أحدث الأخبارالعراقايرانمحور المقاومة

من وراء حرق القنصليات الإيرانية في كربلاء والبصرة ؟؟؟

مجلة تحليلات العصر الدولية - أياد السماوي

تشرينية تشرينية ضد إيران الجمهورية .. هكذا هتفت جموع المشيعين في صحن الأمام الحسين عليه السلام عند تشييع جنازة إيهاب الوزني الذي اغتيل في كربلاء قبل يومين , بعدها توّجهت هذه الجموع لحرق قنصلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في كربلاء , ثمّ امتدّت ليتمّ أيضا حرق القنصلية الإيرانية في البصرة .. ولا أدري ما علاقة إيران بحادثة اغتيال الناشط المدني إيهاب الوزني ؟ ومن هي الجهة السياسية التي أوعزت بشكل خفي إلى هذه الجموع أنّ إيران هي التي قتلت إيهاب المزني ليتمّ توجيهها نحو حرق قنصليات إيران في كربلاء والبصرة ؟ وما هي مصلحة إيران في اغتيال ناشط مدني ؟ .. قطعا أنّ الذي قتل الوزني كان يهدف إلى تأجيج موجة العداء والكراهية ضدّ إيران التي نجحت نجاحا باهرا في إحياء احتفالات أسبوع القدس .. إنّ استثمار حادثة اغتيال إيهاب الوزني وتوجيهها ضدّ إيران ,عمل مخابراتي مخطط تقف ورائه جهات مخابراتية دولية ترتبط بالمشروع الأمريكي الصهيوني في العراق والمنطقة , والجهة التي نفذّت عملية الاغتيال وتوّجهت لحرق القنصليات في كربلاء والبصرة , هي ذات الجهة التي دفعت الغوغاء لترديد شعار إيران برة برة , وقامت بحرق هذه القنصليات قبل سنتين .. وهذه المرّة من خلال اغتيال بعض الناشطين المدنيين وإثارة مشاعر الغوغاء واستفزازها بهائميا باتجاه تصعيد العداء ضدّ الفصائل السياسية المرتبطة بإيران ..

إنّ اغتيال الناشط المدني إيهاب الوزني هو عمل مدّبر ومخطّط بدقة من أجل خلط الأوراق قبيل الانتخابات العامة , وهو جزء من سياسة معروفة دأبت عليها أجهزة مخابرات دولية في تأزيم الوضع الأمني قبيل موعد الانتخابات , ظنا منها أن الرأي العام والشعب العراقي سيصدّق اتهامات هؤلاء الغوغاء بأنّ إيران هي التي تقف وراء حادثة الاغتيال , وبالتالي فإنّ هذا سينعكس انتخابيا بالضدّ من الأطراف السياسية التي توالي إيران .. إنّ المطالبة بكشف الجهة التي نفذّت عملية الاغتيال وتسبّبت بهذه الأحداث المؤسفة التي وقعت في كربلاء والبصرة , قد أصبح ضرورة ملّحة بالنسبة للحكومة والأجهزة الامنية , فليس من المعقول أن تتكرر حوادث الاغتيال يوميا والحكومة وأجهزتها الأمنية الفاشلة عاجزة عن اكتشاف الجهة التي تنّفذ هذه الاغتيالات .. إنّ تكرار هذه الحوادث من دون تقديم الجناة إلى العدالة يؤكدّ أنّ التغييرات التي أجراها رئيس الوزراء في قيادات الأجهزة الأمنية , هي أحد أهم الأسباب التي ادّت إلى هذا الانفلات الأمني غير المسبوق , إنّ الوضع الأمني الخطير الذي يمرّ به البلد , يستوجب استدعاء رئيس الوزراء ووزير الداخلية ومدراء الأجهزة الأمنية إلى مجلس النواب للوقوف على تداعيات هذا الانهيار الأمني .. كما إنّ نجاح الغوغاء في اقتحام القنصليتين الإيرانية في كربلاء والبصرة وحرقها للمرّة الثانية , يثبت بشكل قاطع هزالة وضعف الأجهزة الأمنية العراقية , وهزالة المسؤولين على هذه الأجهزة .. استمرار مسلسل هذه الاغتيالات سيضع البلد على حافة الانهيار الكامل ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى