فلسطينمحور المقاومة

نتنياهو نصب فخاً في سوريا للبقاء في الحكم فعاد بخفي حنين

مجلة تحليلات العصر

بقلم: عدنان علامه

بيروت – 17/04/2020

 

أدرك رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو بأن الإتفاق مع منافسه السابق بيني غانتس لتشكيل حكومة وحدة وصلت إلى طريق مسدود بالرغم من إصدارهما بياناً مشتركاً، على أن فرص الاتفاق بينهما لتشكيل «حكومة طوارئ قومية» أكثر من احتمالات الفشل. لذا بدأ نتنياهو سباقاً مع الزمن لإحراز أفضل الفرص للبقاء في الحكم كرئيس حكومة حيث كان منتصف ليل الأربعاء الخميس هو المهلة النهائية لتأليف الحكومة.
لذا قرر نتنياهو شن عدوان سافر على سيارة جيب شيروكي متوقعاً رداً عسكرياً من حزب الله وبالتالي يعلن المجلس المصغر حالة الطواريء لمدة طويلة. فيستغل الأوضاع لإبقاء التوتر العسكري دون الذهاب إلى حرب شاملة في ظل تفكك الجبهة الداخلية وإنتشار فيروس كورونا.

كان نتنياهو متيقناً من رد كزب الله خاصة أن الأمين العام للحزب سماحة السيد حسن نصرالله كان قد حفر في ذاكرة كل المسؤولين الصهاينة حتمية الرد على أي عدوان بقوله “أن إستهداف إسرائيل لحزب الله سواء في لبنان أو سوريا سوف يواجه برد فوري من الحزب“. لذا سارع نتنياهو إلى الإعلان عبر صحيفة “هآرتس” ، إن طائرة مسيّرة إستهدفت الأربعاء الماضي سيارة تابعة لحزب الله على الجانب السوري من الحدود السورية اللبنانية.

ولكن جرت الأحداث بعكس ما يشتهي نتنياهو. وفشل الفخ الذي نصبه لحزب الله وعاد من سوريا بخفي حنين للأسباب التالية:-

1-إن خرق كافة انواع طائرات التجسس الأجواء اللبنانية بكثافة وعلى مدار الساعة خلال الإسبوع الماضي لجمع المزيد من المعلومات وتحديد الأهداف كشف مخطط نتنياهو بالتصعيد وعزمه على تنفيذ عدوان وشيك في مكان ما ضد المقاومة.
2- فشل ذريع في إغتيال ركاب السيارة في منطقة وادي القرن الجردية والمفتوحة والخالية من السكان؛ علماً بأن الصواريخ المستعملة في عمليات الطائرات المسيّرة موجهة بالليزر. وقد إستطاع ركاب السيارة النزول منها قبيل إستهدافها بصاروخ آخر في منطقة الجديدة على الحدود السورية اللبنانية.
3- عدم صدور أي بيان رسمي من حزب الله ينفي او يثبث علاقته بالسيارة وأصحابها فوّت الفرصة على نتنياهو بحتمية الرد.

وبالتالي فقد نتنياهو كل الأوراق التي راهن عليها لإعلان حالة الطواريء وانتهت المهلة لتأليف الحكومة مع منافسه. وفي خطوة لافتة تم تكليف الكنيست بتأليف الحكومة خلال 21 يوماً.

وإليكم مجريات الأحداث أمس التى أدت تكليف الكنيست:-
بعد فشل بيلي غانتس في التوصل إلى إتفاق مع بنيامين نتنياهو حول تشكيل الحكومة الإسرائيلية؛ كلّف الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الكنيست بتشكيل الحكومة. وناشد النواب بالتوصل إلى حل يجنّب إسرائيل التوجه إلى انتخابات رابعة. وقد أحال الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين أمس الخميس (16 نيسان/أبريل 2020) مهمة تشكيل الحكومة إلى البرلمان بعد فشل رئيس مجلس ال، نواب بيني غانتس في التوصل إلى اتفاق على إئتلاف وحدة مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو.

وقال بيان رئاسي إن ريفلين “أبلغ رئيس الكنيست بيني غانتس تكليفه الكنيست بمهمة تشكيل الحكومة”، مشيراً إلى أن أياً من غانتس ونتانياهو لا يحظيان حالياً بدعم أغلبية النواب في الكنيست البالغ عددهم 120 نائباً. وناشد ريفلين النواب البحث عن حل يجنب إسرائيل “التوجه إلى إنتخابات رابعة”.

وكان من شأن ائتلاف بين نتانياهو وغانتس أن يمنح الكيان الغاصب أول حكومة مستقرة منذ أكثر من سنة ونصف السنة تنهي فترة الجمود السياسي وتوكل إليها مهمة إحتواء فيروس كورونا المستجد.

لا تزال الأسابيع الثلاثة القادمة حبلى بالمفاجآت. فهل سينجح الكنيست بالإطاحة بنتنياهو أو يذهبوا إلى إنتخابات رابعة نظرياً بسب إستحالة إجرائها عَلياً نتيجة تفشي وباء كورونا. ولن تتغير موازين القوى المتقاربة خلال 21 يوماً.
فهل ستراود نتنياهو محدداً فكرة العدوان على لبنان أو غزة لإستحضار ردود فعل تستوجب إعلان حالة الطوارئ ليستمر في الحكم؟
يستطيع نتنياهو ساعة يشاء ان يبدأ بالعدوان؛ ولكن يقينا لن يستطيع التحكم بمجريات الأمور والكلمة الحسم ستكون للمقاومة.

وإن غداً لناظره قريب

 

  • الآراء المطروحة تمثل رأي كاتبها ولا تمثل رأي المجلة بالضرورة.

 

  • تستطيعون أيضاً المشاركة بأرائكم وتحليلاتكم السياسية :

خطأ: نموذج الاتصال غير موجود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى