أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

من وراء تصاعد الاتهامات للحشد ولماذا ؟

مجلة تحليلات العصر - أياد السماوي

منذ يومين والرأي العام العراقي يتابع باهتمام بالغ تطورات حادث قرية الفرحاتية الذي ذهب ضحيته ثمانية من المواطنين الأبرياء من أهالي المنطقة معظهم من الأجهزة الأمنية .. فلا زالت تداعيات الحادث السياسية والأمنية وانعكاساته تلقي بظلالها على وحدة بلدنا وشعبنا , حيث تصاعدت خلال هذه اليومين الماضيين دعوات عملاء أمريكا ومن يدور في فلكها في المطالبة بإنشاء الإقليم السنّي الذي تدفع له قوى دولية وإقليمية وداخلية , كمخرج لإيقاف بحسب اعتقاد هؤلاء العملاء , عمليات القتل والخطف والتهجير القسري الذي تمارسه المليشيات المسلّحة المنفلته التابعة لإيران ضدّ أبناء سنّة العراق .. والمقصود هنا بالمليشيات المنفلتة هي قوات وألوية الحشد الشعبي التي قاتلت الإرهاب في محافظات الغرب العراقي وحرّرته من قبضة داعش بعد أن سقطت بالكامل بيد داعش , ولا زالت تقاتل داعش حتى اللحظة وتقدّم يوميا قوافل من الشهداء حتى لا تسقط هذه المحافظات مرّة أخرى بيد الإرهاب .. كاتب هذا المقال تحدّث يوم أمس مع عدد من الشخصيات السياسية السنيّة وشخصيات عسكرية وكذلل محافظ صلاح الدين حول الحادث وتداعياته , وللأمانة التاريخية أنّ جميع من تحدّثت معهم حول الحادث كانوا على أعلى درجات اليقضة والحس الوطني فيما يتعلّق بتفويت الفرصة على المترّبصين من أعداء بلدنا وشعبنا , مدركين تماما أبعاد ما تخطط له القوى الدولية والإقليمية وبعض القوى الداخلية التي تدفع باتجاه الانفصال ..
وحادث الفرحاتية المؤلم يجب أن لا يمرّ مرور الكرام ويجب أن يطلّع الشعب والرأي العام العراقي على نتائج التحقيق الذي قامت به الحكومة , ليكون دافعا للجميع في الحفاظ على وحدة بلدنا وشعبنا في الوقوف والتصدي للإرهاب الذي نشط خلال هذه الفترة .. وليعلم الجميع أنّ محاولات توجيه الاتهامات للحشد الشعبي الذي يقاتل الإرهاب ويقدّم الشهداء كلّ يوم , بارتكاب جرائم قتل وخطف ضدّ المدنيين العزّل والمطالبة بسحبه من محافظات الغرب العراقي , هو هدف تقف وراءه أجندات دولية وإقليمية وداخلية تسعى إلى سحب قوات الحشد الشعبي وألويته المقاتلة من المحافظات الغربية , تمهيدا لاستبداله بقوات أمريكية وسعودية تحت ذريعة حماية المكوّن السنّي من بطش مليشيات إيران المنفلتة , ومن ثمّ تهيئة المناخ والأرضية لإعلان الإقليم السني تحت حماية القوات الأمريكية .. فجميع من يقف وراء هذه الاتهامات الموّجهة للحشد الشعبي هم دعاة الإقليم السنّي الذي يراد له أن يكون قاعدة لأمريكا وإسرائيل في المنطقة .. وبالمقابل فلا بدّ لرئيس هيئة أركان الحشد الشعبي بموجب الصلاحيات القانونية الممنوحة له من الوقوف على حقيقة ما يشاع من اتهامات تتعلّق بقيام بعض الأفراد المتسللين للحشد بأخذ الأتاوات من الناس وتهديدهم , كذلك الوقوف على حقيقة ما يشاع عن مشاريع اقتصادية تقف ورائها جهات تنتمي للحشد .. فمثل هذه الاتهامات إن صحّت , من الممكن أن تستغل من أعداء العراق وأعداء الحشد الذي قدّم آلاف الشهداء في الدفاع عن الوطن والتصدّي للإرهاب لتمرير أجنداتهم الشيطانية .. في وقت كان أغلب هؤلاء الذين يطالبون الآن برحيل الحشد عن محافظاتهم يقضون الليالي الحمراء في فنادق يبلاروسيا والأمارات والأردن وباقي دول العالم .. وليعلم الجميع أنّ مهمة الحشد الشعبي سواء كان في المحافظات الغربية أو في أيّة بقعة من العراق هي التصدّي للإرهاب والدفاع عن وحدة تراب هذا الوطن من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب , وحماية الأعراض من السبي والهتك كما حصل في سنجار وتلعفر وباقي المناطق التي وقعت تحت سيطرة داعش , والدفاع عن المقدّسات ..

أياد السماوي
في 19 / 10 / 2020

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى