فلسطين

نساء في ذاكرة التاريخ “جولدا مائير” لم تكن أقل جرماً من بعض المطبعين

مجلة تحليلات العصر الدولية

بقلم: خالد النجار/ مركز إيلياء للدراسات

ذاكرة التاريخ التي يحتفظ بها الفلسطينيون ومرّوا بمراحلها عبر عقود من الزمن لا تُمحى، ولن يغير الأفاكون والمطبعون حقائق الجرائم الصهيونية التي ارتكبتها عصابات الهاغانا العنصرية المتطرفة وقتلت آلاف المدنيين الفلسطينيين الآمنين في سربهم، وتهجيرهم من قراهم عنوةً تحت بطش آلة الحرب الإسرائيلية التي كبحت في طريقها القيم والمبادئ لبعض رموز الأنظمة العربية لتغير جذور التاريخ وتعيد كتابته من جديد.
“سهام القحطاني” كاتبة المقال في صحيفة الجزيرة السعودية والموسوم بعنوان “نساء في ذاكرة التاريخ “جولدا مائير” لم تكن أقل جرماً من بعض المطبعين، في وصفها لرئيسة الوزراء الإسرائيلية بالمرأة التي بدأت حياتها مضطهدة كباقي اليهود الذين يتعرضون للقتل، وقدرتها على امتلاك القوة والتي تُعد أبرز مصادر جمال المرأة اليهودية  والتي اتقنت العمل السياسي وأصبحت أقوى شخصية تقلدت أوسمة ومناصب سيادية في دولة (اسرائيل) آنذاك.. بهذه الكلمات التي تحرك الدماء في عروق الأشراف والأطهار والغيورين على مصالح الشعوب العربية، كان ردي على ما عرضته القحطاني، وقد عنونته: “مجرمة في ذاكرة التاريخ”.
في ظل معركة التطبيع المسعورة والتي وصلت إلى مراحل لم نتخيلها يوماً، كما يُعرض الآن على شاشات السينما العربية في رمضان، وما تظهره بعض قنوات الإعلام العربي لتعزيز جذوة معركة كي الوعي العربي وصولاً إلى مراحل أكثر تعقيداً في بيئة تتحول وجهتها لتصبح أكثر اندماجاً بالمجتمع الاسرائيلي، وأكثر تماسكاً على كافة المستويات، السياسية، والأمنية، والثقافية…إلخ، كان لا بد أن يفرز الكاتب العربي قدرته الأدبية المبنية على حقائق وثقتها الوقائع العربية والفلسطينية للكشف عن الجرائم الإسرائيلية التي ارتكبتها جولد مائير وارتكبتها العصابات الصهيونية، فالحديث بهذه الطريقة الساذجة لا يمكن أن ترسم في ثناياها لوحات الشرف والنضال للكاتب العربي، إلا بالولوج في تغيير الاستراتيجية الأدبية لذاته، والوقوف على أبرز محطات الاحتلال الإسرائيلي والتي من خلالها حرف بوصلة القرار العربي إلى وجهات لا يمكن الوقوف أمامها بهذا الصمت المريب.
فالأقلام التي تسرد كلماتها هي انعكاس حقيقي لثورة دونية يحملها الكاتب المطبع لدولة العدو، وتحرق ملامح القومية العربية والنضال العربي المشرف والذي مارس من خلاله كافة أشكال النضال، بالسلاح والقلم والموقف، ولا يمكن أن يغير التاريخ لون الدماء التي اختلطت بين المقاتلين العرب من مصر وسوريا والأردن وفلسطين 1956 و 1967 وهم يذودون عن أقدس قضية تاريخية في عالمنا المعاصر، أمام الجيش الصهيوني الذي احتل فلسطين 1948، وواصل المقاتلون العرب نضالهم لسنوات طويلة في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، مروراً بانتصار الجيش المصري آنذاك وتحرير سيناء من مخلفات الاحتلال 1973م.
جولدمائير لم تك يوماً شخصية تستحق هذا الوفاء من “القحطاني” وهذا الاهتمام الذي يتماهى مع سياسة التطبيع، كما لم يسجل التاريخ “مائير” عبر ذاكرته إلا مجرمة قتلت الأطفال والنساء وكبار السن، وهدمت البيوت فوق ساكنيها، وقد كانت أول من طالب بهجرة العرب الفلسطينيين من موطنهم الأصلي بكل لؤم ووقاحة وهي تقترح توطين العرب المشردين من ديارهم في أيٍ من الأقطار العربية الأخرى، مؤكدةً على عدم حقهم في هذه الأرض.
إن ما ذكرته “جولدامائير” حول تهجير الفلسطينيين بهذه الطريقة هو إرهاب صهيوني عنصري متطرف يولد مشاعر الغضب والرد على إجرام لا يقل درجة عن الجرائم الصهيونية، فالتطبيع أصبح عملة رقمية تتداوله منصات التواصل الاجتماعي كحال الساسة الذي يقمعون ثورات شعوبهم المطالبة بوقف التطبيع ومناهضة الحركة الصهيونية حول العالم بما فيها مناهضة الاحتلال الذي يتمدد في المنطقة بقرار عربي وبكل أسف

 

  • الآراء المطروحة تمثل رأي كاتبها ولا تمثل رأي المجلة بالضرورة.

 

  • تستطيعون المشاركة بأرائكم وتحليلاتكم السياسية حول هذا المقال:

خطأ: نموذج الاتصال غير موجود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى