أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

ناشطة يهوديّة يمينيّة متطرفة وعنصريّة تُشارِك بقمع العرب بالقدس المُحتلّة تكتشف أنّ والديها البيولوجييْن مسلميْن: اللقاء مع الوالديْن رسّخ لدى القناعة بأننّي لا أنتمي لهم ولذا كثّفت من نشاطي ضدّ العرب لأنّهم مُجرّد قتلة وإرهابيين

مجلة تحليلات العصر الدولية - زهير أندراوس

اعترفت ناشطة يهودية بارزة من اليمين المتطرف بإعادة النظر في معتقداتها بعد أنْ اكتشفت أنّ والديها البيولوجيين مسلمان، حسب ما أقرت في تقرير تلفزيوني إسرائيلي، وأصبحت أور ليبلر، البالغة من العمر (22 عامًا)، شخصية معروفة بين المسلمين واليهود في البلدة القديمة في القدس.
وأشارت أخبار القناة 13 في التلفزيون العبريّ إلى أنّها انخرطت بشكلٍ متزايدٍ مع الجماعات اليمينية المتطرفة في المدينة بعد الحرب التي استمرت 11 يومًا العام الماضي بين إسرائيل وحماس، أيْ العدوان الإسرائيليّ على قطاع غزّة في أيّار (مايو) من العام المنصرم)، حيث شاركت في الاحتجاجات التي نظمتها “ليهافا”، وهي جماعة يمينية متطرفة يهودية متعصبة تعارض الزواج المختلط بين اليهود وغير اليهود، وشاركت علنًا أيديولوجيتها المتطرفة المتأثرة بالحاخام المأفون والفاشيّ، مئير كهانا.
نشرت ليبلر بانتظام مقاطع فيديو لها وهي تعتدي على العرب بالقرب من باب العامود بالقدس المُحتلّة، وصرّحت إنّ “كلّ مَنْ يدعم فلسطين هو إرهابي محتمل، ولدي مشكلة مع الفلسطينيين الذين لا يعترفون بدولة إسرائيل، الذين لا يعترفون بي كيهودية أنتمي إلى المكان، أراهم قتلة فقط”.
في مقطع فيديو آخر، يمكن رؤيتها وهي تحمل العلم الإسرائيلي قائلة: “هذا العلم يمثل الحب والسلام”، بينما تخبر ناشطًا عربيًا قريبًا يلوح بعلم فلسطيني أنّ علمه “يمثل جريمة قتل وكراهية لليهود”، لافِتةً إلى أنّ الفلسطينيين “يبحثون عن دمائنا، الأمر بهذه البساطة”، قالت.
وبحسب التقرير التلفزيونيّ، فإنّه تمّ تبنّي ليبلر عندما كان عمرها 30 يومًا، بعد أن كافح والديها البيولوجيان، المدمنين على المخدرات، على دعمها. ومنحها والداها بالتبني، وهما زوجان يهوديان من شمال إسرائيل، فرصة جديدة للحياة، ولكنّها غادرت المنزل في سن 18 وفقدت الاتصال معهم، زفي تلك الفترة توثقت علاقة ليبلر مع “ليهافا”، حيث أصبحت عضوًا نشطًا في المنظمة الفاشيّة.
وتابع التقرير أنّها قررت فتح ملف التبني بعد أنْ أنجبت ابنها في سن العشرين، أثناء خدمتها العسكرية الإلزامية، وقالت:”أردت أن أعرف من أين أتيت”.
لم يكن هناك شيء يستطع تهيئتها للاجتماع الذي عقدته مع عاملتها الاجتماعية، التي أخبرتها أنّ والدها البيولوجي مسلم وأنّ والدتها البيولوجية ولدت يهودية لكنها اعتنقت الإسلام مؤخرً، حيث قالت:”في تلك اللحظة، انهار عالمي كله، هويتي تحطمت فجأة، قالت.
قررت ليبلر في النهاية مقابلة والديها البيولوجيين، على أمل الحصول على بعض الإجابات حول ماضيها، وربما مستقبلها. ومع ذلك، فإن الاختلافات الأيديولوجية بين ليبلر ووالديها والتي تطورت على مدى 20 عامًا كانت صعبة للتغلب عليها.
ووصفت اللقاء مع والدتها البيولوجية بأنّه بارد، وقالت إنّها لا تستطيع أنْ تجعل نفسها تشعر وكأنها منتمية، مضيفةً أنّها عانقت والدها “احترامًا”، لكن “لم يكن هناك شيء آخر”. بعد فترة ، تذكرت ليبلر تلقتها رسالة من صديقة، تخبرها أنّ والدتها البيولوجية نشرت تعليقا على أحد مقاطع الفيديو الخاصة بها على تطبيق “تيك توك”.
وجاء في التعليق الذي نُشر على مقطع فيديو يظهر ليبلر وهي تُواجِه العرب في القدس: “هذه ابنتي، أنا أخجل منها”. وقالت ليبلر إنّ التعليق جعلها أكثر رسوخًا في معتقداتها المتطرفة، وأكّدت أنّه “حينها انتقلت إلى المستوى التالي، بحثًا عن المواجهات، قالت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى