أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

من الرابح في حادثة اعتقال قاسم مصلح

مجلة تحليلات العصر الدولية

من يتابع الاحداث في العراق يلاحظ انها ترتبط بعضها بالاخر وكانها سلسلة حديدية .
يقتل ناشط ..
يصوب مراسل ..
يتظاهر مجموعة ممن يريدون وطن يطالبون بدم المقتول …
تتصدى لهم القوات الامنية بقوة بعد ان فاحت ريحة التخريب والاعتداء على رجال الامن ..
الحكومة تعد المتظاهرين بمتابعة قتلة الناشط ايهاب الوزني ومقاضاتهم …
القاء القبض على احد قيادات الحشد الشعبي بقتل الوزني على خلفية شكوى من اهله يتهمونه بتهديد المجني عليه قبل جريمة الاغتيال ..
الحشد الشعبي يحشد قواته ويطوق المنطقة الخضراء يطالب باطلاق سراح المصلح ..
الكاظمي تثور حفيضته ويتوعد بالاستقالة ..
الكاظمي يطلق سراح المصلح ..
تنسحب قوات الحشد وتفتح ابواب الخضراء بعد ان اصفر لونها ..
من هو الرابح ومن هو الخاسر ومن هو المستفيد .. والعراق الى اين؟ .
الرابح : امريكا واسرائيل ودول الشر الاقليمي الذين يتحكمون بالشارع العراقي من خلال الاعلام المغرض وشلة من السفلة اصحاب المواقف مدفوعة الثمن الذين يبحثون عن وطن مزعوم ليس فيه قيم ولا اخلاق ولامبادئ ولااهداف سوى هدف واحد هو تنفيذ اجندة تخريب العراق . .
اما من هو المستفيد : المستفيد هم الذين يتصيدون بالماء العكر الذين يريدون اضعاف النظام وتاجيل الانتخابات وتشويه صورة الحشد الشعبي تمهيدا للقضاء عليه وتحويله الى جهاز كباقي الاجهزة الامنية الفاسدة والغير مفيدة.
اما من هو الخاسر ؟ فهم ابناء الوسط والجنوب الشيعة .. الذين ينظرون الى مشروعهم الاستراتيجي مشروع الحشد الشعبي المقدس وهو يتحول الى ورقة رابحة بيد الكاظمي ليتخلص من تبعات قتل الناشطين ويرمي الحجر في سلة الحشد الشعبي ليوحي للمغرضين ان من يقتل الناشطين هم الحشد الشعبي وهو بذلك يضرب ثلاث عصافير بحجر واحد ..
الاول : تشويه صورة الحشد واعتباره مليشيات مسلحة غير مسيطر عليها .
الثاني : ارضاء اسياده الامريكان وهو ينفذ اوامرهم التي تقضي باستفزاز قيادة الحشد الانفعالية .
والثالث : ضرب القوى السياسية الشيعية واضعاف موقفهم وتاجيل الانتخابات لتفويت الفرصة عليهم واعطاء الوقت الكافي لاعداءهم لترتيب اوراقهم الانتخابية .
و في هذه الحادثة استطاع الكاظمي ان يجره الى ميدان مواجهة غير مبررة بعد ان تم دراسة الافق الذي تفكر به قيادة الحشد والتفكك الداخلي الذي اصابه بعد شهادة مهندسه ومؤسسه ..
ان ردود الفعل المتشنجة والتي ادت الى اتخاذ قرار شل الحركة في المنطقة الخضراء رسالة خاطئة من قيادة الحشد الشعبي لانهم اصبحوا بمواجهة مع ابناء جلدتهم (قيادة الفرقة الخاصة) وجعلوهم امام خيار المواجهة الدموية او الاستيلام ولعل استسلام ابطال الفرقة الخاصة ليس من موقع الجبن او عدم القدرة على المواجهة .. ولكن حقنا للدماء وهذا مالم يفكر به قادة هيئة الحشد الشعبي عندما اصدروا اوامرهم باسقاط هيبة الدولة لا هيبة الكاظمي .
كان من المفروض ان تتحلى قيادة الحشد الشعبي بالصبر والحكمة وان تلجا الى الطرق القانونية والسياسية والسلمية بعيدا عن اظهار القوة وابراز العضلات
لكي تفوت الفرصة على من وضع لها هذا الفخ الذي جعلها امام تحدي كان بالامكان ان يحدث خللا في بنية النظام السياسي او اصتدام بين القوات الامنية يجعل سمعة الحشد الشعبي في متناول الافواه المغرضة ويوقع السيف بين ابنائنا وبالنتيجة سيكون المقاتلين الضحية وليست الكاظمي او ابو ارغيف .
ان على قيادة الحشد الشعبي النظر بجدية الى ان قانونية وجود الحشد ضرورية كجزء من جسم المؤسسة الامنية ومثل هكذا تمرد على القانون بدون اتخاذ الخطوات والمقدمات الازمة خطر يهدد وجود الحشد ويفقده حتى شعبيته .
الحشد يجب ان يكون امان للجميع حتى السنة والاكراد ومدافع عن الجميع ويحترم القوانين والاعراف الدبلماسية التي لاتتقاطع مع اهدافه ومبادئه الرسالية .
كان الأجدر بالحشد إخراج قوته الجماهيرية بدل من قوته الرسمية
او القوة البديلة للحشد وهي فصائل المقاومة وتكون قيادته بدور الوسيط لتهدئة الاوضاع
وبعد استجابة الحكومة للمطالب الثلاثة التي يطالب بها الجمهور ….
ان ماحدث ليلة امس نوع من انواع التمرد الذي يجب ان تنجر له قيادة الحشد الحكيمة .
ان العراقيين الشرفاء ينظرون الى الحشد على انه ناصرهم ومعينهم ومخلصهم من كيد العدو الذي يتربص بهم الدوائر .
فعلى قيادة الحشد ان تكون رسائلها رسائل اطمئنان ومحبة وقوة تنصر المظلوم ويد تضرب كل من تسول له نفسه النيل من امن وسيادة العراق.
اما السؤال المهم المطروح في هذه المرحلة …العراق الى اين؟؟
على الفعاليات السياسية الحاكمة مراجعة نفسها والجلوس على طاولة مستطيلة بين فرقائها لدراسة الاوضاع التي وصل اليها العراق وماهي السبل الكفيلة لمعالجة التردي السياسي والاقتصادي وحتى الاجتماعي وهذا ما سنجيب عليه في مقال لاحق .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى