أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

من وراء اعتقال قيادات في الحشد الشعبي العراقي المقدس

مجلة تحليلات العصر الدولية

من المؤسف ان يتم التعامل مع قيادات وطنية من الحشد الشعبي العراقي المقدس بهذا الأسلوب الصفيق وباوامر تملى على الحكومة العراقية من الخارج. الحشد الشعبي هو مؤسسة امنية متكاملة حاله حال الداخلية والدفاع في العراق. وخاضعة لقانون مشرع من قبل البرلمان العراقي ويشارك القوى الامنية الرسمية الاخرى في قراءة الامن القومي للدولة. العراق بحكم كونه الذي يكاد ان يكون بلد مبعثر بلا دولة، وتديره حكومة لايمس ولائها تربته اكثر ما يمزقها الولاء للقوميات والمذاهب والاحزاب. جعلت الانسان فيه يعيش في دولة لايتوفر فيها الاطمئنان على سلامة وجوده وعيشه ليكون شعوره الدائم هو الخوف من مجهول سيولد في عتمة ظلام كعودة داعش او عودة البعث لقيادة العراق. هنا لابد للمواطن ان يجد قوة تحميه كي يموت عنده هذا الشعور ويستبدله بالامان.

تجربة الحشد الشعبي هي ليست بالفكرة الحديثة أسرته كتل سياسية شيعية بل وجدت قبلها صحوة العشائر في الانبار. ووجدت البيشمركة بعقود من الزمن في كردستان. وعندما كان اقليم كردستان ولايزال متمردا على المركز. هذا التمرد هو ليس مصدره قوة الحزبيين في شمال العراق بقدر مايستمده من قوة البيشمركة والاسايس اللذان اوجدهما الحزبان وتدفع رواتبهم من الميزانية السنوية العراقية، ولكن لا تسمع حسيسا لهذا التمرد مقابل ما الصقت من تهم بالحشد الشعبي لتسقيطه حين كان يعطي دماء شابة زكية لتحرير الموصل والانبار وتكريت من داعش.

ربما هناك من يقول ان الحشد الشعبي هي استنساخ لتجربة الحرس الثوري في ايران. الحرس الثوري الايراني انشأه السيد الامام الخميني واوكل اليه حماية الامن الايراني في المياه الإقليمية او في الجرف القاري الايراني العالمي- من شمال الخليج نزولا حتى شمال بحر عمان والمحيط الهندي- بعد ان تمزق الجيش الايراني برحيل الشاه وجاءت الحرب العراقية الايرانية لتكمل تمزيق المتبقي منه. الحرس الثوري هو قوة امنية لها باعها في حفظ الامن الايراني تحت قيادة السيد الخامنئي دام ظله. اما الحشد الشعبي فقد اوجدته الفتوى المقدسة للسيد السيستاني بعد ان انهارت فيالق الجيش العراقي امام اعداد صغيرة من داعش نتيجة مساعدة بيشمركة كردستان لداعش والخيانات الداخلية في الجيش العراقي ليس الا، لعدم وجود الولاء الكامل فيه للوطن. التعرض للحشد الشعبي واعتقال قياداته ليس بالامر السطحي الذي يهمل ولا هو بالسابقة التي يمكن تلافيها بل سبقته تعرضات مبرمجة. وما الكاظمي او ابو رغيف في أخر مسلسل لهذه التعرضات الا ادوات تنفيذ ضمن برنامج الإهانة المعد سلفا او بكلام أخر ان الكاظمي وابو غريف هما ثورا حراثة ليس لها ان يعملا الا ما يؤمران به طائعين والنير في رقبتهما.

الجذور الحقيقة للازمة ترجع الى ايام قلائل قبل ايقاف الحرب بين اسرائيل وغزة. فقد حرك القياديون في الحشد الشعبي فصائل منه الى جنوب لبنان إستعدادا لدخول معركة الى جانب حزب الله ضد اسرائيل لولا ان طلبت الاخيرة وقف اطلاق النار بعد ان ادركت صعوبة ادارة الموقف عسكريا، اذا فتح حزب الله وفصائل من الحشد الشعبي العراقي جبهة حرب جنوب لبنان. التي ربما تكون بمثابة مشاغلة للقوات الاسرائيلية واتعابها ريثما تصل قوى شعبية متطوعة من الاردن وايران وتركيا وسوريا وباكستان تغرق ساحة الحرب برجال عقائديين وهم من كل صوب وحدب ينسلون وتكون نهاية اسرائيل.

القياديون في الحشد الشعبي صدر قرار اعتقالهم قبل ايام وسلم الى الكاظمي. الا ان توقيت الاعتقال كان مرهون بايجاد الوقت والعذر المناسبين اللذان اجلا الاعتقال الى هذا الحين الذي تزامن مع منع الحشد الشعبي قوات امريكية تحمي قوة داعشية داخلة الى الحدود العراقية قادمة من سورية. فجاءت الاوامر الى الكاظمي لقد اوجدنا لك العذر والوقت المناسب وما مهمتك الان هي الا الاعتقال والصاق التهم بالمعتقلين ليكتمل السيناريو الذي هو اما اهانة الحشد الذي كان على أبواب الحرب مع اسرائيل او اشعال فتنة شيعية شيعية داخلية وربما هي الافضل للذي يريد تقريب النار من برميل البارود كي ينفجر الشارع العراقي في حرب اهلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى