة: منذ نشوء الحركة الوهابية الصهيو بريطانية في جزيرة العرب ، وهي تعمل على تشويه الاسلام وضد الاسلام ؛ فجرائم الوهابيون السعوديون كثيرة في موسم الحج ، منذ مجزرة تنومة ، وما قبلها إلى اليوم ، وكأن الحج بات مصيدة لتصفية الأبرياء من أجل السيطرة السياسية باسم الإسلام والدين …

وتابعت صالحه قائلة : ها هي اليوم تمنع موسم الحج ، وقامت باستبداله بالمراقص والنوادي الليلية ،ومن يفعل ذلك إلا اليهود اليهود !!! ما يثبت بشكل قطعي أن حكام جزيرة العرب يهود صهاينة ؛ وما يعني أن فرضية التقارب الاسرائيلي السعودي مرفوضة ما دام السعودي يهودي.

ونوّهت عريب قائلة : لا أعول ولا على أي دولة عربية إسلامية ، أن تقوم بأي شيء فعلي بخصوص هذ القضية ، لأن كل الدول العربية الإسلامية في منطقتنا إما صهيونية أو واقعة تحت سيطرة النفوذ الصهيو سعودي ؛ ماعدا المحور المقاوم منهم الخارج عن الإرادة الصهيو سعودية ، و الذي تم استهدافه ، وتدميره كما سوريا واليمن ..
وما قلناه عن الدول العربية والإسلامية ينطبق أيضا على الاتحادات والمؤسسات الإسلامية كالأزهر الشريف ، والاتحاد العام لعلماء المسلمين ..

وأشارت الناشطة عريب بقولها : الجمهورية الإسلامية الإيرانية وضعت اقتراح لم يرق لهم ، اعترضت عليه مملكة الوهابية ، وهو تداول موسم الحج سنويا بين الدول الإسلامية ، ولا يكون حكرا على السعودية ..

واختتمت صالحه قائلة : الحل الوحيد هو تطهير جزيرة العرب ، وتحرير الحرمين من هذه العائلة اليهودية الصهيونية النجسة ، ولن يتم ذلك إلا باليماني والدعم الايراني ، عندها يفتح لنا اليمنيون الحج من كل فج عميق ، وسيثبتون للكون أن الإيمان يمان والحكمة يمانية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى