أحدث الأخبارشؤون آسيوية

موسم الحرائق الإسرائيلية..غياب الردع

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

إعتدنا في بداية صيف كل عام على همجية إسرائيلية متكررة ،وهي إشعال الحرائق في مساحات شاسعة مزروعة بطبيعة الحال شرقي نهر الأردن،دون أن يتم ردع هذا الإحتلال المخرّب أو الرد عليه بطريقة أو أخرى ونحن قادرون على ذلك،إنطلاقا من إستسلامنا له،الأمر الذي دفع به لتكرار الجريمة سنويا منذ عام 1967.
قبل الغوص في الجانب السياسي لهذه الجريمة المتكررة التي تدخل في باب الإرهاب،فإن لهذه الجريمة جوانب أخرى وهي الجانب الإقتصادي ،لأن المساحات المحروقة ليست مناطق جرداء بل هي مزروعة بكافة أنواع المزروعات ،وفيها أشجار مثمرة ،وهذا يعني أنها تمس الوضع الإقتصادي عن قصد وتخطيط وسابق إصرار،وقيل أنه من أمن العقوبة أساء الأدب،ولا نغفل الجانب الإجتماعي في هذه الجريمة المسكوت عنها من قبلنا،حتى إن إعلامنا الذي يتواجد مثل”الفش ع القش”كما يقول المثل ،لا يلتفت لمثل هذه الجريمة مع إنها قضية وطن وتمس السيادة التي يتباكى عليها الكثيرون.
الحرائق التي نتحدث عنها وتتكرر كل عام صيفا ،ليست وحدها السلاح الصهيوني ضد الشعب الأردني في هذا المجال ،فهم أي الصهاينة،يستخدمون الخنازير البرية الجائعة ويطلقونها ليلا شرقي الحدود لتعبث بالمزروعات الأردنية المكشوفة،في حين لا تمس المزروعات الإسرائيلية لأنها مغطاة أصلا،وهم يمارسون الجريمة ذاتها ضد المزارعين الفلسطينيين غربي النهر.
إلى جانب الخنازير البرية الجائعة يستخدم الصهاينة الثيران البرية التي يطلقونها شرقي النهر لتلتهم المزروعات ،ورأيت قطعانها بأم عيني وهي بالعشرات إن لم يكن بالمئات،كما إنهم يستخدمون الأفاعي والعقارب التي يربونها ومن ثم يطلقونها في البرية الفلسطينية وينزلونها بواسطة طائرات الهليوكبتر جوا.
الأسلوب ذاته إستخدموه مع المحروسة مصر بعيد توقيع المقبور السادات ،بدفع من دهاقنة جزيرة العرب معاهدة كامب ديفيد أواخر سبعينيات القرن المنصرم،إذ كانوا يعملون في مختبراتهم على تفريخ الفئران البيضاء ويتركونها جوعى لثلاثة أيام ثم يقومون بتحميلها في شاحنات كبيرة ،ثم يطلقونها عند الحدود الفلسطينية المصرية ،لتنطلق إلى الأراضي المصرية الخضراء وتلتهم المزروعات ،في حرب من نوع جديد ضد مصر التي وقعت معاهدة كامب ديفيد ،دليلا على عدم رغبتهم في تحقيق السلام مع أحد.
مطلوب من الجهات الأردنية المختصة التحرك لردع سلطات الإحتلال ووقف هذه الجريمة المتكررة ،والسماح لوسائل الإعلام بالقيام بدورها من أجل كشف الحقيقة للرأي العام الأردني،لأن الأمور خرجت عن حدها،وليعلموا إننا لسنا في الأردن تحت وصايتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى