أحدث الأخبارالعراقشؤون آسيوية

من طوكيو الى بغداد …ماك آرثر لن يعود

مجلة تحليلات العصر الدولية

بقلم: د. سعد عبيد حسين

منذ استسلام اليابان أمام دول الحلفاء في 2\9\1945, كان الدول المحورية في قيادة الحرب العالمية الثانية, تفكر قبل تاريخ الاستسلام هذا باكثر من شهرين , وفي شروط تسليم مجرمي الحرب, وهو ماحصل في مؤتمر عقد بين إنجلترا, والولايات المتحدة الأمريكية, وروسيا, وتناوش وزراء خارجياتها –في موسكو- الحديث عن شروط الاستسلام والتسليم بعد نهاية الحرب, هذا الذي جعل قائد قوات الحلفاء في اليابان, الأمريكي (Douglas MacArthu) والمشهور بعناده, أن يقفز بفكره من على كل ماجاء بهذا المؤتمر , بل تجاوز كل ما من شانه أن يكون مدعاة لرسو العدالة الجنائية الدولية متجاهلا كل ناحية من النواحي القانونية والانسانية والدولية, بل تجاهل آراء كل المؤتمرين, حتى أصدر بعد شهر من هذا المؤتمر إعلاناً مُؤدّاه إنشاء محكمة عسكرية دولية لمحاكمة جرائم ومجرمي الحرب في بلاد الشرق الاقصى, ولعل هاجس خوفه من دخول موسكو وقادتها العسكريون على خط المحاكمة – إذ سبقتها محاكمة نورمبرغ في المانيا-, بل وخوفه من ضياع احلامه السياسية وما قد يحصل عليه من مواثيق واتفاقيات ستعقد مع اليابان في حالة استسلامها وخروجها من الحرب خاسرة, وهو ماحصل بالفعل, وتم استسلام امبراطور اليابان (هيرو هيتو) ومجموعة من الضباط اليابانيين, ومن هنا بدأت الولايات المتحدة الامريكية بروحية وفكر القائد العسكري( ماك آرثر) لتحصد ماكانت تحلم به من وضع قواعد ومواضع آلاف الاقدام في الشرق عموما, ويمكن القول هنا أن السياسة لها دورا كبيرا, وكانت اللاعب الاصلي والاساسي في هذه المحاكمات, حيث تم إستبعاد الامبراطور ( هيرو هيتو) كمجرم حرب – وذهبت الجرائم والمجرمون أدراج الرياح, بل كانت كذبة- مقابل عقده معاهدة (إستسلام بلاده) دون قيد أو شرط, ومن هنا اتضح ان هدف الدول المنتصرة- دول الحلفاء- ضمان تعاون سياسي حقيقي بينه – آرثر- وبين الادارة اليابانية الحاكمة التي تسلمت الادارة بعد نهاية الحرب وهو الامبراطور المفرج عنه طبعاً, ووفقا للشروط التي ادرجا ووضعها آرثر, وهنا باتت امريكا تصول وتجول في اليابان , وبعد إنشاء وسيطرة امريكا على كل مفاصل الادارة اليابانية حتى يومنا هذا, تصور ان الادارة الامريكة منذ ضربة هيروشيما وناكازاكي, وحتى يومنا هذا يزعجها الاحتفال بضحايا القنبلة الامريكية على تلكما المدينتين اليبانيتين, والعجيب انها تضع مراسم واسلوب التعامل مع الاحتفال لذا تراه باهتا لا طعم فيه, فهنا ذروة الاستسلام والخنوع من تلك الاتفاقية.
• امسى, وبات, وأصبح, وبقي الحلم الأمريكي يراود استراتيجية وفكر السياسي الامريكي في تكرار واقتناص الفرص (الطوك- هيتوية) لأكثر من (75عاماً) ويبحثو في جغرافية الخواصر المرنة والسهلة والمكشوفة, لسهامهم الطائشة لصيد طائش, إلا أنهم بدأو يدركون مخاطر ذلك التصرف ووعي الشعوب وتحرر الدول الشرقية عموماً, والشرق الاوسطية خصوصاً- كما يسموها- من نير الاستعمار الكلاسيكي, بدأ بِنَحْتِ وحفر أفكار شيطانية ليضعوها بجماجم حكام وشعوب الصيد الطائش, لذا انك ترى أن كل مايدور في العالم اليوم من حروب ومشاكل إقتصادية, ومناحرات سياسية على المستوى الوطني والدولي, الا وترى هناك رائحة صهيو-أمريكية, ومايحل بالشرق الاوسط ولأكثر من أربعين عاما, ما هو الا نتيجة لهذا الفكر الشيطاني المتمرد على الانسانية, بل حتى على وحي السماء, فماذا ننتظر منه سوى أفكار( أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (الاعراف (14)
• كادت خيمة سفوان( صفوان) في حرب الخليج الثانية- كما يسميها الاعلام- بمثابة ولادة وبعث روح الفكرة ( الآرثروية) , عسى ان تلد هذه الخيمة ولادة هيرو هيتو جديد, او قد تحول العراق الى يابان, لكن هذا التحويل, أو التحول لا بالتطور التكنلوجي, بل بالذل والخنوع وانطباق قيمنا على مقاسات الدونية الامريكية, الاّ ان الولايات المتحدة وعلى الرغم من أنها بدأت لعبتها وأطالت بعمر البقاء الصدامي, بقمع الانتفاضة الشعبانية-وفي حديثها شجون- إلا انها تدرك أن الشعب العراقي في غالبية أطيافه لايرضى الذل, او المساومة على القيم السائدة, وخصوصاً, من يحمل فكر الاصلاح الكوني , ويعتقد بوجود مركز ذلك الاصلاح في بلده- كوفة العراق , وعراق الكوفة- فحتما سيكون النسيج والزي الذي تروم رميه- الصهيو امريكية- على اكتاف من يتحمل ويرضى (بالهيروهيتية, والطوكيوية), فهو زي ونسيج , ببزة عسكرية وقبعة (مارك آرثروية), ومن هنا وبعد اكثر من (75) عاماً تَتَحَلّم امريكا, بانها ستحقق حلمها, بلا هيروشيما وناكازاكي, والقول هنا, لايتحقق حلمها باذن الله, لو كررت ذلك الف مرة, ودونكم ال (bomb mother) التي ترنحت عل رأس بغداد بعد الخيمة, والخبراء العسكريون يقولون على الرغم من ان القنبلة هذه كانت تزن مايقارب العشرين طناً, الا أن مالقي على العراق – خلال شهر الاحتلال- كان اكثر من تأثير القنبلة التي القيت على المدينتين اليابانيتين ب(20) ضعفاَ, ولا زال العراقيون يرفضون الاحتلال, فاين طوكيو من بغداد.
• في عام 2011 وعلى الرغم مما كتبه وتعامل به الطرفان _ العراقي الامريكي_ من علامات وارهاصات ورؤى غير متكافئة, ونتج مايسمى بالاستراتيجة الامنية أو الإنسحاب- بغض النظرعن التسمية, أو عن كونها اتفاقية ام غيرها, حسب وجهات النظر القانونية لمختلفة- إلا أن أمريكا لم تفي بما كتبت, فعلى الرغم من أنها محتلة للعراق امام مرأى ومسمع المجتمع الدولي, فهي متكبرة ولم ترغب بالخروج بعد- بالعراقي عينك عينك- إذ رأت الشعب العراقي شعبا محيراً, وبالخصوص ماجسده أصحاب الأصالة , وعشاق الفتوى, وروح الجهاد المحمدي الاصيل بمعية أخوانهم في خطوط المقاومة كل حسب رميته وتسديده وموقعه وهدفه على المديين القريب والبعيد, فَزَّتْ- امريكا- من نومتها وأحلامها, وبدأت بتحريك رقعها ورقاعها لتستر نفسها ولترتق فتقات عيوبها, باجساد الصيد الطائش, وقد تنجح في تفصال بزات الحكم الطائش, ومن ثم تتزيا بها مجموعة التفاوض الجديد مع أمريكا, عسى ان يعود ماك ارثر, أو تنج انسانية وجبن وخنوع (هيتو), ولكني سأخبركم عن قريب بأن بغداد لاتشبه طوكيو, ولا رجال العهد والصدق, وان كانو حفاة فقراء أن يكونو مثل امبراطور اليابان, الا أنهم اباطرة عصر الإنتظار محالة عليهم الهيرهيتوية, لانهم ارتشفو من كوزٍ عرْوَتَيْه سيستانية خامنئية, هذا قولي ورأيي, فلم الإمتعاض, وانتظرو لأي الجملتين سيكون النصر ,ألهذه ( لم تخرج أمريكا بعد) أم لهذه ( لن تبقى امريكا), …لن يعود مارك آرثر, إذ لا طريق من طوكيو الى بغداد,

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى