نصر تعزه

كما هو معروف عندما نريد ان نحافظ على شيئ فلا بد ان نديمه بثلاث من الامور وهي من اسباب استمرار النجاح والمحافظة

اولا : الحصول عليه

والنصر من الامور التي من الصعب جدا الحصول عليها و لا يتاتى الحصول عليه الا بالجهاد لانه اول الحسنيين وياتي قبل الشهادة كما في قوله تعالى في سورة التوبة (قل هل تربصون بنا الا احدى الحسنيين) بمعنى أيها الرسول قل لهم : هل تنتظرون أن يقع لنا إلا النصر أو الشهادة والجهاد ليس مجرد لفظ او عبارة تطلق وانما هو تهيئة نفسية واستعداد قلبي وثبات عقلي وعقيدة راسخة هذا في الامر الظاهري وهناك امور باطنية مثل صفاء النية وبياض القلب وطيب الولادة فاذا ما تكاملت كل هذه الصفات كان الانسان مؤهلا بان يكون من المجاهدين الذين فضلهم الله على القاعدين في كتابه المجيد
تارة بدرجة واخرى بأجر عظيم في ايتين كريمتين واليوم ارى من تجمعكم الجهادي المبارك هذا ستنالون النصر ان شاء الله لانكم قد ادركتم معنى الجهاد وسلكتم احد محاوره وطرقه وما الظفر عنكم ببعيد فهنيئا لكم مبكرا واصيلا

ثانيا : ادراك كامل النصر
لايلدغ المؤمن من جحر مرتين فاخذ العبر هو من مقومات النصر ويجب ان تكون النظرة للمعركة نظرة نابضية وهي الرجوع قليلا ومن ثم الاندفاع والرجوع هو لاخذ العبرة و الدراسة والحكمة والاستفادة من التجارب السابقة ورسم الخطط ثم التقدم باقدام وعزم ولكي لا يحصل ما حصل لجيش المسلمين يوم معركة أحد عندما ضنوا انهم حققوا النصر المتكامل فتركوا اماكنهم وهرعوا للغنائم وتفاجئوا بان المعركة لم تنتهي
اما اليوم من يظن بان المعركة محسومة او منتهية لصالحه او لصالح طرف ما فانه متوهم وخسران وما عليكم انتم كمجاهدي العراق وانصار الحشد الشعبي المقدس الا ان تركزوا و تصبوا اهتمامكم على معركتكم لكي لا تخسروها بدءاً ولا تغادروها قبل ان تتاكدوا من انها حسمت بالكامل من خلال الثبات والمتابعة الدقيقة وعدم ترك المواقع الجهادية التي تقاتلون من خلالها من وراء الكيبورد او امام المنافسين ومكرهم

ثالثا : تعزيز النصر
كلنا قد مرت علينا عبارة(نصرا عزيزاً) في القران المجيد وكذلك عبارة (ونصر تعزه) في بعض الأدعية فما معنى تعزيز النصر

بعد تحقيق النصر الكلي وترفع الحرب اوزارها يجب على المجاهدين الذين حققوا الانتصار ان يصونوا ذلك الانتصار و ان يديموه من خلال امور عديدة اهمها:

1. الاشادة بقادة النصر وصناعه وعدم مصادرة اي جهود بذلت في سبيل تحقيقه

2. الاشادة بالتضحيات التي بذلت جراء تحقيق الانتصار ومنها تكريم الشهداء و الاهتمام بعوائلهم والبحث عنهم ومواراتهم .

3. الاهتمام بالجرحى والمتضررين الذين ساهموا في تحقيق الانتصار والسعي لارضائهم وتعويضهم ما فقدوه .

4. محاولة المزامنة بين الجمهور (المجاهدين) القدامى و الجمهور المنظم حديثا و ادماجهم تحت قيادة القدامى وليس العكس لعدم حصول التذمر والانشقاق وهذا ما يفقد ديمومة النصر المتحقق.

5. الاستفادة من الطاقات المتوفرة والمكتسبة والزخم المعنوي الذي ينتجه النصر بالبناء والتقدم والتطور وهذا ما يعطي للنصر تعزيزا قويا وادامة طويلة.

6. عدم التشمت بالمغلوب او تجريحه باي من العبارات وان بادر فيجابه بالصمت و النيل منه من خلال الانجازات المتحققة.

7. المبدأ : لا الجهاد على الاهواء او المزاج او بالعاطفة لانه سيزول بزوال المؤثر وانما يكون بالعقل المحض وارادة حقيقية لتحقيق النصر للتغيير والاصلاح وهنا يكون الجهاد راسخ وعقائدي لا يهزم ابدا
اسال الله ان يوفقكم جميعا للجهاد في سبيل الله والعراق والعراقيين