أحدث الأخبار

من زيارتي لطهران

*العرض الأول*
✍️/المحامي صادق عايض الجابري

من بلد اللوز والفستق والورد والعنمبر ,من أرض ملوك بني ساسان والاكاسرة الكبار يعبق في جوانبها هواء الحضارات التي سافرت من هنا الى العالم علي جنبات الطرق تتخيل اقدام حوافر خيل ابو مسلم الخرساني والمهلب والمنتصر البويهي والسلاجقة ورحلة الأتراك نحوالشرق والمغول.

علماء الفلسفة والفقة والهندسة والفلك , كأنك تنظر زواياهم هنا وهناك
لكن أجواء كربلاء وحضور السيد الحسين تغطي ألوان المكان ورسامات الصور وموسيقة الأصوات.
-اخاف أن أصف مشاعري الروحية وذاكرتي التاريخية فتغلب علي المهمة الاصلية المتعلقة بهذة الزيارة.

نعود
👈🏻وصلت ضيفا لدى الأستاذ الدكتور السيد الخاتمي رئيس الجمهورية السابق هامة من هامات العلم والسياسة وشخصية ظاهرها هدؤ وسكينة وباطنها علم وخبرة عظيمة وابتسامات تتحدث بكم من الرموز والإشارات الحفاوة والاستقبال التي لقيتها زادتني عزة وفخر انني اتشارك مع هؤلاء نفس الدين والهوية والقيم وعرفت مكانة الإحترام التي يحظى بها جدي فزاد فخري واعتزازي بجدي الذي لاتساوية أي ثروة في العالم.

👈🏻في المساء كانت جلسة مع رجال الدين والسياسة بعضهم من رجال الثورة الأوائل فكانت الدهشة,
باشرني احدهم وهو يقصدني حصرا بحديث ممزوج ببعض الإبتسامات والاستغرابات قائلا : لماذا معظم العرب يعادون ثورتنا وتوجهنا ويعملون بكل ما لديهم من قوة علي ايذائنا ومن فكر لتكفيرنا ومن مال لحصارنا واثارة الفوضي في دولتنا وتشوية مكانتنا واخلاقنا وقيمنا بالكذب امام العالم وشعوبهم.


ومالذي ضرهم من ثورتنا قبل الثورة كانت إيران حارس او شرطي الغرب وامريكا في المنطقة وتحت حكم نظام لا يرتبط لدينة ولا قوميتة ولا قضايا امتة بشئ بل كان حارسا مطيعا للغرب وأمريكا قمنا بالثورة علية واطحنا بنظام الشاه العميل واسسنا عهدا جديدا من الحرية والاستقلال , إيران الثورة والإسلام ووضعنا دستور دين الدولة الإسلام والشريعة الإسلامية مصدر التشريع واللغة العربية اللغه الرسمية الثانية
وقررنا الوقوف الي جانب قضايا الأمة الإسلامية ومحيطنا العربي وجعلنا قضية فلسطين هي القضية الام والهامة والأساسية في مناهجنا وتوجهاتنا وسياستنا ومساندة الشعوب المظلومة لتحصل علي حقوقها وأمريكا وإسرائيل العدو الاول مبادئ يفرضها علينا ديننا وقيمنا واخلاقنا وانتمائنا.

ولم نساوم أو نتاجر أو نقايض واضحين في كل هذا في كل توجهاتنا وعلاقاتنا نحاصر من اجلها ونموت في سبيلها وربطنا مصيرنا ومصير دولتنا وامتنا بهذة المبادئ , وتحملنا حصار وعقوبات علي مدي اكثر من نصف قرن فقدنا اكثر من مليون شهيد في حرب عبثية ظالمة فرضت علينا ثمان سنوات دفع لها العرب المال والرجال والمليارات لشراء الأسلحة ضدنا وتشوية سمعتنا في كل مكان.

كنا قادرين التخلي عن هذه المبادئ ونعيش ويعيش شعبنا برفاهية لدينا الثروات والامكانيات لان نصير الدولي الأولي والاغنى في المنطقة المطلوب منا التخلي عن هذة المبادئ وهذه التوجهات عن عداء إسرائيل وعن القضية الفلسطينية عن مضايقة التدخلات الأمريكية والغربية وبامكاننا فعل ذلك, فلم نجني من هذة التدخلات أرباحا أو عوائد مالية إلا اننا نخسر أرواحنا ومن حياتنا وسيادتنا ودخلنا ومكانتنا.

-اليست أمريكا هي من تشعل الحروب بين العرب وتنهب ثرواتهم وتقسمهم وتدعم إسرائيل ضدهم ,
اليست اسرائيل هي عدو العرب الأول والمحتل لارضهم ولمقداساتهم وذاق العرب الحرب والتهجير والتشريد…و….و…

👈🏻نحن نواجه نفس الاعداء ونتشارك نفس الهموم ونسير بنفس الطرق لماذا تعتبرونا اعدائكم وان الخطر قادم عليكم منا هل يقبل هذا منطق وعقل.

👈🏻انتم ادخلتم الغرب وامريكا الى لبنان وسوريا وأفغانستان والعراق وتواصلون جلبهم الي اليمن وليبيا والسودان وينطلقون من ارضكم وقواعدهم فيها وفي بحارها انظر لتلك الدول التي دخلها التدخل الغربي الأمريكي كيف حالها واحوال شعوبها.

=ثم ياتي الفاشلون المنبطحون من الساسة والمفكرين يقولون السبب إيران بأي عقل يفكرون!!

-هل اطلقت إيران طلقة رصاصة أو تدخل جندي منها في احتلال وتدمير أفغانستان والعراق !!

هل الفوضي والتدخل العسكري علي اليمن وتدمير بنيتة وافقارة وقتلة وحصارة كانت بطائرات وقاذفات ايرانية وكذلك في ليبيا !!


-لدينا مبادئ ثورية تحريرية لاتقبل الذل والتبعية والوصاية والظلم في أي مكان تنبع من ديننا الإسلامي الحنيف نقف شامخين في الدفاع عنها حتى النهاية وهي مبادئ لانختلف ولايختلف نحن وانتم وشعبنا وشعوبكم ماالذي يمنع أن نتوحد ونتعاون محتفضا كلا منا بمذهبة بقوميتة بخصوصيتة بسيادتة دون تدخل أي طرف منا في هذا.
اما أن تساعدونا في حمل هذة المسؤلية أو فخلوا بيننا وبين اعدائنا لاتظرونا ولاتقفوا في صف عدونا.
فأبتسمت في وجه المستضيف المتحدث وقلت : انتم كنتم اهم عائق امام وحدتنا العربية. ثورتكم لمست معتقداتنا ومذاهبها ونسيجنا القومي والاجتماعي وتهديداتكم وتصريحاتكم سببت انفاق اكثر من نصف دخلنا وثرواتنا في شراء الأسلحة وانظمة الدفاع وحضور القوات والقواعد الأجنبية للمنطقة وتقاربنا مع أعادئنا وتدخلاتكم في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن اظر بقضايا هذة الشعوب وهذة الدول , فعلتم كذا….وكذا….وكذا…..

-كيف يمكن نتعاون اونتحد اونجتمع علي اهم المواقف ولم نستطيع أن نزيل هواجس ومخاوف تحركاتكم وطموحاتكم.

-لا يمكن اقبل النقاش في تبرير هذة الأسباب قبل أن اعرف
(ماهي اهدافكم من التدخل في العراق واليمن وسوريا ولبنان وفلسطين وهل هذة المخاوف لاتلحق ضررا بنا ولا بمبادئنا الدينية والقومية وسيادتنا علي شعوبنا وأرضنا )

انا استمع لك بعناية.

قاطعنا المضيف صاحب المكان فقال حان وقت العشاء وبعد ذلك سوف يكون الحديث طويل.

انتظرونا في العرض القادم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى