أحدث الأخبارالعراق

نحن بأمس الحاجة لإعادة بنا جسور الثقة بيننا في مثل هذه الظروف

مجلة تحليلات العصر الدولية

✍️ إياد الإمارة

▪ إن أكبر هزة وإنتكاسة تعرضنا لها خلال هذه الفترة هي فقدان الثقة على صعيدين، الأول والأخطر هو فقداننا الثقة بأنفسنا، والثاني هو فقدان الثقة بيننا نحن أبناء المحنة الواحدة والمصير الواحد المشترك.
ومرد ذلك إلى سببين رئيسيين:
الأول/ هو سلوكيات وتصرفات البعض منا، وما تخلل ذلك من قصور وتقصير وفساد، أدى إلى ما نحن فيه من فقدان الثقة على الصعيدين.
الثاني/ التآمر الخارجي الذي لم يدخر جهداً في سبيل زعزعة الثقة داخل هذا البلد وعلى الصعيدين اللذين ذكرتهما أيضاً.
ليس من الغريب أن تتعرض الأمم والشعوب والجماعات إلى هزات وإنتكاسات، الأمر طبيعي جداً، وقد تكون هذه الهزات والإنتكاسات في بعض الأحيان من فعل الطبيعة نفسها، الغريب أن توقف تلك الهزة أو الإنتكاسة الحياة وتحولها إلى يأس وقنوط يستحيل معه الإستمرار بالعمل!
وهذا ما علينا أن نعيه بدقة عالية ووعي أعلى وهي إن الفرصة لم تفت ولم تنته الحياة أو تتوقف وإن الأمل موجودٌ، وهناك قدرات وقابليات قادرة على تجاوز الهزة والإنتكاسة وتحقيق تطلعات وطموحات الناس، لدينا قدرات بشرية هائلة غير مستثمرة كما أن لدينا ثروات كبيرة جداً يمكن ان تعوض كل الخسارات الماضية، فلماذا القنوط؟
لماذا اليأس؟
لنقلب صفحات الدول والشعوب والجماعات ونرى حجم المحن التي تعرضت لها ومددها وكيف إستطاعت أن تنهض من جديد وتصنع لها مجداً عظيماً، كيف؟
لأنها لم تقنط ولم تيأس وتسلحت بالإصرار والعزيمة والتحدي لأن تكون أفضل وكانت فعلاً..
أنا اتابع منشورات وتصريحات البعض المثبطة وأجدها تنبع من “كنيف” واحد ممتد من التآمر الخارجي وتصب في مصب واحد هو تطويق أعناق العراقيين بأغلال ثقيلة تمنعهم من العمل وتفاقم عليهم الهزات والإنتكاسات لكي يدوروا في دوامة الضياع المزمن الذي يؤمن مصالح العدوان ويحقق غاياتهم، ويؤمن أمناً مستمراً للكيان الصهيوني بالفوضى الناتجة من دوامة الضياع.
لنتسلح بالأمل ولنعزز الثقة بأنفسنا وقدراتها وقابلياتها بيننا نحن أبناء المحنة الواحدة والمصير الواحد المشترك.
إن إنتمائنا لمدرسة أهل بيت العصمة والطهارة “ع” وإتباعنا نهجهم وسلوكهم والسير على هديهم يمنحنا طاقة جبارة قادرة على صنع المعاجز، كما إن هذا الإنتماء وهذا الإتباع يعزز من وحدتنا ويقوي من علاقتنا ويجعلنا كالبنيان المرصوص الذي لا يستطيع إختراقه “جوكري” مرتزق أو مغرض مريض.
الأمل كبير ومعقود علينا نحن أتباع “الإنتظار” المقدس الذي يعني العمل الدؤوب الذي لا يعرف الملل أو الكلل أو القنوط واليأس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى