أحدث الأخباراليمن

نظرة إلى منطق قيادة السلام والحرب في اليمن

مجلة تحليلات العصر الدولية

بقلم: د. محمد العبادي

دخلت الحرب -التي تقودها السعودية والامارات – على اليمن عامها السادس ، ولم تحقق لاصحابها سوى صفر من النجاح !!!.
تصورات ساذجة وصبيانية في تقييم نتائج الحرب وتقدير قوة العاصمة صنعاء على مواجهة ألة الحرب . المنطق يقول ان قرارات انفعالية ومتعجلة وغير ناضجة دفعت باتجاه الحرب على اليمن .
عندما أعلنوا الحرب كانت التصورات والتصريحات البدائية تقدر النتائج بأنها ستنتهي خلال أسبوع أو اسبوعين !!! لكنها امتدت إلى أكثر من ( ١٨٠٠) يوم اي ان التقديرات والحسابات كانت خاطئة و كانت النتيجة ان انتهى أكثر من (٢٥٧ ) أسبوعا ولم تضع الحرب أوزارها.!
لكنها كانت الحرب في واقعها خطئا ستراتيجيا محضا لانها تفتقر إلى المبررات الواقعية والى الأفق البعيد .
لقد صرفوا مليارات الدولارات ولم يحققوا سوى سفك الدماء وتخريب البنى التحتية وتمزيق وحدة الشعب اليمني .
اظن لو أنفقت هذه الدول (الأداة ) أموال الحرب على السلام لتحققت أكثر الأهداف التي ينشدونها ، لكن ماذا نفعل والحكمة ملفوفة بألف حجاب وحجاب ؟!
هذه الحرب القائمة على اليمن لاتؤسس للسلام الحقيقي ،لان الطرف البادىء بالحرب قد اوغل في القتل والتخريب ؛فحسب تقارير وتقديرات الامم المتحدة ان ضحايا الحرب يزيد على (١٠٠) ألف شخص قد سقطوا بين قتيل وجريح هذا ما عدا الأسرى عند الطرفين والذي يتجاوز عددهم (٢٥ ) الف اسير
. وايضا ما عدا النازحين والذي تجاوزت اعدادهم مئات الآلاف ، ناهيك عن الآثار الأخرى لهذه الحرب الطاحنة .
لقد أتت هذه الحرب على كثير من الممتلكات العامة والخاصة وتسببت في انهيار الخدمات العامة والطرق والجسور حيث تم تدمير أكثر من ٢٥١٢ طريقا وجسرا ، وايضا في قطاع الكهرباء تم تدمير اكثر ٢٠٠ محطة ومولد كهربائي ،وفي قطاع الصحة تضاعفت الاعداد التي تحتاج الى الرعاية الصحية وانتشرت الاوبئة والامراض بسبب التدمير الذي طال المستشفيات والمرفقات الصحية وفي التعليم خرج اكثر من٢٥٠٠ مدرسة عن الخدمة هذا مضافا انقطاع المرتبات عن الموظفين والعاملين وغيره .
أنها حرب مدمرة تترك اثارها على نفوس البشر قبل البناء والحجر ،ومن يريد أن يسلك أو يتلمس طريق الحوار والسلام عليه ان يدع للصلح والسلم موضعا .
ان العقل الكبير يسلك سبل السلام والحوار ويعرف ان ابواب السلام واسعة وكثيرة ولايغلق عليه باب الافتح عليه أكثر من باب ،اما العقل الصغير الضيق؛ فيتعجل الأمور قبل اوانها، ويلجأ إلى ركوب مركب الحرب عند أول منعطف وهو ما شاهدناه في الإصرار والاستمرار والمضي في طريق الحرب على الشعب اليمني .
أن أملنا كبير في خلق فرص السلام من قبل العقل اليمني وصدق من قال ( الحكمة يمانية ) وليست سعودية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى