أحدث الأخبارلبنان

نصر الله: “أعدكم بتعطيل محطّات النفط الإسرائيليّة بالمتوسّط خلال ساعات”.. السفير الإسرائيلي الأسبق بعمّان: الضائقة الاقتصاديّة بلبنان ستدفعه لتقديم تنازلاتٍ بترسيم الحدود وفون ديرلان زارت إسرائيل للتخلّص من النفط والغاز الروسيين وللكيان لا حلا عمليا

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
قال سفير تل أبيب الأسبق في عمّان، عوديد عيران، الذي يعمل اليوم باحثًا في مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ إنّه في السنوات العشر الأخيرة امتنع زعماء الاتحاد الأوروبي من زيارة إسرائيل، ولم يُعقد اللقاء السنوي للمجلس المشترك للطرفين، كإشارةٍ إلى انتقاد الجانب الأوروبي للسياسة الإسرائيلية بشأن كل ما له علاقة بالنزاع مع الفلسطينيين، على حدّ تعبيره.
د. عيران، الذي يعمل اليوم باحثًا في معهد دراسات الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب، تابع قائلاً في مقالٍ نشره على موقع المعهد، إنّ زيارة رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين (التي تدير العمليات اليومية للاتحاد في كل المجالات)، لا تعكس تغييرًا في الموقف من إسرائيل، على حدّ تعبيره.
الدبلوماسيّ الإسرائيليّ السابق شدّدّ على أنّ السبب المباشر لزيارتها هو منحها شهادة دكتوراه فخرية من جامعة النقب، بينما السبب الحقيقي هو أزمة الطاقة التي تواجهها أوروبا، التي، من جهة، توجه الانتقادات إلى روسيا وتفرض عقوبات عليها بسبب غزوها لأوكرانيا، ومن جهة أُخرى تجد صعوبة في التخلّص من الاعتماد على النفط والغاز من روسيا، كما قال.
وأوضح د. عيران:”يبرز هذا الاعتماد من خلال الاستيراد السنوي الذي يقدر بنحو 150 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي الذي يحرك الاقتصاد الأوروبي. وكان الرئيس الأمريكي وعد الأوروبيين بعشر هذه الكميات، ومن المفترض أنْ تزيد في السنوات المقبلة”، كما قال.
د. عيران لفت إلى أنّه على الرغم من أنّ مخزون إسرائيل يقدَّر بـ1000 مليار متر مكعب، فإنها قادرة على تزويد أوروبا بـ10 مليارات متر مكعب التزامًا بقرار حكومة الكيان تأمين كميات تكفي الاستهلاك المحلي في العقود المقبلة.


ومضى قائلاً:” إن الضائقة الأوروبية هي ضائقة راهنة، ولا يشكل مد أنبوب من الحقول البحرية لإسرائيل إلى أوروبا حلاً عملياً، وبالتالي فإنّ استخدام منشأة عائمة لتسييل الغاز تقوم بضخه إلى الناقلات هو حل فوري وممكن، وشركات الغاز في إسرائيل وأوروبا قادرة على مواجهة هذا التحدي، وإلى حين وصول مثل هذه المنشأة يجب زيادة الكميات التي يجري ضخها (4.5 مليار متر مكعب سنويًا) إلى مصر، التي لديها منشآت لتسييل الغاز ثابتة تتلاءم مع القدرة المحدودة للأنبوب الموجود حالياً بينها وبين إسرائيل.
علاوة على ما ذُكِر آنفًا، أشار د. عيران إلى أنّه “كان يجب سماع كلام فون دير لاين خلال حفل منحها الدكتوراه الفخرية كي ندرك التاريخ المشترك والمعقد والصعب، لكن الغني، بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي. ومن الجيد وجود مصالح مشتركة الأساس فيها هو الدفع قدمًا بالانتقال إلى الطاقة الخضراء، التي لإسرائيل مساهمة كبيرة فيها”.
“في هذه الأثناء”، تابع د. عيران، “وخلال عقد من العلاقات السياسية المجمدة مع الاتحاد الأوروبي، استمر النزاع بين إسرائيل ولبنان بشأن ترسيم حدود المياه الاقتصادية الخالصة. فلبنان لم يرد حتى الآن على اقتراح الحل الأمريكيّ المقدم سنة 2012 بشأن توزيع المنطقة المختلف عليها، والتي تقدر مساحتها بـ860 كيلومتراً مربعًا”.
و”بالإضافة إلى ذلك، ومن دون أنْ يكون لذلك صلة بالنزاع مع إسرائيل، تسببت الحكومات اللبنانية بأزمة طاقة حادة تتجلى في ساعات الكهرباء المعدودة التي يحظى بها اللبنانيون يوميًا، وحتى الآن لم يستخرج لبنان مترًا مكعبًا واحدًا من الغاز الطبيعيّ”، على حدّ تعبيره.
د. عيران اختتم تحليله، الذي نقلته للعربيّة (مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة)، اختتم بالقول إنّه “في خضم ضائقته توجه لبنان إلى مصر والأردن وسورية للموافقة على تدفق الغاز في الأنبوب العربيّ الذي يمر في أراضيهم، وإذا جرى ذلك من المفيد أنْ يفحص لبنان ما إذا كان هذا من الغاز الذي تصدّره إسرائيل إلى الأردن ومصر”.
“كما توجه لبنان في أزمته إلى الولايات المتحدة كي تستأنف وساطتها مع إسرائيل بشأن الحدود البحرية، وهناك مسؤول رفيع من الإدارة الأمريكية موجود الآن في المنطقة لهذه الغاية. ونأمل أنْ تؤدي هذه الضائقة الاقتصادية في لبنان إلى الاستعداد لتقديم تنازلات منصفة ومنطقية”، كما قال السفير الإسرائيليّ الأسبق في المملكة الأردنيّة الهاشميّة.


ومن الأهميّة بمكان الإشارة في هذه العجالة إلى أنّ الأمين العّام لحزب الله اللبنانيّ، السيّد حسن نصر الله، كان قد هدّدّ بتعطيل العمل بمحطات الغاز الإسرائيليّة في البحر المتوسط في حال اتخذ مجلس الدفاع الأعلى قرارًا بذلك، مشيرًا إلى أنّ المنطقة بأسرها دخلت معركة النفط والغاز، على حدّ قوله.
وأكّد نصر الله خلال المهرجان السنوي بذكرى (القادة الشهداء) أنّه “في حال اتخذ مجلس الدفاع الأعلى قرارًا بأنّ محطات النفط الإسرائيليّة ممنوعة من العمل فأنا أعدكم أنّها خلال ساعات ستقف”، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ “ما يمنع الإسرائيليّ من الحرب هو عدم يقينه بالنصر، يجب ألّا نخدع وألّا نؤخذ بالتهويل والتهديد ومنتصرون بإذن الله”، كما قال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى