أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعوديةايرانمحور المقاومة

من عاصفة الحزم إلى أيام الحسم.. السعودية تقدم أوراق اعتمادها شريكاً في الحرب ضد ايران

الدكتور محمد بكر

كان من الصعب أن تنخرط السعودية بشكل مباشر وتركب موجة التطبيع رسمياً كما فعلت الإمارات والبحرين، فخدمة الحرمين الشريفين والموقع الديني يمنعان إعلاناً رسمياً للسلام مع إسرائيل، ضمناً تبصم المملكة بالعشرة لأي تحالف مع الكيان الصهيوني ضد إيران، والزيارات السابقة واللقاءات بين شخصيات سعودية ومسؤولين إسرائيليين هي رُسمت أساساً باليد السعودية الرسمية، مالم تستطع المملكة قوله مباشرة في مسلسل التطبيع، قاله الملك سلمان جهاراً نهاراً في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، كلام العاهل السعودي كان بمنزلة تقديم أوراق اعتماده لترامب شريكاً في اي حرب على إيران، وتكثيف الضغوط الدولية على إيران لمنع امتلاكها أسلحة الدمار الشامل ومنعها من دعم الإرهاب كما قال الملك، وتوجيه السهام نحو حزب الله بصفته خطراً على السياسات الدولية التي تقودها واشنطن هو إيذانٌ بانطلاقة مرحلة جديدة من الصراع، وكشفٌ علني للأبعاد المتقدمة لفعل التطبيع، ونسفٌ لكل ماقيل بأن خطوة الإمارات والبحرين كانت لوقف قرار الضم الإسرائيلي لأجزاء من الضفة الغربية، فكل التحشيد وبناء التحالفات المسماة زوراً اتفاقات سلام هي لتحضير المواجهة والنيل من إيران.رفع سقف الرد الإيراني على خطاب الملك سلمان لمستوى ان الأخير يهذي وحوّل السعودية لبلد وضيع ومخلوق حقير، هو يدلل على مدى الثقة الإيرانية بقدراتها من جهة، وإدراكاً لمرحلة بعينها لايجدي فيها الكلام الناعم ولغة الدبلوماسية من جهة أخرى، فربما اتخذ قرار المواجهة فعلاً، وكل مانشهده ربما هي اللمسات الأخيرة لإشعال الحرب.يدرك خصوم طهران ان الأخيرة “تمادت” كثيراً في إدارة الظهر عن كل نداءات تخفيض القدرات والدخول في مفاوضات تحد من القدرات العسكرية  الإيرانية، وكذلك حضور طهران الفاعل في جبهات عديدة استطاعت أن تشكل مصدر إزعاج لخصومها سواء السعودي وتهاوي عاصفة حزمه في اليمن بفعل الدعم الإيراني، أو الإسرائيلي وفشل مطالباته بانسحاب إيران من سورية، أو الأميركي والحساب الذي لم يُغلق مع طهران بعد اغتيال الجنرال سليماني ودور الأخيرة في التخطيط والتحضير لاستهداف التواجد الأميركي في المنطقة ولاسيما العراق.آليات المواجهة مع طهران من منظور خصومها قد تأخذ شكلين اثنين :آليات غير مباشرة ربما يسعى فيها الخصوم نحو الاستمرار في محاولات إشعال الداخل الإيراني وإغراقه بمجاميع مسلحة، في سيناريو مشابه لسورية، لكن فشل المحاولات السابقة في أكثر من مناسبة لتحقيق الهدف المنشود، ربما يُسرّع العمل نحو تنفيذ الآليات المباشرة، وهو استهداف مشترك أميركي إسرائيلي خليجي لمواقع إيرانية في سورية او في العمق الإيراني، في محاولة ” لتأديب” إيران وكسر الصلابة في موقفها.عاصفة الحزم السعودية في اليمن تتحول نحو ” أيام الحسم”، تشكل فيها السعودية عضواً فاعلاً في تحالف الحرب على إيران، وترى فيه فرصة للتغطية على كثير من الانتكاسات العسكرية والسياسية، وبوابة لعودة الحضور الإقليمي الوازن للمملكة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى