أحدث الأخبار

ناتو وخريف ساخن في المنطقة

فراس ياغي

واضح ان امريكا بدأت عمليا في تنفيذ سياستها وفقا لطبيعة الإستراتيجيا التي حددتها واساسها محاصرة الصين ومنعها من تزعم العالم ومحاولة منع أي تعددية قطبية عالمية من جهة ومن جهة اخرى محاولة منع روسيا من التحالف مع الصين او إضعافها وإستنزافها عبر حرب اوكرانيا كي لا تكون الخط الأمامي للصين في أوروبا.
إيران هي الحليف الإستراتيجي للصين في غرب آسيا (معها الباكستان)، ودول الخليج هي حليف إقتصادي كبير مع الصين والنفط والغاز في جله يذهب من هذه المنطقة للصين والهند وغيرها من دول شرق آسيا…أمريكا وفق إستراتيجيتها تريد تحويل ذلك لأوروبا وإستخدامه كسلاح ضد الصين والهند ودول البريكس عموما، وطبيعة هذه الدول هي مرتبطة أمنيا وعسكريا مع أمريكا وفيها قواعد عسكرية أمريكية، وهناك صراعات في الإقليم بين إيران ومحورها وبين هذه الدول بشكل مباشر (عسكري) مثل اليمن وبشكل غير مباشر عبر فصائل متعددة تعمل وفق أجندة هذه الدول، إسرائيل هي تحارب محور إيران أيضا.
اذا الصراع القائم يأخذ شكل إقليمي وأمريكا تستخدمه في إستراتيجيتها المعلنة وهي مواجهة ومحاصرة الصين… لذلك نرى أن الأهداف تلاقت والتعارضات التي ظهرت نتيجة ما يسمى الربيع العربي وخاشقجي وحقوق الإنسان والقضية الفلسطينية تم تجاوزها لصالح الإستراتيجية العليا للولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو.
الحرب العالمية الثالثة خيار إنتحاري ولكنه سيبقى خيار ممكن بسبب طبيعة ما يجري في أوكرانيا وليتوانيا وإستفزازات بولندة، بمعنى أن الأمور قد تتدحرج في أوروبا، في حين التوجه الحقيقي هو للشرق الاوسط حيث أهميته ليست في ثرواته فقط وإنما في كونه الممر الإجباري للطرق التجارية بين الشرق والغرب، ومن يسيطر على المنطقة يتحكم في العالم لذلك نرى إسرائيل الدولة المدللة عند أمريكا والغرب.
تقديري أن أمريكا لا تستطيع منع دول الخليج والسعودية من تصدير نفطها وغازها للصين ودول آسيا لذلك لا بد من إشعال فتيل الحرب مع إيران ومحورها والتي ستكون مدمرة لهذه الدول وأيضا لإيران وهنا سيبقى فقط النفط والغاز الأمريكي كمصدر رئيسي لأوروبا في حين النفط والغاز الروسي للصين.
أمريكا لا تريد لدول غرب آسيا أن تكون بيضة القبان الإقتصادية وتتحكم في السوق وهذا كان واضحا في الأزمة الحالية مع اوكرانيا…من هنا نرى أن الحلف القادم سيخدم هذه الإستراتيجية، فلا بد من تحضير المنطقة للقادم بإنهاء أي تحالفات في المنطقة قد تخدم التنين الصيني، وهذا يتطلب ضرب محور إيران.


العيون ستكون على سوريا ولبنان بالأساس فواضح ان الناتو العربي- الإسرائيلي سيكون هدفه الأول سوريا، وهنا ستكون مقبرته.
القضية الفلسطينية إنتهت في عيون أصحابها فكيف عند الآخرين، فالإنقسام البداية والنهاية والارتهان للأمريكي والإسرائيلي هو العنوان، ومقابله هناك مقاومة في غزة متحالفة مع محورها المستهدف.
الخلاصة …ناتو جديد في غرب آسيا برئاسة أمريكية وبقيادة إسرائيلية وبحضور عربي وازن وتنسيق متكامل مع تركيا هي بدايات لحرب مدمرة في منطقتنا ولن يكتب لها النجاح خاصة ان الصين وروسيا يعلمان ان كل ذلك موجه ضدهما، واعتقد أن الدولتان ستقدمان غطاء دولي لمحور المقاومة ودعم عسكري وتكنلوجي في مواجهة المحور الآخر.
سيكون هناك خريف ساخن بل حمم ناره ودخانه سيغطي المنطقة من البحر المتوسط وحتى المحيط الهندي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى