أحدث الأخبارشؤون آسيوية

من افغانستان الى العراق..وحدة الدرس..!

مجلة تحليلات العصر الدولية - قاسم العجرش

في نهابة عام 2010 خرجت القوات الأمريكية من العراق، إثر إتفاقية الإطار الإستراتيجي، التي ابرمتها حكومة العراق مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أنتقل فيها العراق من صفة البلد المحتل؛ بعد غزوه عام 2003 من قبل الأمريكان، الى صفة البلد كامل السيادة.
كانت تلك الإنتقالة شكلية، فالقوات الأمريكية خرجت من الباب لتعود من الشباك.
لقد كانت عودتها بمباركة من قبل حكومة العبادي، التي تصرفت خارج صلاحياتها الدستورية والقانونية، و”دعت” قوات بلد اجنبي لـ”تنتشر” في العراق، تحت عنوانين متلازمين؛ الأول هو المساعدة في الحرب على الإرهاب الداعشي، الذي أتضح فيما بعد، أنه من صنع بلد القوات المدعوة، كما صرح بذلك علانية كبار قادتها، والثاني هو تدريب القوات العراقية.
مع الإستذكار بإن الخروج الأول للقوات الأمريكية؛ كان تحت وطأة ضربات المقاومة العراقية الباسلة، والتي لم تكن تمتلك العدد والعدة والخبرة التي تمتلكها الآن، فإننا اليوم إزاء خروج حتمي للقوات الأمريكية، التي تجاوزت “كلاو”مهامها التدريبية المفترضة، وشنت هجمات متكررة على القوات العراقية، من جيش وشرطة وحشد شعبي، تحت عنوان أخطاء نيران صديقة إبتداءا، وحينما زادت وتيرة تلك الهجمات، ولم يعد بالإمكان إيجاد تبريرات مقنعة لحصولها، دخلت إسرائيل على الخط، حتى تجنب الأمريكان والحكام العراقيين العملاء الحرج..
لكن الأمريكي كشف عن وجهه القبيح بشكل سافر، يوم أرتكب جريمة قتل قادة الإنتصار، على ارض مطار بغداد الدولي، في سابقة خطيرة في أساليب إنتهاك حرمات وسيادة الدول، لم يفعلها غير الولايات المتحدة.
كيف يمكننا القول بثقة أنه خروج حتمي؟!
نقول ان السياسة الأمريكية إزاء العراق؛ لم تتغير بمجيء بايدن”العاقل الخبيث”، بديلا عن ترامب “المجنون الواضح، لأن الثابت الرئيسي للسياسة الأمريكية في المنطقة، باق هو هو، مادامت إسرائيل “الثابت المعني” باقية..
الذي تغير هو أن محور المقاومة، عدل أولوياته بعد معركة سيف القدس، مع بقاء هدف زوال إسرائيل، وفقا لتوقيت “ساعة القيامة” الرقمية المعلقة في ميدان فلسطين بالعاصمة الإيرانية طهران، والتي نصبتها إيران للعد التنازلي لتدمير إسرائيل، في حزيران 2017، ضمن احتفالات “يوم القدس” السنوية، التي تقام خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان.. واختارت الساعة جدولًا زمنيًا لتدمير إسرائيل؛ خلال 8411 يومًا، أي ما يقرب من 23 عامًا، وصولا الى العام 2044، وهو التاريخ الذي حدده قائد الثورة الإسلامية السيد الخامنئي في 2015.
التعديل المقاوماتي الجديد، هو إدخال القدس كأولوية أولى في محددات الصراع، إذ حذر أمين عام ” حزب الله” لبنان، السيد حسن نصر الله، بمناسبة الذكرى 21 لتحرير جنوبي لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، عام2000، من اندلاع “حرب إقليمية” تؤدي إلى “زوال” إسرائيل، إذا استمرت انتهاكاتها في مدينة القدس المحتلة، وأن المعادلة التي يجب أن نصل إليها؛ هي “القدس مقابل حرب إقليمية”.
التحذير ليس موجها لإسرائيل فحسب، بل هو موجه بالأساس لإمها وابيها، الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وعلائم الإنهزام الغربي الأمريكي، باتت بادية في كل تصرف يقوم به الإستكبار العالمي، والإنسحاب الأمريكي من أفغانستان، كان هزيمة بكل المقاييس، والهزيمة للتحالف الصهيو امريكي عربي في اليمن؛ قاب قوسين أو أدنى، وهنا في العراق تتنظرهم أيام سود، إذا لم يلملموا “جوالاتهم” ويرحلوا، وبيان الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة العراقية كان واضح جدا، والطرق على الرأس خير وسيلة..
كلام قبل السلام: على “جميع” عملاء أمريكا في العراق؛ أن يراقبوا المشهد الأفغاني الراهن، ويأخذوا العظة منه، فنهاية العملاء واحدة..!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى