أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

من أُسْتُغضِب ولم يَغضب … ! .

مجلة تحليلات العصر الدولية - مصطفى كمال طالب

البعض يسارع في التجهيز والتحضير للانتخابات والبعض يجهز لاعطاء اللبنانين حوافز تشجيعية لحثهم على الانتخابات كالبطاقة التموينية وكأنها من بيت ابيهم وورثوها عن اجدادهم

ولو كان ذالك الشخص وحاشيته يعبئون بهولاء الناس لما جعل تأخير إقرارها حتى تقترب الإنتخابات وتركهم هذه السنين بين سندان البطالة عن العمل ومطرقة الحاجات اليومية التي لا يستطيع حتى المُتمكِن الميسور الحال من تأمينها

في ظل هكذا نظام طائفي لن يكون هناك اصلاح ابدا لان نظام دولة وقوانين لا يمكن ان يقوم بسياسة التراضي والتوافق
وفي ظل اختباء كل فاسد ومختلس في عبائة طائفته وزعيمه
وطائفته تؤمن له الحماية وتدافع عنه
في هكذا ظروف لا يمكن إقامة دولة مدنية او دولة قانون او دولة يعود قرارها لشعبها وناسها

والجميع يؤكد ان اسباب إنهيار
البلد يعود لعدة اسباب اهمها
– النزاعات بين اركان السلطة على المكاسب والحصص
– الفساد المستشري في جميع الادارات
– الهندسات المالية و التي كانت على مقاسات مصالح رجال السلطة
– السياسات الاقتصادية الخاطئة
والتي ايضا كانت تأتي بما يناسب مصالح اركان السلطة
– تهريب الاموال وتجميد الودائع
– ضرب قطاعات البلد الاساسية التي هي عنوان تقدم البلد كشركة كهرباء لبنان من اجل خصخصتها ويتمكن من امتلاكها احد اركان هذه السلطة
وكما فعل بشركة طيران TMA والتي بيعت بثمن بخس لأحد اقطاب السلطة

وكذالك قطاعات النفط لتبقى بين ايديهم الفاسدة

دون ان نتناسى الدور الامريكي في الضغوط والاشراف وادارة كل هؤلاء الفاسدين في الادارات

– واضيف اليهم اهم اسباب خراب البلد وهو القضاء الفاسد والمرهون والمأجور للزعامات والسفارات

فلو اعطينا راينا بكل شفافية ومهنية لتحميل مسؤلية ما وصل اليه البلد سيكون الاتهام موجها مباشرة للمؤسسة الاقوى في هذا البلد ولراسها مباشرة

من كان في سدة الحكم في عهد
خمس عهود من الرئاسات
رئاسة رينيه معوض
والياس الهراوي
واميل لحود
وميشال سليان
والان في عهد ميشال عون

وفي ظل عشر شخصيات سياسية توالت على منصب رئيس الوزراء وبعضها شغل المنصب اكثر من مرة كرفيق الحريري الذي شكل خمس حكومات
وحكومة سليم الحص وعمر كرامي ورشيد الصلح ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وسعد الحريري وتمام سلام ومن قريب حكومة دياب التي لم تعطى اي فرصة لتعمل ولتقوم بواجباتها
والان نجيب ميقاتي

وكل تلك القروض والهبات الدولية والتي تقدر بمليارات الدولارات والتي ذهبت الى جيوب اركان السلطة
باريس 1 وباريس 2-
وسيدر الذي بلغت هباته 11 مليار دولار وغيره
وهبات السعودية التي وصلت 70 مليار
هذه المليارات وضعت بحساباتكم
دون افادة للبلد منها ويتحمل مسؤليتها ونتائجها الوخيمة المواطنين

من عايش اخطاء كل هذه الحكومات وواكبها وشاركها وشرّع كل فسادها
هو من يتحمل الوزر الاكبر
لانه عايش كل هذه الاخطاء والمخططات وهو من صادق على تشريعاتهم وسهل لهم الامور لتصل الى هذا المستوى من الانحدار .
فمن اوصل القضاء التي هي اهم ركائز قيام الدول واستمرايتها الى هذا المستوى إلا تلك المراسيم التي شًرِّعَت على مقاس شركات تعود لسياسيين في السلطة
حتى غدا القضاة عصاة على القوانين ومخالفين لكل اشكال العدالة
الامام الصدر حارب الانقسام الطائفي بين فئات المواطنين ورفض التميز بين المواطنين
وانت كرّست الطائفية قانونا وتطبيقا وفي النفوس والنقوش
وما المناكفات الشخصية وتعطيل المؤسسات الا تاكيدا لما اقوله

كان لدينا دولة انت ورفيق الحريري ووليد جنبلاط جعلتموها مغارة واتفقتم على تقاسم الايرادات كان لدينا دولة قبل مجيء رفيق الحريري واتفاقك معه على تقاسم الحصص وهو نخر اسس الدولة بعد ان جعل من الرشى لكل اركانها وموظفيها امر طبيعي وعادي
انت كرست استعباد الطائفة فبعد اربعين عاما من وجودك في الدولة لا زالت املاك مناطقك اميرية ( ولمن لا يعرف ما تعنيه هذه الكلمة انها تعني انها تتبع تتبع للزعيم الاقطاعي ونحن خدم وجواري )
فاين فكر الامام ونهج الامام وامانة الامام التي وعدت بالسير والعمل عليه

ويتصدرون العناوين للاعتراض على قاض شذ عن العدالة والمصداقية ويستصغرون عقولنا
بالخطابات المجيّشة للعصبيات الطائفية وهم قادرون بالقوانين التي شرعوها وثبتوا بها ذالك القاض ان يشرعوا قانونا بعزل نفس القاض الشاذ ولكنهم كلهم شواذ
ويتمسكون برياض سلامة وهو يدمر البلد حجرا بعد حجر ويتشدقون بالخطابات المدافعه عن حقوق الناس
ورياض سلامة واجهتهم ومدير اعمالهم وحافظ اسرارهم

حضرة الرئيس الاقوى تسلطا على البلد لقد انتظرنا منك خلال هذه الثلاث سنوات تغييرا في مسلكية الحاشية والحواشي وتجديدا لمرحلة بنائة ولكن خابت امالنا وظنوننا فما زال الجميع يعملا طبقا لمصالحه الشخصية
ويا رايح كتر القبايح

وعندما احمل المسؤلية لشخص رئيس المجلس لا يعني هذا اني ابرء الاخرين في الحكومات المتتاليه وكل اركان السلطة يتحملون مسؤلية ما وصلنا اليه
لكني اخصه بالمسؤلية لحمله مسؤلية ثقتي به وتسليمه تقرير مصيري فلم يحفظ امانة ثقتي التي اوليتها به

اما آن لك ان تتقاعد وقد بلغت من العمر عتيا وانت هنا تخالف القانون الذي تمثله و الذي حدد سن التقاعد لجميع موظفي البلد

فإن راجعنا كل ما فعلته منذ وصولك السلطة لن ينتهي بكتابة الاف الصفحات من الاخطاء المدمرة والافعال المعاكسة لما كان ينادي به الامام الصدر
مما يحثنا على الغضب
الغضب لضياع الامام والغضب لضياع افكاره ونهجه وما كان يؤمله ويخطط له
والغضب لإنتشار الحرمان ولضياع المحرومين في بلدانهم

هل يرضى اولئك الذين باعوا اخرتهم بدنيا غيرهم اولئك المستفيدون اليوم بالفتات ان تنقلب الموازين وتنتهي فترة تسلطهم فيأتي أخرون ويحكمون بنفس،الطريقة التي هم عليها
ايرضون لمستقبل ابنائهم ان يضيع كما اليوم لا حاضر لكل هذا الجيل ولا مستقبل
ايرضون ان يجحف عليهم الزعيم القادم ولا يكون على هواهم
ألا يغضبكم هذا او لا تغضبون لامال واحلام الاخرين عندما تضيع وتذهب ادراج الرياح
اما آن لهذا الغضب ان يخرج معبرا عن اراء من يريد الاستقامة والتطور والازدهار
او اننا سنبقى نيام
وحالتنا هذه تذكرني
بحديث لمدرس للغة العربية كان يعلمني في صغري يقول انه لامير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام

من استغضب ولم يغضب فهو حمار ! .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى