أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

نحبك يافلسطين

مجلة تحليلات العصر الدولية

ليس هنالك من شاعر عربي واسلامي لم يكتب قصيدة عن فلسطين ،وليس هنالك من روائي او قاص او مؤلف مسرحي الا وفعل ذلك .
كنا صغارا نقتطع من يومياتنا نصرةً للشعب الفلسطيني ،ونخرج في تظاهرات عارمة ترعب الحكومات الظالمة ،وكان المئات من شبابنا يتطوعون ليحصل على شرف (فدائي) يقاتل باحد المنظمات الفلسطينية وحين يعود باجازة تحاصره اسئلة كثيرة من الاهل والاصدقاء عن معنى القتال ضد الصهاينة وعن العمليات الفدائية والشجاعة والبطولة ،وكان الناس يحفظون الاناشيد لفلسطين ،والمطربون يهزجون لها ،وقلما تجد مطربا لم ينشد لفلسطين وارضها وشعبها .
المساجد كانت عامرة بالخطباء والخطب وهم يحثون الناس الى التطوع من اجل الدفاع عن فلسطين ونصرة الشعب الفلسطيني وكانت التبرعات على اوجها .
ليس هنالك من منهج دراسي يخلو من قصيدة لشاعر فلسطيني او عربي عن فلسطين والعودة
ومأساة شعبها وضرورة تحريرها من براثن الصهاينة . كنا نحفظها عن ظهر قلب ،وسعادة المعلمين كبيرة لمن ينشهدها على الوجه الصحيح .
كانت اقلام الكتاب تملأ صفحات المجلات في مقالات طويلة عن فلسطين وتأريخها وعن الاحتلال واسبابه وعن الحكام العرب المتخاذلين وعن البطولات والاعمال الفدائية للشباب والشابات .
كانت صور شهداء فلسطين تزين الجدران والشوارع العامة ،وفلسطين حاضرة في صلاتنا وصيامنا ودراستنا واحاديثنا وبرامجنا الخ
ترى من أطفأ هذه الجذوة وشغلنا عن حبيبتنا (فلسطين )؟
ان انتكاسات الحرب لعام (48-67-73) كانت وراء ذلك ،وكذلك خذلان الحكام العرب العملاء !
كانت نتائج هذه الحروب مدمرة للذات العربية ،وشعورها بالاحباط فالمشاعر اتجاه القضية الفلسطينية كانت اكبر من التحضيرات للحرب ،لدرجة ان الخسارة بالحرب كانت تسمى (نكسة ) والشعراء الذين كانوا يهتفون للنصر مثل نزار الذي يقول (لن تجعلوا من شعبنا
شعبَ هنودٍ حُمرْ..
فنحنُ باقونَ هنا..
في هذه الأرضِ التي تلبسُ في معصمها
إسوارةً من زهرْ
فهذهِ بلادُنا..
فيها وُجدنا منذُ فجرِ العُمر
فيها لعبنا، وعشقنا، وكتبنا الشعر)
عاد ليقول (أنعى لكم، يا أصدقائى، اللغة القديمة/ والكتب القديمة/ أنعى لكم.. كلامنا المثقوب، كالأحذية القديمة/ ومفردات العهر، والهجاء، والشتيمة/ أنعى لكم.. أنعى لكم / نهاية الفكر الذى قاد إلى الهزيمة)
ومثل نزار كتب اغلب الشعراء وهم يندبون حظ الاوطان والشعوب الخ
ومنذ حرب تشرين (1973) وحتى اليوم لم تستطع دولة عربية ان تقف على قدمها ،فمن هزيمة الى اخرى ومن انتكاسة لانتكاسة،حتى باتت القضية الفلسطينية خلف ظهورنا ،ونحن نقارع حكاما فرضتهم علينا دول الغرب ليكونوا ولاتً علينا رغم انوفنا ،يحاسبوننا على صلاتنا وصيامنا وعلى مكتبتنا وماذا حوت وعن دروسنا وعلاقاتنا واقربائنا ،والخارجون عن الطاعة مصيرهم المعتقلات والسجون والموت والتيزاب ! لكن فلسطين معنا ونحن نتلقى السياط تنام معنا في السجن وتأكل معنا وتشرب وتلعن السجان والجلاد والحاكم الملعون ! العرب مازالت تشغلهم عن (فوضى كونداليزا رايس) عن قضية الامة ،يحتربون بينهم ،ويقتلون بعضهم ويتسابقون على الكراسي مثل الاطفال عندما يهرعون لمعدات اللعب والتسلية .
العرب فيما كانوا يدفعون بجيوشهم واسلحتهم واموالهم واعلامهم واناشيدهم الى (البوابة الشرقية ) لوأد الثورة الاسلامية ،كان قادة الثورة يعتقلون عملاء امريكا ويطردونهم خارج البلد ،ويجعلون من مؤسساتهم ومراكز عمالتهم مبانيا للمنظمات الفلسطينية .
قال امام الامة يومها (لابد ان تمحى اسرائيل ) وان تكون اخر جمعة من شهر رمضان يوما عالميا لدعم الشعب الفلسطيني فكذبوه ،وقالوا (هذا ساحر ومجنون) وابى الله الا ان يتم نوره ،وان يتوفاه الله (قدس) لكن صوته مازال قائما بالامة يدفع بها الى سوح الجهاد ضد العدو الصهيوني الغاصب ،وليتحول الصوت الى صاروخ ومدفع وبندقية تقض مضاجع الجناة الطغاة ،وان يصفر عود امريكا ويذبل ،فيرتفع الاذان بالقدس والمسجد (الله اكبر ) انه الوعد الذي بشرنا به الامام الخميني (قدس ) والله على نصرنا لقادر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى